العام 1953 يرمي الشاب ارنستو جيفارا متع بوينس ايرس ولياليها وراء ظهره، متجها صوب كوبا حيث يبدأ اولى رحلاته في عالم الثورة الضاج بالمواقف والحروب والسجالات، ابن العائلة الثرية لم يحمل معه سوى حقيبة ملابس ويوميات غرامشي في السجن.. هناك تبدأ رحلته الأولى في الجبال والأدغال برفقة كاسترو، بعدها نجده يلتقط صوراً تذكارية مع جون لينون وهما ينغمسان في حوار عن موسيقى البيلتز، ويجلس ليحاور سارتر وسيمون دي بوفوارعن معنى الثورة الدائمة.
طوال اكثر من خمسة عقود سيطر جيفارا على مشاهد الاحتجاجات في معظم دول العالم، مرة نرى صورته يحملها المحتجون في اندونيسيا، ومرة اخرى في تظاهرات اوكرانيا البرتقالية، ومرات كثيرة في ميادين القاهرة وتونس، واخيرا تتصدر تظاهرات شباب الناصرية وهم يهتفون في شارع الحبوبي للحرية والعدالة الاجتماعية.
اليوم حين يقرر العراقيون التظاهر للمطالبة بأبسط حقوقهم، ، يقف من يتهمهم بالجهل لانهم نسوا ان: "القوى السياسية قد حققت منجزات في مرحلة المعارضة، ونجحت في تأسيس النظام الجديد ويجب تسجيل ذلك لها"، ولا يهم ان تتخبط في الادارة والحكم، فهذه: "القوى مازالت هي الاقدر لكسب الاغلبية الساحقة من الاصوات ومقاعد مجلس النواب، رغم كل ما قيل ويقال"..هذه ليست من جمل الجعفري ولا علاقة لها بحديث الاربعاء ولسيت من تفانين صالح المطلك الذي اختفى صوته في ظروف غامضة .. انها افتتاجية جريدة العدالة التي تريد ان تذكرنا بان ليس في الامكان احسن مما كان .
للاسف البعض لايريد ان يعرف ان زمن الاحزاب "السوبرمانية" انتهى في البلدان التي تحترم ارادة شعوبها، وان حكام الجزء المتمدن من العالم يخوضون نضال التنمية والرفاهية، من غير ان يذكروا ان لابديل لهم.
في البلدان التي ترفض السياسي السوبرمان تقوم الدنيا، لان امرأة اهملت، فنست طفلها في السيارة! هناك توجه للام تهمة الاخلال بالقيم الاجتماعية، وأتمنى عليكم ألّا تبحلقوا في الكلمات تعجبا وتشمتا وتذمرا، نعم الإخلال بقيم المجتمع.. أما موت المئات في مخيمات اللاجئين، فلا إخلال ولا هم يحزنون، مجرد حادث، سيتكفل الزمن بشطبه من الذاكرة، وماذا عن المليارات التي نهبت؟ "شدو الاحزمة" فمرحلة التقشف التي اطلقها البعث في السبعينيات لم تنته بعد، ومازالت امامنا عقود من التقشف والخراب.
سيقول البعض انك تهرج، بدأت بجيفارا وانتهيت بسوبرمان ، لا عليكم لقد اضاف المستر "زوكربورغ" مشكورا الى الفيسبوك ، زر جديد اسمه " ديسلايك " ومعناه بلغة الضاد "لايعجبني"، وستكون لمثل هذه المقالات " البطرانة " واشباهها حصة الاسد في هذه الخاصية الممتعة .
رجاءً.. اضغط "ديسلايك"
[post-views]
نشر في: 19 سبتمبر, 2015: 09:01 م
جميع التعليقات 2
ابو سجاد
اليوم يوم جيفارا اين هو جيفارا العراق فعلى كل عراقي ان يكون مناضلا حتى يسمى جيفارا العراق وليس جيفارا الارجنتيني العالم كما اسلفت انه استغنى عن عن خلق جيفارا جديد انه عالم متمدن ومتحضر ولا تليق به تلك المظاهر انها تليق بنا نحن المتخلفين عن سرب الامم المتح
بغداد
لايك