TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > عصر نزيهة والعصر لعواطف

عصر نزيهة والعصر لعواطف

نشر في: 18 سبتمبر, 2015: 09:01 م

ثمة أشياء علينا نحن الكتاب ان نذكر الناس بها مرة ومرتين وعشر ، ولهذا تجدني مضطرا لأكرر الأسئلة نفسها بين الحين والآخر، ولا شيء يتغير سوى إجابات اصحاب الفخامة والمعالي.
قبل اكثر من خمسين عاما قرر عبد الكريم قاسم ان يتخذ موقفا متميزا من المرأة، ما هي أولويات هذا الموقف؟ إنها المساواة. هكذا أثبتت لنا تجربة ثورة 14 تموز حين أصرّ القائمون عليها إصدار قانون للأحوال الشخصية يمنع استغلال المرأة، ويرفع من شأنها، في ذلك الحين كانت نزيهة الدليمي تؤكد في كل اجتماعات مجلس الوزراء ، أن المساواة لا تعني فقط التعليم والحصول على فرص العمل، لكنها تغيير النظرة القاصرة التي ينظرها المجتمع الى المرأة، باعتبارها ناقصة عقل ودين .
بالأمس تذكرت حيرة عبد الكريم قاسم ومحنة نزيهة الدليمي وأنا أشاهد حوار تلفزيوني مع محافظ النجف "لؤي الياسري" الذي نسي في نشوة الدعوة الى " الفضيلة " انه مسؤول اداري مهمته تقديم الخدمات للمدينة، فتحول بلمحة بصر الى شرطي في فوج النهي عن المنكر، وهذا المنكر في نظره هو ان تلبس فتاة في النجف "بنطلون" تحت العباءة، او "اجاركم الله" تتجرأ وتخلع حجابها في بغداد.
إليك هذه المعلومة إذا أردت أن تعرف كيف جازى الحكم الجديد، نزيهة الدليمي، اقرأ ما كتبته العراقية انعام كجة جي: "ذهبت اليها في بوتسدام لعمل فيلم وثائقي عنها. ورأيت سيدة أنهكتها المنافي، ولأنها تجاوزت الثمانين وضربتها جلطة ، كانت هناك ممرضة ألمانية تأتي لرعايتها وإعداد الطعام لها، مرتين في النهار، والعناية بنظافة شقتها. وشكرتُ، بيني وبين نفسي، الألمان على هذا الكرم الانساني الذي لم يقدر عليه العرب، فبدون هذه الممرضة ما كان يقدّر لنزيهة الدليمي أن تجد من يلقي عليها تحية الصباح، ولا من يعرف من جيرانها أن العجوز نزيلة الطابق الحادي عشر كانت وزيرة في بلدها وناشطة نسوية يعود اليها، الفضل في صدور قانون يضمن للنساء الكثير من حقوقهن الأساسية "
وأنا استعيد كلمات انعام كجة جي تذكرت "الحجية" عواطف النعمة عضوة اعلى سلطة تشريعية في البلاد "مجلس النواب" وهي تبشرنا بان عشيرتها ستقاضي وزير التربية "عشائريا"
الدنيا قائمة في اوروبا لأن المجر اغلقت حدودها بوجه اللاجئين من بلاد عواطف النعمة ، ما أحلى هموم الآخرين، نحن والحمد لله بلاد لا مهجرين فيها، بالكاد هناك هاربون من ديار عشائر النواب ، لا يملكون ثمن حقائب السفر ، لا يملكون سوى ذكريات مؤلمة عن بلاد استبدلت نزيهة الدليمي بعالية نصيف.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ثلاثة منتخبات تحجز مقاعدها مبكراً في ربع نهائي كأس العرب 2025

القضاء يحسم 853 طعناً على نتائج الانتخابات

الداخلية: العراق بنى منظومة متطورة لمكافحة المخدرات

التخطيط تتجه لتوسيع الرقابة النوعية لتشمل الصادرات والواردات عالية المخاطر

قبول 1832 طالباً في المنح المجانية لكليات المجموعة الطبية

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الغرابي ومجزرة جسر الزيتون

العمود الثامن: نصف قرن من التفوق

البَصْرة.. لو التَّظاهرُ للماء والنَّخيل!

العمود الثامن: نون النسوة تعانق الكتاب

كلاكيت: في مديح مهند حيال في مديح شارع حيفا

العمود الثامن: مطاردة "حرية التعبير"!!

 علي حسين أبحث في الأخبار ومجادلات الساسة عن موضوع لعدد اليوم ، وربما عن فكرة أقنع بها القارئ المحاصر بقطع الطرق والأرزاق، وبالعيش في مدن مثل حقول الألغام، شعارها التمييز، ومنهجها الإقصاء، ودليلها...
علي حسين

قناديل: حين استيقظ العراقي ولم يجد العالم

 لطفية الدليمي لعلّ بعض القرّاء مازالوا يذكرون أحد فصول كتاب اللغة الإنكليزية للصف السادس الإعدادي. تناول الفصل إيجازاً لقصّة كتبها (إج. جي. ويلز) في سبعينات القرن الماضي، عنوانها (النائم يستيقظ The Sleeper Awakes)....
لطفية الدليمي

قناطر: أنقذوا الثقافة من الأدعياء

طالب عبد العزيز منذ قرابة عقد من الزمن وأتحاد الادباء في البصرة يعاني من أزمة في اختيار مجلس إدارته، وهو بعلة لا يبدو التعافي منها قريباً، بسبب الاقتتال على المقاعد الخمسة الأولى التي تمثله....
طالب عبد العزيز

الانتخابات العراقية عام 2025: التحديات الداخلية في ظل ضغوط دولية متزايدة ..

كارول ماسالسكي ترجمة : عدوية الهلالي في يوم الثلاثاء، 11 تشرين الثاني 2025، أجرى العراق سادس انتخابات برلمانية ديمقراطية منذ سقوط صدام حسين عام 2003. وقد حققت القائمة الشيعية «ائتلاف الإعمار والتنمية»، بقيادة رئيس...
كارول ماسالسكي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram