تصريحات المسؤولين المحليين في محافظة الانبار، أكدت رفع مستوى التنسيق الامني بين الحكومة المركزية وقوات التحالف الدولي لمنح المتطوعين في أفواج العشائر الاولوية في تحرير مدنهم من سيطرة مسلحي تنظيم داعش ، في إشارة الى حصول متغير في وضع الخطط وأسلوب تنفيذ العمليات العسكرية ، مقابل هذا التنسيق هناك من أشار الى وجود قوات اميركية في المحافظة تحاول فرض حضورها من جديد في الارض العراقية بعد ان تحقق" النصر الناجز في يوم السيادة ".
منذ سيطرة تنظيم داعش على محافظة نينوى واجزاء واسعة من محافظتي الانبار وصلاح الدين لم تستطع القوى السياسية المشاركة في الحكومة الحالية بلورة موقف موحد لتحرير الارض ، فانعكس الخلاف السياسي على العمليات العسكرية ، تعطل تشريع قانون تشكيل الحرس الوطني غابت الحكمة في التعاطي مع الملف الامني ، ارتفعت اصوات تتهم التحالف الدولي بدعم الدواعش على الرغم من صدور بيانات رسمية يومية ، تؤكد مقتل عشرات عناصر التنظيم بضربات جوية تنفذها طائرات التحالف تستهدف تجمعاته في الانبار وصلاح الدين ونينوى ، من حق المشككين بالتحالف الدولي ان يقللوا من اهمية دوره ، مستندين الى حقائق وشواهد كثيرة في مقدمتها بطء الاستجابة لدعم القوات العراقية بقطع طرق امداد التنظيم من الاراضي السورية الى مناطق الانبار الغربية.
مسؤولون محليون في محافظة الانبار أعلنوا ان التنسيق الامني بين الحكومة العراقية والتحالف الدولي سيتم بموجبه تزويد المتطوعين ضمن أفواج عشائر المحافظة بآليات مدرعة ، تعزز قدراتهم القتالية، ليشاركوا مع القوات الامنية في تحرير مدنهم ، وبدوره سيقوم طيران التحالف الدولي بتكثيف طلعاته الجوية باستهداف تجمعات مسلحي تنظيم داعش في المناطق الخاضعة لسيطرته بالتزامن مع تنفيذ عملية عسكرية واسعة من المحور الغربي لمحافظة الانبار ، وكانت حكومة الانبار المحلية ، قد اعلنت انضمام آلاف المتطوعين الى افواج العشائر تلقوا تدريباتهم تحت إشراف المستشارين الاميركيين في قاعدتي عين الاسد بناحية البغدادي والحبانية شرق الرمادي .
الدول العاجزة عن ضمان استقرار أمنها ، وتواجه تحديات تفوق قدراتها العسكرية ، تضطر الى الاستعانة بأصدقائها من الشرق والغرب لمساعدتها عسكريا بعقد اتفاقيات ثنائية او بالسماح لإنشاء قواعد لقوات أجنبية ، الحالة العراقية الخاضعة الى المزاج السياسي ترفض هذا التوجه ، متمسكة بيوم السيادة ، متجاهلة النظر بموضوعية وحكمة الى مستجدات الاوضاع في المنطقة وتنامي وتمدد نشاط الجماعات الارهابية ، بعد سقوط الموصل ، برز سؤال حول جدوى الاتفاقية الامنية بين بغداد وواشنطن ، لكن صناع القرار كعادتهم تجاهلوا الإجابة ، خشية فقدان الشعور بحلاوة النصر في يوم السيادة.
تحويل الهزيمة الى نصر كبير نظرية عرفها العراقيون منذ سنوات ، اسهم الخلاف السياسي في ترسيخها باذهانهم، حتى فقد الاف النازحين فرصة المرور من قوس النصر بمنطقة العنكورة في محافظة الانبار الى مناطق سكنهم المحررة .
قوس النصر الوهمي
[post-views]
نشر في: 15 سبتمبر, 2015: 09:01 م