دائما ما اتهم بانني "غشيم" احاول ان اعقد مقارنات، بين سلوك حكامنا وسلوك حكام الدول المتمدنة، فإذا ذرفت ميركل دموعا سخية على الفارين من بلاد المسلمين، تجدني أسال بـ "بلاهة" لماذا لم اشاهد حنان الفتلاوي تبدي مجرد الاسى على حال المشردين؟، واذا تبرعت انجيلينا جولي بملايين الدولارات لدعم اللاجئين، تأخذني ظنوني السيئة واقارن بهروب فلاح السوداني بمئات المليارات من اموال الحصة التموينية، واذا تم القاء القبض على وزير مصري بتهمة الفساد، ابادر على الفور و "بطيش" صبياني لأسأل اين حل الدهر بملف نائب رئيس الوزراء بهاء الاعرجي؟، المرة الوحيدة التي اكتشفت فيها انني عاجز عن عقد المقارنات هي تلك التي سخر فيها "المفكر" ابراهيم الجعفري من الذين يحاولون ان يقارنوا بين "اهوالنا" واحوال اليابان وكوريا الجنوبية : "العراق ينجز معجزات ، إنجازا بعد إنجاز، انظروا إلى كوريا واليابان حتى الآن تنوآن مما جرّته الحروب ، أليس ما حققناه هذا إنجازاً كبيراً " .
وسوف أعترف أن جهلي السياسي في جوانب "الكرامات" العراقية يجعلني دوما أسيء إلى السادة المسؤولين الافاضل والذين طالما احب الشعب فيهم اخلاصهم ومثابرتهم وطيبتهم ، بدليل ان الملايين تنتخبهم في كل دورة برلمانية، وتهتف لهم في كل مهرجان "عشائري".
قامت الدنيا ولم تقعد لان مراسلة صحفية من المجر عرقلت بقدمها لاجئا يحمل طفلاً ويركض به ، فوقع اللاجئ وطفله أرضا.. ظلت الفضائيات الاوروبية تعيد المقطع وتتساءل: باي حق تعرقلين من يحاول الخلاص من الظلم؟ هل انتهى الامر عند هذا الحد؟، لا ياسادة فقد خرج علينا اشهر نادي اوروبي "ريال مدريد" وهم يرتدون قمصانا كتب عليها "كلنا مع اللاجئين " ، وكانت المفاجأة الانسانية الاعظم ان نجم الفريق كريستيانو رونالدو نزل الى ارض الملعب في المباريات الاخيرة يمسك بيد الطفل السوري ، ليثبت للعالم ان الانسانية والمحبة والرأفة ، لا علاقة لها بارض المقدسات والرسل.
هل تجوز المقارنة بين ما حدث في في ملعب "سانتياغو" وما حدث في ساحة التحرير حيث شاهدنا جميعا صولة بالهراوات وأساليب "الجلد" الحديثة التي قامت بها القوات الامنية بحق عدد من المتظاهرين، ارادوا النيل من "اصلاحات" رئيس الوزراء؟
سوف اعترف لكم أن جهلي السياسي جعلني أسيء إلى السيد العبادي واتوهم انه اصدر بيانا يعتذر فيه عن تشويه اجساد الشباب. ولم أكن أقصد من المقارنة بينه وبين رونالدو سوى الربط بين انسانين: الأول لن تغيب من بالنا صورته وهو يمسك الطفل السوري بيده ، والثاني لايزال يعتقد ان هناك مؤامرة " شبابيه " ضده، ولا بد من استخدام العصي والهراوات للسير في طريق الاصلاحات.
جميع التعليقات 2
د عادل على
40 سنه حكم البعث والجهلة واللصوص والقتله اخرجت كل الصفات الحميدةمن شعب العراق ---فاصبحت الرحمه صفه اجنبيه والسرقة والفساد اصبحا نعمه---لقد راينا باعيننا قسوة داعش الدىن كانوا يقطعون رؤوس الشبان العراقييي فى ثوانى وكان البعثيون العراقييون ادلاء الجاه
بغداد
اللي جاب المفكر العبقري ابراهمان القشمري وسلمه هذه المناصب منذ فرمانات مجلس الحكم كل ٢٥ يوم رئيس وزراء ( حكومة الدورة الشهرية؟!) الى سلمه منصب وزير خارجية قندهار ( العراق المرحوم سابقاً ) ما أراد للعراق الا الدمار الشامل لا اكثر ولا اقل ؟! دنشوف متى يحطم