بهيجة البقالي القاسمي ، شاعرة واديبة مغربية مبدعة عانقت الحرف واقترنت بالحبر. لتؤكد لذاتها وللآخر جوهر الانخراط في بوح إنساني، وقيمة الاعتراف بأهمية الكلمة في إثراء ذواتنا ، في حاضرها ومستقبلها. هي امرأة تتطلع إلى تجسيد بصمتها الأدبية في عوالم القصيد

بهيجة البقالي القاسمي ، شاعرة واديبة مغربية مبدعة عانقت الحرف واقترنت بالحبر. لتؤكد لذاتها وللآخر جوهر الانخراط في بوح إنساني، وقيمة الاعتراف بأهمية الكلمة في إثراء ذواتنا ، في حاضرها ومستقبلها. هي امرأة تتطلع إلى تجسيد بصمتها الأدبية في عوالم القصيدة والقصة والنقد. أحياناً يحالفها النجاح. ومرّات تواجه الرسوب. ودوماً التطلع هو سيد الموقف والكلمة والرهان, التقينا بها فكان هذا الحوار معها:
* حدثينا عن تجربتك الأولى مع الشعر..؟ كيف بدأ المشوار؟
تجربتي في معانقة الكتابة بدأت منذ سنوات قليلة فقط. لكن جذورها تعود إلى أعماق بعيدة. كانت الفرنسية لغتي الوحيدة. تحديت نفسي وقدراتي وسرتُ في الكتابة بالعربية إلى الأقاصي. ولا تسألني كيف لأني لا أعرف – حقيقة – كيف حدث ذلك ؟ ولماذا حدث ذلك؟. المشوار بدأ قصيدة. ثم توالت التجربة والكتابة دون توقف إلى حدود الآن. وجدتُ في الكتابة ما كنت أبحث عنه من استقرار داخلي، و توازن نفسي، وتصالح مع الواقع و الحياة.
*ديوانك " على نوافذ صمتك " ما الذي يحمله من رسائل تريدين إيصالها؟
كتاباتي الشعرية تخاطب نفسية الأنثى. تحرضها على تكسير جدران الصمت. و تشجعها على البوح الصادق بما يعتمل في حياتها وواقعها. دوما أردتُ من الكتابة أن تعالج دواخلنا. أن تمنحنا الثقة بأنفسنا. أن تزرع فينا الأمل والفرح والتفاؤل. أن تقودنا إلى توازن نفسي وعاطفي ، بدونه لا يمكن أن نحقق طموحات ذواتنا. ديوان "على نوافذ صمتك" تجربة شعرية تستخدم ثيمة الصمت باعتباره نقيضاً للكلام. بمعنى أن المرأة تصرخ صمتاً وتبوح صمتاً. وصمتها هذا هو سلاحها لإسماع أشجانها و معاناتها.
* صالون سقراط الثقافي بطنجة ، وهو برئاستك ، حدثينا عنه من ناحية التأسيس والهدف منه، وماذا يمكن أن يعطي للمثقف؟
فكرة تنظيم صالون تجتمع فيه النخب الثقافية للتداول في شؤون الفكر والفن و الإبداع، تولّدت عندي على خلفية قراءاتي لعدد من الصالونات الأدبية التي كان تأسيسها على يد نساء من طينة استثنائية. مثل صالون سكينة بنت الحسين. و صالون مي زيادة . وصالون الملكة نازلي ..إلخ. نحن الآن في الدورة السابعة من صالن سقراط. و قد عملنا على تكريم مجموعة من الإعلاميين والمبدعين و الفنانين الكبار، اعترافاً بعطاءاتهم الرائعة في مجالات إبداعية مختلفة ومتعددة. و الصالون المذكور يستهدف إثراء النقاش البناء والمنتج بين المثقفين. وتوفير فضاء لهم للتلاقي وتبادل الخبرات الثقافية. حتى لا يبقى مبدعونا مثل جزر معزولة دون تلاقح وحوار وتقاسم إنساني جميل.
* برأيك هل كثرة وجود الشعر والشعراء هي ظاهرة صحية؟ أم نقطة تحول في تطوير الشعر؟
أكيد أن التعدد في التجارب الشعرية يثري إبداعنا ويحقق له الكثير من التألق و الرسوخ . وبدون هذا التداول لا يمكن لشعرنا أن يذهب بعيدا أو عميقا في تكريس تطوره الفني.
* كيف ترين واقع الشعر في المغرب؟
يتطور باستمرار وثراء. كل جيل يأخذ من الجيل الذي سبقه ..ويحمل مشعل القصيدة ليضيف إليها ويقودها نحو مزيد من التطوير. ما ألاحظه هو تزايد عدد الشواعر في ساحتنا الثقافية المغربية. حيث أضحت القصيدة النسائية تتصدر معدلات القراءة الشعرية. وتساهم في بلورة أفق جديد لها ، شكلا ومحتوى.