في ساحة عباس بن فرناس ، يستطيع سواق سيارات الاجرة التمييز بين المسافرين ،وآخرين وصلوا الى المكان قاصدين سجنا اقامته القوات الاميركية ، وبعد انسحابها خضع لاشراف السلطات العراقية ، يضم نزلاء امضوا سنوات في المعتقل بانتظار التحقيق ثم الاحالة الى المحاكم ، هذه الفئة من المعتقلين ،توزعت بين الكمب واحد الى الكمب سبعة ، يسمح لذويهم بزيارتهم مرة واحدة في الشهر ، اما الكمب الثامن ، فهو واحد من الالغاز ،و يعرف باسم السجن السري.
ما يدور من احادث حول السجن السري في المطار دفعت احد الصحفيين للحصول على معلومات تتعلق بعدد النزلاء والتهم الموجهة اليهم ، ولماذا لم يخضع لاشراف وزارة العدل ، في ساحة ابن فرناس، عثر الصحفي على راس الخيط ، حين اخبره رجل تجاوز الستين من عمره ، بأنه فقد ابنه الطالب في الجامعة المستنصرية في نهاية عام 2009 ، عثر على سيارته لكنه فشل في التوصل الى معرفة مصير ابنه ، دفع الاموال للحصول على معلومة واحدة ، راجع الجهات الامنية ، وكلف اعضاء في مجلس النواب ، ولكن بلا جدوى.
وجود الرجل في ساحة ابن فرناس محاولة للوصول الى الكمب الثامن ، دفع مبلغ عشرين الف دولار ، فحصل على معلومة بان ابنه واحد من بين اكثر من 200شخص معتقلين في "السجن السري " في كمب رقم ثمانية ، تم احتجازهم بموجب قرارات من قادة امنيين على خلفية تنفيذ حوادث تفجير عبواات ناسفة وسيارات مفخخة في مناطق متفرقة من العاصمة بغداد ، الغاية من وجود الرجل في الساحة لغرض التاكد من احتجاز ابنه بارسال ورقة له يكتب على ظهرها اسم امه وشقيقاته ، وغيرها من المعلومات، لكي يتاكد الاب ان نجله على قيد الحياة ، ليتحرك بعد ذلك على "اهل الرحم" من المسؤولين والجهات المختصة لتحديد مصير الابن .
الصحفي احتفظ باسم الطالب المعتقل وابيه ، ويعلم ان الحكومة سبق ان اعلنت نفيها وجود سجون سرية في العراق ، وجميع المعتقلات تخضع لاشراف وزارة العدل ، وهو على يقين راسخ بان ما يقال في ساحة عباس بن فرناس يحتاج الى بيان رأي الجهات الامنية والقضائية ووزارة العدل ، فضلا عن مفوضية ولجنة حقوق الانسان في مجلس النواب .
خلال التظاهرات الاحتجاجية المطالبة باصلاح القضاء ، هناك من تحدث الى وسائل الاعلام عن اعتقال اشخاص منذ سنوات مجهولي المصير ، نص الدستور العراقي على حظر اعتقال اي شخص من دون اعتماد مذكرة قبض اصولية صادرة من جهة قضائية ثم احالته الى التحقيق خلال مدة لاتتجاوز اربعاً وعشرين ساعة ، هذا ما جاء بالدستور اي الكلام على الورق، أما على ارض الواقع فالامر يختلف ، بشهادة عباس بن فرناس .
سجن سرّي في المطار
نشر في: 13 سبتمبر, 2015: 09:01 م
يحدث الآن
الأكثر قراءة
الرأي

ماذا وراء الدعوة للشعوب الأوربية بالتأهب للحرب ؟!
د.كاظم المقدادي الحرب فعل عنفي بشري مُدان مهما كانت دوافعها، لأنها تجسد بالدرجة الأولى الخراب، والدمار،والقتل، والأعاقات البدنية، والترمل، والتيتم،والنزوح، وغيرها من الماَسي والفواجع. وتشمل الإدانة البادئ بالحرب والساعي لأدامة أمدها. وهذا ينطبق تماماً...









