جُبلنا منذ زمن طويل على الانتفاضات العارمة كلما أًحبَط المنتخب الوطني توقعاتنا بفوز على منافس كنا نتمرّن في شباكه أيام زمان ونبقى ندور في فلك الخيال بإمكانية اعادة التاريخ والعبور بفارق كبير من الاهداف الى القمة، لكن لم نسأل انفسنا لماذا نقبل الحداثة ومتغيّرات الحياة في كل شيء ونرفض ذلك بعناد في كرة القدم؟!
نعم قد يكون المنتخب التايلاندي مصدر تفاؤل لكرتنا كلما وقع فريسة في مجموعتنا خلال العقدين الماضيين نتيجة الهزال الكبير الذي مرّت به كرة جنوب شرق آسيا على جميع الصُعد بالنسبة للمنشآت ومنظومة اللعبة مادياً وفنياً، لكن النمور اليوم كبُرت ولم تعد ترضى بمشاركة مشرّفة من دون المزاحمة على قمة المجموعة ، لهذا لن نلتمس العذر لمن يستغبي نفسه ويتصنع الحماسة الوطنية وتخوين المدربين وتقريع اللاعبين المقصرين ويتوعد بتحريض الجمهور ضدهم من خلال هجوم فوضوي خالٍ من خلاصة الفكر الكروي الناضج كي يستفيد منه المدرب واللاعب وحتى الاتحاد لاصلاح حال المنتخب!
انتبهوا لانفسكم ، وقدموا مقترحات مجدية تفضح المقصّر وتحمّل الاتحاد مسؤولية اهماله لها في المرات القادمة ، فالتعادل في بانكوك لم يقطع تذكرة وداع التصفيات لأن المهم لم نخسر والنقطة في ارض المنافس تساوي نقطتين، والرحلة مستمرة ، وهناك أكثر من حل يمكن ان يزيد الثقة بالأسود اذا عالجنا الأمر بلا انفعال وتركنا اللَّغو وصغائر الاشاعات التي تروَّج في مواقع التواصل الاجتماعي والتي للأسف أخذ بعض الاعلاميين يعتد بها أكثر من سعيه بنفسه للبحث عن الحقيقة لقناته أو صحيفته!
وطالما أن المنتخب الوطني سفير فوق العادة لجميع العراقيين يتأثرون به ويؤثر فيهم ، فلابد ان يذعن اتحاد الكرة الى الاصوات المعبّرة بحرص عن رغبة ملايين الجماهير برؤية اسود الرافدين يشقون طريق المونديال بلا قلق، وفي مقدمة اصلاح المنتخب الجانب الإداري، وثبت من خلال أكثر من مشاركة انه لا جدوى من تشبث المشرف على المنتخب كامل زغير بمنصبه وغالباً ما تناط واجباته للاعب دولي سابق متمرّس في مشاركات دولية مثل عدنان الطلياني المشرف على منتخب الإمارات حالياً ويعي اهمية وجوده بين خليط من لاعبين شباب ومخضرمين ويكون دوره مسانداً ايضاً لجهود الملاك الفني ولدينا أسماء كثيرة تجيد أداء هذا الواجب إذا ما حدثت مشكلة ما يمكن وأدها بدلاً من التفرج عليها او زيادة الطين بلة بتدخله كعضو اتحاد يُفهم من الملاك التدريبي بانه تسلط وأوامر تقيّد اتخاذ القرار السليم.
وفنياً، نرى ضرورة الفصل بين مهمة المدربين يحيى علوان ونزار اشرف ، فاذا كان الثاني يرى في تسميته مساعداً تقليلاً من شأنه فمن الافضل له الانسحاب من مهمته التي لم تشوبها اية شائبة لكن تقاطع بعض الرؤى الفنية يؤدي الى خيارات كارثية في الملعب لاسيما اثناء عملية استبدال اللاعبين او تغيير اسلوب اللعب، والخيارات متاحة امام الاتحاد بتسمية مساعد علوان والساحة مليئة بالكفاءات التي تؤدي واجبها بانسجام عالٍ مع المدرب.
بإحداث هذين التغييرين يمكن اصلاح شأن الأسود والتفرّغ لجولة فيتنام في هانوي 8 تشرين الأول المقبل بحافز كبير على العودة منها بثلاث نقاط حتمية برغم ان فيتنام ليس بالمنافس السهل هو الآخر فقد خسر بصعوبة امام تايلاند بهدف ( د81) في ملعب الأول وفاز على تايوان 2-1 (د90) خارج ارضه أيضاً ، لكن إذا ما بقي أداء منتخبنا متراجعاً في مجموعة "التسالي" كما تنظر لها فرق المجموعات الأخرى، فلا خير في كرتنا يرتجى ، وعلى اتحاد اللعبة آنذاك أن يتحمّل النتائج بشجاعة ويتأبط ملف الفضيحة ويرحل!
تغيير جوهري
[post-views]
نشر في: 9 سبتمبر, 2015: 09:01 م