TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > لا حاجة بنا لـ " عظمائنا "

لا حاجة بنا لـ " عظمائنا "

نشر في: 9 سبتمبر, 2015: 09:01 م

إليكم ما قاله عظيم الاوروبيين جان كلود يونكر، عن موقف اوروبا من اللاجئين: "ليس هناك ديانة أو معتقد أو فلسفة حين يتعلق الأمر بلاجئين إننا لا نميز" وتتذكرون ما قاله "عظيم" العراقيين موفق الربيعي حين شرح فلسفته في منع دخول نازحي الانبار الى بغداد: "دخول النازحين إلى بغداد، كدخول حصان طروادة" ، لكن لايلبث "عظيمنا" ان يستدرك عن "نظرية الحصان" التي يجب ان تميز بين الشباب والاطفال والنساء:"دخول العوائل النازحة من الأطفال والنساء مصرح به، ويدخل ضمن الرأفة والرحمة التي اوقعها الله في قلوبنا"
هل يمكن أن نتخيل رجلا في "حجم" الربيعي لا يدرك أهمية الايمان إلا متأخرا؟ أجل. عندما نتذكر اصحاب شعار "إلا كفيل" الذين طالبوا بمنع اهالي الانبار من دخول محافظات بابل وبغداد وكربلاء، لكننا نراهم اليوم يرفعون صور السيدة ميركل لانها سمحت للهاربين من صور المالكي والنجيفي بالعيش في المانيا، اعتقد اننا قرأنا تصريحا لـ"عظيم" آخر هو السيد ابراهيم الجعفري الذي قدم الشكر لبلدان اوروبا التي: "ترحب بالعراقيين الذين اضطروا للهجرة في ظروف استثنائية كما اضطر هو ان يهاجر هربا من النظام المقبور" هنا تجوز المقارنة في التشابه، صحيح ان تمثال صدام ازيل من ساحة الفردوس الا ان مسؤولي اليوم استحقوا بجدارة لقب "ظل صدام" ، فكان لا بد ان يهرب الشعب مثلما هرب الجعفري بحثا عن الامان .
أشعر بندم كثير لأنني اقارن بين كبار البشرية و"كبار" الطائفية، ولكن ماذا افعل ووكالات الانباء تقدم لي كل يوم خلطة من الغرور والغباء السياسي، وتصر على ان تذكرنا بما يرميه الجهل من بضاعة طائفية ترى في تحقير الآخر وإقصائه غاية ومنهجاً.. وتؤمن أن هذا البلد لا يتحمل أكثر من طائفة واحدة.. وكل ما لايمت بصلة القرابة او الولاء للسياسي فهو "غريب" وعليه أن يقبل بشروط صاحب الكرسي، وهو المنهج الذي يتبعه الكثير من المسؤولين وقادة الكتل السياسية الذين يرون أن الحــلَّ لأزمات البلد هو تحويل الشعب إلى قبائل وطوائف.. هذه هي العقلية التي ترفض أن نتساوى جميعا في المواطنة.. عقلية تعادي ما ليس يشبهها.. ولا تجـد للآخر سوى طريقين إما الرحيل أو القتل.
تحية لك ايها الاوروبي الكبير وانت تحاول ان تنسي الهاربين من ديار "خير امة اخرجت الى الناس" جنون حكامها، وسفاهة ساستها، وعقد طائفييها، ياسيدي نحن مدينون لك وحدك، لقد محوت بكلمات بسيطة ذكرى جميع آلام الهجرة، وكتبت بنبض إنساني عظيم: من هنا مر المعذبون في ارض الرسالات.
يا عزيزي عظيم الاوروبيين ، نحن مدينون لك بالكثير من فرح شبابنا ، ان الله مع المتسامحين لا مع " المؤمنين "

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. د عادل على

    MEGALO MANIA مرض نفسى الكلمه تعنى باللغه العربيه جنون العظمه---المصاب بهدا المرض يتصور بانه اعظم شخص ويفتهم كل انواع العلوم والادب والسياسه والحقوق وقادر على المستحيل-----المثال الاول هو الهر ادولف هتلر الدى دمر اوروبا وفتل بعشرات الملايين وادخل 6 ميل

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الغرابي ومجزرة جسر الزيتون

العمود الثامن: نصف قرن من التفوق

البَصْرة.. لو التَّظاهرُ للماء والنَّخيل!

العمود الثامن: نون النسوة تعانق الكتاب

كلاكيت: في مديح مهند حيال في مديح شارع حيفا

العمود الثامن: مطاردة "حرية التعبير"!!

 علي حسين أبحث في الأخبار ومجادلات الساسة عن موضوع لعدد اليوم ، وربما عن فكرة أقنع بها القارئ المحاصر بقطع الطرق والأرزاق، وبالعيش في مدن مثل حقول الألغام، شعارها التمييز، ومنهجها الإقصاء، ودليلها...
علي حسين

قناديل: حين استيقظ العراقي ولم يجد العالم

 لطفية الدليمي لعلّ بعض القرّاء مازالوا يذكرون أحد فصول كتاب اللغة الإنكليزية للصف السادس الإعدادي. تناول الفصل إيجازاً لقصّة كتبها (إج. جي. ويلز) في سبعينات القرن الماضي، عنوانها (النائم يستيقظ The Sleeper Awakes)....
لطفية الدليمي

قناطر: أنقذوا الثقافة من الأدعياء

طالب عبد العزيز منذ قرابة عقد من الزمن وأتحاد الادباء في البصرة يعاني من أزمة في اختيار مجلس إدارته، وهو بعلة لا يبدو التعافي منها قريباً، بسبب الاقتتال على المقاعد الخمسة الأولى التي تمثله....
طالب عبد العزيز

الانتخابات العراقية عام 2025: التحديات الداخلية في ظل ضغوط دولية متزايدة ..

كارول ماسالسكي ترجمة : عدوية الهلالي في يوم الثلاثاء، 11 تشرين الثاني 2025، أجرى العراق سادس انتخابات برلمانية ديمقراطية منذ سقوط صدام حسين عام 2003. وقد حققت القائمة الشيعية «ائتلاف الإعمار والتنمية»، بقيادة رئيس...
كارول ماسالسكي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram