1-2
يستضيف مركز آي أف سي في مدينة نيويورك حالياً المعرض الاستذكاري المتنقل الأول للمخرج الألماني "فيم فندرز" بعنوان" فيم فندرز: صور شخصية عبر الطريق" وسوف يظهر فندرز نفسه في مناقشات ما بعد العروض المختارة. وينتقل المعرض إلى 15 مدينة في أميرك
1-2
يستضيف مركز آي أف سي في مدينة نيويورك حالياً المعرض الاستذكاري المتنقل الأول للمخرج الألماني "فيم فندرز" بعنوان" فيم فندرز: صور شخصية عبر الطريق" وسوف يظهر فندرز نفسه في مناقشات ما بعد العروض المختارة. وينتقل المعرض إلى 15 مدينة في أميركا.
ظلت أعمال فندرز السينمائية لعدة عقود لا يمكن مشاهدتها وغير متاحة بسبب تراخيص الحقوق غير المحلولة أو النوعية الرديئة. لكن فندرز قام باستعادة أفلامه القديمة بإخلاص وارتقى بالنوعية جاعلاً منها متاحة بشكل دائم للجمهور. والآن جاءت فرصتكم لتروا كلاسيكياته على الشاشة الكبيرة. نسخة مصغرة من فيلمه "حتى نهاية العالم" أطلقت في دور العرض عام 1991 وتم حظرها بشكل حرج؛ لكن هذا المعرض الاستعادي يتضمن "نسخة قطع المخرج" التي تستغرق أربع ساعات هي أفضل بشكل مطلق.
مع هيرتزوغ وفاسبندر يكمل فندرز ثلاثي صناع السينما الألمانية الجديدة ربما يكون فندرز معروفاً "بأفلام الطريق". تلك الأفلام التي تدور حول ناس يبدأون برحلات على القدم أو بالسيارة ويستكشفون المشهد الطبيعي ويخوضون في مشاهدهم الداخلية الخاصة على طول الطريق.
في السنوات الأخيرة تحول فندرز إلى الفيلم الوثائقي وهو النوع الذي يعتقد بأنه يقدم له حرية إبداعية أكثر. يغطي هذا المعرض الاستعادي مهنته التي تمتد لمدة أربعين سنة منذ أفلامه المبكرة (ملوك الطريق، أليس في المدن) إلى الأفلام الفنية في الثمانينات التي جلبته إلى الشهرة العالمية (أجنحة الرغبة، باريس تكساس) إلى وثائقياته (نادي بيونا فستال الاجتماعي، بينا). كما يلقي المعرض النظرة على آخر مشاريعه المفاجئة وهو فيلم الشخصية الدرامي المصنوع بتقنية الأبعاد الثلاثة من تمثيل جيمس فرانكو وعنوانه:" كل شيء سيكون على ما يرام".
تحدثت مجلة "أنديواير" مع فندرز مع تغيرات صناعة الفيلم بصورة جذرية في العقدين الماضيين. بعض التلقائية اختفت من صناعة الأفلام؛ وهي الآن تجارة أكثر مما هي شكل فني. فندرز خائب الأمل كيف أن صناع الفيلم يتقدمون (أولا يتقدمون) مع تكنولوجيا الأبعاد الثلاثة. في هذه النقطة تحتاج صناعة الفيلم إلى "الأمان" – الكل يرغب في معرفة كيف أن الفيلم سوف يتحول قبل أن يصنعوه أو يمولوه. زمن المشاريع المبنية على الرغبة مثل "أجنحة الرغبة" لفندرز المصنوع عام 1987 بلا سيناريو ولا شيء سوى رؤيا حالمة بسيطة جاء واختفى. لكن ما زالت لدينا أفلام فندرز، مستعادة بامتنان ومتاحة للمتذوق لسنوات قادمة.
* العديد من صنّاع الأفلام لا يحبون الحديث عن أعمالهم القديمة. وهم يرغبون على الأغلب في مناقشة أحدث مشاريعهم.
- أنا مثلهم.
* أنت مثلهم؟ يجب عليك أن ترجع إلى أعمالك السابقة وتتكلم في المعارض الاستعادية مع كل الترميم الذي قمت به.
- أنا أمزح. إذا ما استرجعت تلك الأفلام ولم أتحدث عنها فإني ارتكب خطأ. أنا صنعت كلا منها ما بين ستة أشهر إلى ستة أسابيع.
بعضها تطلّب مدة أطول. بعضها تضرر بشكل سيئ. وبعضها بقى سالماً تماماً. لكني أعيد مشاهدتها وأني سعيد أنها أخيراً رأت ضوء النهار. بعضها اختفى لمدة أربعين سنة تقريباً.
*ما رأيك بعملية الإنتاج والتمويل في صناعة الأفلام وكيف تغيرت بشكل جذري منذ عملك في فترتي السبعينات والثمانينات؟
- في السبعينات كان هناك نوع واحد من إنتاج الفيلم. كان لديك خيار في صنع فيلم حجم 35 ملم أو 16 ملم، أسود وأبيض، أو ملون. أما اليوم فتستطيع أن تصنع الأفلام بالعديد من الطرق. تستطيع أن تصنع الأفلام بطريقة أغلى مما حلمنا به في ذلك الوقت وتستطيع أن تصنعها بطريقة أرخص كثيراً. التمويل وتحضير فيلم هي لعبة مختلفة. لا تستطيع الحصول على فيلم إن لم يكن لديك سيناريو جيد.بالأخص حين تكون مخرجاً ذا اسم كبير. لديك الكثير من الوقت الضائع إن كنت مخرجاً من الطراز الأول اليوم. إذا كنت اسماً كبيراً فإنهم يريدون فعلاً أن يقرأوا نصك المكتوب. فكرة صنع فيلم دون سيناريو كبير أو نصّ كامل- صنعت عدداً من الأفلام دون صفحة واحدة من السيناريو- هي فكرة غير قابلة للتصديق.إذا ما خرجت الآن وحاولت أن أصنع فيلم "ملوك الطريق" سوف يرفسونني خارج المكتب مهما تكن المؤسسة أو الموزع الذي سوف أحصل المال منه.
*الناس ترغب في المزيد من الأمور المؤكدة.
- نعم الأمر يتعلق بالصناعة الآن أكثر مما في الماضي. في ذلك الوقت كانت هناك فكرة أن صناعة الفيلم هي جزء من الفنون، لغة وشكل من التعبير. كأنك تقول اليوم، حسن، أريد أن أصنع فيلماً فيه يرحل رجلان عبر ألمانيا ويستكشفان البلد، حول حالة السينمات، وكل تلك البلدات الصغيرة إذ لا توجد سوى دار سينما واحدة وهي في حالة احتضار.. سوف يخبرونك،حسن، اكتب سيناريو وعد مرة أخرى. لكن في ذلك الوقت كنا نستطيع أن نمول الفيلم وأستطيع أن أصوره لمدة 11 أسبوعاً . اليوم الأفلام يجب أن تصنع بشكل أسرع كثيراً وعليك أن تهيئها لمدة أطول كثيراً. كما أن مرحلة ما بعد الإنتاج تتطلب وقتاً طويلاً أيضاً. في ذلك الوقت مع المونتاج الخطي لم أكن أقضي أكثر من بضعة أشهر في غرفة المونتاج. لكن اليوم، بوجود السينما الرقمية، تجلس هناك لمدة سنة. ثم تعمل على الصوت لسنة أخرى أو ستة أشهر. لذا فإن العملية كلها بطيئة. يحتاج تمويل الفيلم إلى مدة أطول كثيراً. وغالباً ما يخبرونك: حسن يبدو الأمر واعداً لكننا نعتقد بأنك تحتاج إلى أن تلعب قليلاً بالسيناريو- عد مرة أخرى.