أحياناً لا تعني لي كثيراً المسائل الكبرى التي لا أستطيع فيها أو إليها سبيلا. مثلا ، اصرار السيد المالكي على انه لايزال النائب الاول لرئيس الجمهورية ، ولم اخدع نفسي وافرح بالرحلة "الميمونة " التي يقوم بها سليم الجبوري الى اميركا وبريطانيا والتي بشرنا المقربون من "فخامته" بأنها ستحقق مكاسب سياسية كبيرة للعراقيين، ولم اشغل نفسي بالتفكير بمؤتمر كتاب الاعمدة الذي عقده السيد رئيس الجمهورية. ولم اعد اسأل عن عدد المرات التي قال لنا فيها مسؤولونا الاكارم ان: "مؤتمر المصالحة الوطنية سيضع الحلول الجذرية لجميع مشاكلنا" ولهذا تراني اجهل عدد مؤتمرات المصالحة التي عقدناها منذ عام 2005 حتى كتابة هذه السطور ، لكني اتذكر جيدا ان "المفكر" خضير الخزاعي كان قد بشرنا قبل سنوات انه جمع كل "الموزائيك" ليصنع منه معجون محبة.
ولهذا اتمنى ان نبقى في المسائل الصغيرة، كمثل الذين ماتوا غرقا في زوارق الموت، ومثل الذين لايجدون قوت يومهم في بلد يطفو على بحيرات من النفط، ولهذا اريد منكم ان تعرفوا النبأ الجديد الذي خرج من منظمة الصحة العالمية التي اصدرت امس بيانا تعرب فيه عن قلقها الشديد من "كوليرا العراق ".
ماذا فعلنا نحن حتى تخرج علينا النائبة عالية نصيف ، وسط هذا الوباء لتقول انها ستقطع يد اميركا لو انها اصرت على اقرار قانون الحرس الوطني؟، وتنسى السيدة النائبة انها في يوم 3/1/2015 اخبرتنا ان حيدر العبادي، ملتزم بتطبيق قانون الحرس الوطني باعتباره "احد البنود الأساسية للاتفاق السياسي" ، ما من أحد يريد ان يذكر النائبة الهمام، بما مضى خصوصا ونحن نعيش "زمن الكوليرا".
منذ ايام وانا أقرأ تقارير منظمة الصحة العالمية عنهذا الوباء ، ولن أزعجكم بأي احصائيات أو ارقام. ، ولكن هذا الوباء الذي كان العراق قد تخلص منه منذ سنوات طويلة يعود الينا ومعنا الكونغو والسودان وزيمبابوي ، والطريف ان حكومة زيمبابوي اعلنت انها لاتحترم ارقام منظمة الصحة لانها عميلة للامبريالية. . وقد خرج الرئيس موغابي ينتفض لكرامة شعبه، ويقرر مقاطعة هذه النظمة " العميلة " ، لكن هذه الكرامة الوطنية تواجهها مشاكل "معجونية" فهناك اكثر من 10 ملايين جائع، ومشرد ، فيما الرئيس السوداني " المؤمن " عمر البشير لايزال يهدد الغرب ملوحا بعصاه: "من يطمع في السودان عليه ان يلحس كوعه" آسف لست ضليعا في لهجة بلاد الطيب صالح ، ولكنني اعرف ان الكوليرا الحقيقية في تاريخ هذه العراق لها اسماء وعناوين كثيرة، كل منها يجلس على كرسي البرلمان او كرسي الوزارة ، يلوث البيئة وينشر االخراب في العقول.
"عالية" في زمن الكوليرا
[post-views]
نشر في: 20 سبتمبر, 2015: 09:01 م
جميع التعليقات 1
بغداد
انا منذ اول يوم عندما قصفوا العراق في ٢١ آذار عام ٢٠٠٣ العام المشأوم قلت مع نفسي خلاص سوف يجعلون بغداد قندهار ؟! ام لسان أطول من لسان ابو القاسم الطنبوري ( عالية نصيف) هذه هي احد نماذج دولة قندهار دولة التنك؟