اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > مِمَّ تخاف الأحزاب الدينية؟

مِمَّ تخاف الأحزاب الدينية؟

نشر في: 11 سبتمبر, 2015: 09:01 م

بين الحين والآخر يحمل لي بريد الصحيفة رسالة من قارئ يرفض ما اكتبه جملة وتفصيلا، فيكتب معترضا على اشادتي بقادة اوروبا، وتأييدي للماسونية.. ماذا تقول؟ ماسونية مرة واحدة؟!! ، القارئ الذي بدأ رسالته بتذكيري ان العراق بلد مسلم، ولهذا فان كل ما اكتبه ضد الاحزاب التي تتخذ من الدين غطاء ، سيظل مجرد صوت نشاز، ونقطة سوداء برداء أبيض، القارئ الكريم يعتقد ان ما جرى خلال السنوات الماضية، لم يلوث سمعة البلاد التي بقيت ناصعة، اما تقارير المنظمات الدولية، وكشوفات لجنة النزاهة، وتشريد 4 ملايين عراقي ، فهي مؤامرة ماسونية بامتياز .
والى صاحب صولة الدفاع عن الاحزاب الدينية: يا عزيزي السيد "ابو عبد الله" "اغاتي" انا كتبت خلال الايام الماضية عن امم وبلدان لايذهب ساستها الى الحج كل عام ليكفروا عن سرقاتهم وتحريضهم على قتل الابرياء، عن مسؤولين لا يؤدون الفرائض امام كاميرات الفضائيات.
ثار غضب معظم ساستنا من لافتات رفعت في التظاهرات تطالب بارساء اسس دولة مدنية، وتتهم الاحزاب الحاكمة بانها تقف وراء خراب العراق وهذا ليس سرا، وإنما الخراب والقتل على الهوية وسرقة اموال الدولة ونشر الطائفية وتشجيع المحاصصة، قاعدة معمول بها منذ اكثر من عشر سنوات، كم قتل وشرد من العراقيين خلال السنوات الماضية؟ لا توجد احصاءات دقيقة، والمهجرين اصبحنا على رأس قوائم منظمات الاغاثة لعل ذلك يعطي للقارئ العزيز وللمعترضين ، فكرة عن القيمة التي وصل لها الإنسان العراقي خلال حكم الساسة "المتقين" أو عندما يعرف مسؤول مثل رئيس الوقف الشيعي يشتم في كل خطبه المتظاهرين ويتهمهم بالزندقة، كيف يعيش فقراء العراق وخصوصا الشيعة، وكيف يعيش المواطن الاوروبي في ظل الدولة المدنية، سيفكر حتما اكثر من مرة قبل ان يقول: "ان الاحزاب الدينية لا علاقة لها بما جرى من فساد وافساد في العراق"
عام 1950 اصدر المصري خالد محمد خالد كتابا صغير الحجم بعنوان "من هنا نبدأ" ، يكتب فيه : "ان المعارضة في حكومة مدنية واجب وطني ووظيفة سياسية، بينما هي في الحكومة الدينية جريمة وتكفير"
حتما جريمة يستحق المتظاهرون ان يقتلوا جميعا، ولابأس ان "ينعل أمهم على أبوهم" على حد تعبير "الحاج" خالد الجشعمي رئيس كتلة المواطن في النجف.
عزيزي "ابو عبد الله" لا تيأس ستبقى الماسونية تلاحقنا، وتفبرك الصور والفديوات عن قطع الرؤوس، والموت في المخيمات، وسرقة اموال النفط، لكنها اي الماسونية اللعينة حتى هذه اللحظة لم تمكنني من شراء نادي انكليزي، لأنافس الحاج "المؤمن" فلاح السوداني، ولا حتى سوبر ماركت في عمان لاصبح جارا للحاج صالح المطلك .. فشكرا لانك نبهتني.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 2

  1. د عادل على

    سببان ادى الى قوة الاحزاب الدينيه-1-ان الاكثريه الشيعيه كانت مظلومه ومحرومه من ابسط الحقوق مند 1920 وكان هناك بعد سيطرة البعث اضطهادواضح وصل الى سياسة الابادة بكل انواع الاسلحه---2-ان مستوى الثقافه فى الجنوب المحروم كان واطئا جدا قبل سيطرة البعث على الحك

  2. ابو سجاد

    يكفي الغرب العظيم فخراانه احتظن اللاجئين من جميع الاجناس وخصوصا المسلم والعربي الذي هرب من حكم العمائم السوداء والبيضاء الشيطانية التي سفحت دمه ونهبت ثروته وانتهكت عرضه وباعت ارضه ايها الغربي العظيم عليك ان تفتخر بما تقوم به من عملا انسانياجبارا اوصى بها

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: الكهوف المظلمة

الأحوال الشخصية.. 100 عام إلى الوراء

وظيفة القرن: مدير أعمال الشهرة والانتشار

العمودالثامن: ماذا يريدون ؟

العمودالثامن: يا طرطرا.."!

العمودالثامن: 21 عاماً في محبة المدى

 علي حسين إسمحوا لصاحب هذا العمود أن يحتفل مع زملائه بدخول العام الحادي والعشرين لصحيفة (المدى)، وأن يعترف علنًا أنه لم يكن يعرف قواعد اللعبة الديمقراطية جيدًا، ولا يفهم أنظمتها الجديدة التي تشكلت...
علي حسين

الـ (المدى).. رعاية استثنائية للثقافة العراقية

فاضل ثامر عندما بدأت جريدة المدى في الصدور، بعد الاحتلال وتحديدا في 5/8/2003، كنت ضمن كادر محرريها المحدود، حيث اتخذت لها مقراً متواضعاً في شارع فلسطين.. وبقيت أعمل في الجريدة تحت إشراف رئيس تحريرها...
فاضل ثامر

الـ (المدى).. أيقونة الصحافة العراقية

د.قاسم حسين صالح اوجع مفارقة بتاريخ العراقيين هي تلك التي حصلت في التاسع من نيسان 2003،ففيه كانوا قد حلموا بالافراح بنهاية الطغيان، فاذا به يتحول الى بوابة للفواجع والأحزان.فللمرة الأولى في تاريخهم يفرح العراقيون...
د.قاسم حسين صالح

الـ (المدى) وملاحقها

رفعة عبد الرزاق محمد لا ريب ان من مظاهر نجاح (المدى) في مسيرتها الصحفية الفائقة، إقبال قرائها على الاحتفاء بملاحقها الاسبوعية، اذ كان كل يوم في الاسبوع مخصصا لملحق معين. و بسبب ازمة الصحافة...
رفعة عبد الرزاق محمد
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram