في فعالية جديدة للمجموعة الوطنيّة للسياسات الثقافيّة في العراق، أقيمت على قاعة النشاط المدرسي بمحافظة ميسان، ندوة تعريفية بمشروع المجموعة في العراق، قدّمها الشاعر رعد زامل الذي نوّه عن أهمية تنظيم الجهود للنهوض بواقع الثقافة العراقيّة، وهذا المشروع ا
في فعالية جديدة للمجموعة الوطنيّة للسياسات الثقافيّة في العراق، أقيمت على قاعة النشاط المدرسي بمحافظة ميسان، ندوة تعريفية بمشروع المجموعة في العراق، قدّمها الشاعر رعد زامل الذي نوّه عن أهمية تنظيم الجهود للنهوض بواقع الثقافة العراقيّة، وهذا المشروع الجديد يقع ضمن هذا الإطار، معرّفاً بسيرة بعض الأسماء المنضوية في المجموعة، داعياً الشاعر حسام السراي لتقديم بعض التصوّرات للحضور، إذ قال السراي: "هذا الاشتغال ليس ذا طابع آني، بل هو سعي من أجل الدفع برؤى وأفكار، هدفها إعادة النظر بالتشريعات الثقافيّة أولاً وقراءة وتقييم الوضع الثقافي في محافظات العراق، ضمن مساعي التعريف- عربيّاً- بالحراك ما بعد نيسان 2003 على مستويات الأدب والفنّ التشكيلي والسينما والمسرح، إذا ما وثّقت المجموعة ذلك في كتاب مطبوع".
وأشار إلى أن "التحرك اليوم بات مطلوباً إزاء مشاريع قوانين سمعنا بها، مثل قانون رعاية الروّاد، وغيرها من المشاريع التي تصحح الوضع القانوني للعمل الثقافيّ في العراق، وهذا ما يمكن تحقيقه عبر جمع الأفكار التي يراد وضعها في مسوّدات لقوانين، وأيضاً بجمع شهادات من محافظات مختلفة ووضع نقاط محدّدة في الاستبيان الذي ستعمله المجموعة".في حين ذكر المخرج كاظم النصّار ضمن مشاركته للتعريف بالمجموعة وعملها: "يحقق المشروع فرصة لإعادة النظر بمجمل المشهد الثقافيّ العراقيّ خلال أكثر من عقد قد مرّ على الحياة الثقافيّة العراقيّة، لنبحث مثلاً وضع البنى التحتيّة للثقافة العراقيّة من مسارح ودور عرض ومكتبات، وعلينا أن نستثمر الجو الاحتجاجي كمثقفين للضغط باتجاه إقرار تشريعات ثقافيّة".في حديثه، استعاد النصار أمام الجمهور ما جرى مع رئيس مجلس النواب سليم الجبوري، الذي زار المسرح الوطني قبل فترة، وجوبه بالكثير من النقد والاتهامات المتعلّقة بأداء المجلس تجاه الثقافة والمثقفين، ورد الأخير بأن "هذا الكلام والاتهامات لا تنتج شيئاً، وإنّما لنضع على الطاولة مشاريع قوانين يمكن لمجلس النواب أن يناقشها"، وأكمل مخرج أعمال "أحلام كارتون" و"مطر صيف" و"نون" حديثه بالقول: "لذا علينا اليوم بأن ندفع بمقترحاتنا لتكون صياغات أوليّة لقوانين سيتم البحث فيها مطولاً في المؤتمر الذي ستنظمه المجموعة ببغداد وتدعو إليه نخبة من مثقفي وفناني العراق".بعدها أتى الدور لمداخلات الحضور، ومن بينها مداخلة للشاعر والإعلامي كاظم غيلان، الذي قال فيها: "بقدر ما فقدت الثقة بالحكومة فإنّها فقدت أيضاً بالمجتمع المدنيّ، لذا يجب تأكيد فكرة إنّكم لستم منظمة مجتمع مدني، مراعاة للحساسيات الموجودة التي أوضحتها، وكي تمضوا بقوة إلى ما تريدون".في حين أكّد عدد من الحضور على "ضرورة التحرك السريع وتعميق النقاش لتحقيق نتائج واضحة تعود بالفائدة على الوسط الثقافيّ، وكيف إنّ عدداً من اللجان المسؤولة عن الثقافة في مجالس المحافظات، لا علاقة لها بالشأن الثقافيّ، إن لم تكن تحتقره".وانتهت الندوة بالدعوة إلى ضرورة التواصل مع شرائح شتّى من المثقفين والفنانين، عبر الذهاب إلى محافظات أخرى وجمع تصوراتهم وأفكارهم.