اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > ريبورتاج: "فــذكــِّر إن نفـعــت الـــذكـــرى" ... مســرح الرشيــد متى ...؟

ريبورتاج: "فــذكــِّر إن نفـعــت الـــذكـــرى" ... مســرح الرشيــد متى ...؟

نشر في: 9 سبتمبر, 2015: 12:01 ص

أيعقل هذا أن يتحوَّل مسرح الرشيد الى كتلة خرسانية جامدة، تحيط به الأتربة، ويعبث به الصمت والسكون إلا من صدى أصوات ممثلين أبت أن تفارق فضاءه برغم كل وحشتها التي طالت الى حدٍ أبعد من المتوقع؟ هذا الشكل المعماري الذي لم يعد على قيد الحياة والفن يبحث منذ

أيعقل هذا أن يتحوَّل مسرح الرشيد الى كتلة خرسانية جامدة، تحيط به الأتربة، ويعبث به الصمت والسكون إلا من صدى أصوات ممثلين أبت أن تفارق فضاءه برغم كل وحشتها التي طالت الى حدٍ أبعد من المتوقع؟ هذا الشكل المعماري الذي لم يعد على قيد الحياة والفن يبحث منذ زمن عمن يُعيده الى أحضان الفن والثقافة. تأمل الكثير منا خيراً بمشروع بغداد عاصمة الثقافة العربية وان يعمر المسرح وفق ما جاء في برنامج المشروع، لكن للأسف ضاع المشروع مثلما ضاع حلم إعمار المسرح!

ميـزة المكان
عن معمارية المسرح يقول المسرحي د. محمد ابو خضير: شهدت بغداد في اطراف السبعينيات جملة تحولات معمارية تخص دور العرض المسرحي فكان لمسرح الرشيد محمولات الثقافة المعمارية في مزاجها السبعيني اضافة الى تمركزه في خارطة المدينة عبر شبكة تواصلات / ومواصلات مرنة ومفصلية في التواصل مع العروض المسرحية والأداء الوظيفي لمؤسسة ثقافية وفنية مثل المؤسسة العامة للسينما والمسرح، مبيناً: ان المسرح يقع في لوح ثقافي ونسيج اجتماعي له ذائقته الخاصة ليكون ضمن شريط المؤسسات الفنية مثل التلفاز والإذاعة العراقية ويقع متوسطاً لجسري الشهداء والأحرار وله بنيته السلسلة وأحد اكبر مرائب النقل في العراق ممثلا بمرآب العلاوي ويتزامن مع أحدث فنادق العاصمة بغداد وهو فندق منصور ميليا ما يفتح تواصلا مرناً والبعد الوظائفي والخدمي وكذلك الترشد الاقتصادي.
عروض عالمية
واسترسل ابو خضير: تتأتى المعمارية الجمالية لمسرح الرشيد في أبعاد سايكولوجية، فالمتلقي يستشعر آنية دخوله الفضاء الثقافي بدءاً من تدارج صعوده صوب المسرح ما يؤشر انقطاعه ومسارات الحياة اليومية وتبنية لمزاج جمالي واستثنائي. ويعمد الفضاء الداخلي لمسرح الرشيد بانسيابية في الدخول والجلوس والمغادرة، مستطردا: اضافة الى سعة صالاتها الخارجية التى يمكن لها ان تتحول الى فضاء لعروض تشكيلية او بداية وممهدات للعروض المسرحية التجريبية، مؤكدا: ان مسرح الرشيد بسمات تتيح له سعة في التنوع بين المؤتمرات والمهرجانات والعروض والفعاليات الفنية الاخرى من دون ترهل في التشكيل او خلق لواحق في فضاء القاعة او فضاء المسرح ذاته ويتسم المسرح بسمة التمفصل الأدائي إذ شهد جملة عروض عراقية وعربية وعالمية لها أبعادها التجريبية.
البرلمان الأوروبي
سبق وان رصدت وزارة الثقافة دائرة المشاريع مبلغ (34) مليار دينار لإعادة تأهيل مسرح الرشيد الذي تعرض لأضرار جسيمة جراء القصف والنهب اللذين طالاهما عام 2003 . إن هناك فريقا هندسيا متكاملا في الدائرة لإعداد جميع التفاصيل التي تدخل في مشروع تأهيل مسرح الرشيد، لكن ذلك لم يحدث، كما تم الاعلان عن إعماره ضمن مشروع بغداد عاصمة الثقافة العربية 2013 لكن؟! قبل فترة وجيزة تسربت معلومات عن نية اعماره من قبل البرلمان الاوروبي واستثماره بعروض مسرحية ووبروية عن ذلك قال مدير دائرة السينما والمسرح اسماعيل الجبوري لـ(المدى): تم لقاء وفد من البرلمان الاوروبي حيث أعرب عن نيته في إعمار وتأهيل مسرح الرشيد مبينا: ان اتفاقا أوليا جرى حول ذلك، منوها : ان دائرة السينما والمسرح طالبت بكتاب مخاطب من البرلمان الاوروبي حول العرض وماهيته من اجل تقديمه الى الجهات العليا بالوزارة.
غامض جـداً
اول عرض مسرحي شهده مسرح الرشيد كان مسرحية (الارض والعطش والانسان) تأليف واخراج قاسم محمد، وآخر عرض مسرحي كان (وللحب بقية) من تأليف عبدالخالق كريم وإخراج الفنان كاظم النصار الذي تحدث عن ذلك قائلا: هو شيء مفرح ومحزن بذات الامر ان تكون مع الفنان قاسم محمد في حدث، ومحزن لأن العرض المسرحي توقف عند هذا الزمن! 
وبشأن إعمار وتأهيل المسرح قال النصار: عجزنا من الحديث والمطالبة بذلك، الذي يبدو ان هناك من يقوم بتسويف الأمر كلما وصل الى درجة معينة. موضحا انهم سبق وان رفعوا طلبا الى الجهات المعنية، ونظموا حملة على مواقع التواصل الاجتماعي لكن كل جهودهم كانت تسوَّف وتميـَّع!
واضاف النصار: ان الأمر غامض جدا، منوها الى أن مكان المسرح محصَّن امنياً، ومميـَّز أيضا فهو بالقرب من دائرة التلفزيون والفندق السياحي ولا يبعد كثيراعن مركز العاصمة، كل هذا يؤكد اهمية المسرح اضافة الى هندسة بنايته، علماً ان دائرة المسرح الآن من دون مقر عمل إداري.
 
 
 
 
فاصـلـة:
 
 (اعطني خبزاً ومسرحاً، أعطيك شعباً مثقفاً) وهذا ما لا يريده الكثير من الجهات والسلطات الحالية . يبقى الأمل الأخير أن لا يكون اسم المسرح سبباً في إهماله كحال شقيقه الأكبر شارع الرشيد ؟!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

طلب 25 مليونا لغلق قضية متهم بالمخدرات.. النزاهة تضبط منتحل صفة بـ"موقع حساس"

أسعار صرف الدولار في العراق

محاولات حكومية لانتشال الصناعة العراقية من الاستيراد.. هل ينجح الدعم المحلي؟

اكتشاف مقابر جماعية جديدة في الأنبار تفضح فظائع داعش بحق الأبرياء

فوائد "مذهلة" لممارسة اليوغا خلال الحمل

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram