TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > لم يبق لدينا حياء ليُخدش

لم يبق لدينا حياء ليُخدش

نشر في: 14 سبتمبر, 2015: 09:01 م

بعد كل ما جرى، لم يدرك حكام العراق، انه لم يعد لدينا حياء لتخدشه افلام الخلاعة. فقد "رأينا كل شيء" بنحو مؤلم، وصرنا لا نندهش او نستغرب ولا نشعر بإثارة جادة ولا خوف حقيقي.
تمتلك الطبقة السياسية افلاما "مخالفة للاداب" تسجل بالتفاصيل، كيف ان العديد من "الزعماء" ومن اجل الامة ومصالحها العليا المؤكدة، يتجردون عن "لباس الحياء والخجل". فيختارون مجموعة مرضى نفسيين لادارة اخطر مناصب البلاد، كي "يمارسوا حكمنا" بتفنن.
وتفاصيل هذه الافلام المخالفة للاداب، تفسر كيف ان هؤلاء المسؤولين المضطربين عقليا، لا يتأخرون عن استخدام صلاحياتهم وطياراتهم وبنادقهم وتاريخهم، في ارتكاب اكثر الممارسات اثارة للقرف، لا امام الشعب، بل حتى امام الحضيرة الدولي التي اصبحت تتحدث علنا عن ضرورة توزيعنا وتقسيمنا بين الحضائر.
اكثر اللقطات قسوة، تلك التي تكشف ان المهووسين من الطبقة الحاكمة، سلبونا انواعا مهمة من الحياء، وذلك حين اجبرونا على ان "نرى كل الفضائح" ونجربها يوما بعد اخر، وبنحو فريد نادر. وهل يتاح للشعوب بسهولة، ان تجرب كل هذا الانتكاس والألم والحسرة والخضوع لحكم مخبول بلا حدود؟
في الفيلم الهابط هذا، يقوم العديد من المسؤولين المضطربين نفسيا، بتنظيم حفلة سلب ونهب خارج المعقول، رغم ان هناك سلبا ونهبا يقال انه "ضمن المعقول"! فيتعرض الشعب على مدار اليوم، الى الاستلاب والانتهاب والاغتصاب، ويخسر المواطنون كل مرة، انواعا مهمة من الحياء، شيئا فشيئا.
يقول الشهود في كواليس الفيلم: انهم يدخلوننا على مدار الساعة، الى "غرفة النهب" فنندهش لعلامات السعادة والزهو في عيونهم، ثم نستسلم بين ايديهم كي يجري اغتصابنا وسلبنا، على الاصول الخارجة عن المعقول.
لقد مارسوا معنا اعتداءاتهم بطرق افرنجية وشرقية، شمالية وجنوبية، وحتى افغانية ومكسيكية. يضيف الشهود: كان واضحا انهم شاهدوا ملايين الافلام السادية في قوائم البورنوغرافيا والخلاعة، كي يتمكنوا من إذلالنا بتلك الطريقة. وكلما كنا نخرج من هذه الغرفة، شعرنا باننا نفقد درجة من درجات الحياء والخجل. فجنونهم جعلنا نرى كل شيء، مرارا، ونتعايش مع شتى النزوات تكرارا، ستينات، ثمانينات.. وقبلهما، و"ألفينات"!
ان المضطربين الذين يديرون الغرف المخصصة للمستلبين والمستلبات، ولانهم مترفون جدا ومنفصلون عن الواقع، لم ينتبهوا الى اننا تقريبا لم نعد نمتلك حياء كي يجري خدشه. لقد ارتكبتم معنا الخطيئة الفاضحة مرارا، فكيف يمكن ان نشعر بالحياء، او نتحلى بالادب، ونصبح معارضين مهذبين بقلوب رقيقة؟
قام المضطربون نفسيا وخصومهم في داعش ايضا، بتصوير كل ما جرى في الغرف المنتشرة عبر الوطن. ورغم ان البرلمان منع مشاهدة الافلام الجنسية، فقد واصلت الطبقة الحاكمة ولضرورات السياسة، تصفحها للفيلم الذي يسجل ما حصل بين الشعب والمعتوهين، وكان هدفهم بالطبع، تعلم الدروس بغية "إصلاح الممارسات الشفافة بين الحاكم والمحكوم"!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. رمزي الحيدر

    12 سنة من عمليات إغتصاب متطورة وفي قمة السادية بحق الشعب العراقي من قبل أحزاب الاسلام السياسي وبمساعدة داعش ،والآن البرلمان العراقي يمنع الأفلام الاباحية ،بالتأكيد لا يريدون أحداً ثاني يشاركهم في عملية الاغتصاب.

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

السيد محمد رضا السيستاني؛ الأكبر حظاً بزعامة مرجعية النجف

العمود الثامن: موجات الجزائري المرتدة

 علي حسين اعترف بأنني كنت مترداً بتقديم الكاتب والروائي زهير الجزائري في الندوة التي خصصها له معرض العراق الدولي للكتاب ، وجدت صعوبة في تقديم كاتب تشعبت اهتماماته وهمومه ، تَّنقل من الصحافة...
علي حسين

قناديل: في انتظار كلمة أو إثنتيّن.. لا أكثر

 لطفية الدليمي ليلة الجمعة وليلة السبت على الأحد من الأسبوع الماضي عانيتُ واحدة من أسوأ ليالي حياتي. عانيت من سعالٍ جافٍ يأبى ان يتوقف لاصابتي بفايروس متحور . كنتُ مكتئبة وأشعرُ أنّ روحي...
لطفية الدليمي

قناطر: بعين العقل لا بأصبع الزناد

طالب عبد العزيز منذ عقدين ونصف والعراق لا يمتلك مقومات الدولة بمعناها الحقيقي، هو رموز دينية؛ بعضها مسلح، وتشكيلات حزبية بلا ايدولوجيات، ومقاولات سياسية، وحُزم قبلية، وجماعات عسكرية تنتصر للظالم، وشركات استحواذ تتسلط ......
طالب عبد العزيز

سوريا المتعددة: تجارب الأقليات من روج آفا إلى الجولاني

سعد سلوم في المقال السابق، رسمت صورة «مثلث المشرق» مسلطا الضوء على هشاشة الدولة السورية وضرورة إدارة التنوع، ويبدو أن ملف الأقليات في سوريا يظل الأكثر حساسية وتعقيدا. فبينما يمثل لبنان نموذجا مؤسسيا للطائفية...
سعد سلّوم
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram