ظلت أم أحمد المرأة الستينية تبحث عن مكان ملائم للجلوس حتى يعود ولدها بقنينة ماء تروي عطش الصيف. بحثت عن مصطبة نظيفة او مظلة ملائمة، لكنها فشلت حتى اضطرت تجرع حرّ السيارة، فالسائق لا يقبل أن يُشغـِّل التبريد لشخص واحد. على مقربة من خط النجف - المشتل، خط آخر النجف - العلاوي كان أبو ضياء يُناقش السواق عن سبب اختفاء المظلات والمصطبات وإهمال ما موجود منها، اضافة الى تراكم النفايات والأزبال في كل قواطع المرآب الذي يُعـد الأكثر زخماً بين مرائب العراق بعد مرآب النهضة والعلاوي، لكنه للأسف يعاني من الإهمال الواضح في شتى المجالات العمرانية والخدمية! 

 

إهمـال متعمـد

سعد الكرعاوي أحد الركاب قال: إن المرآب الحالي غير نظامي وغير مقسم وفق الضوابط والمواصفات المطلوبة في التخطيط العمراني لمرائب النقل العام، مبيناً: انه من المفترض ان يكون مرآب النجف محطة عالمية لما تمثل المحافظة من مكانة مهمة في نفوس المسلمين، بالاضافة الى مكانتها في مجال السياحة الدينية، مبدياً: أسفه الشديد على إهمال المرآب الذي وصفه بالمتعمد من قبل الحكومات المتعاقبة ووزارة النقل.

أبو علي سائق سيارة قال: إن المشكلات التي نعانيها في قطاع النقل كثيرة ومتعددة اولها تأخير إعمار وصيانة الكثير من المرائب سواء كانت الداخلية او الخارجية بين المحافظات، وهنا أقصد العراق بشكل عام، مبينا: انه منذ نهاية السبعينيات يعمل سائقاً وسبق له وأن زار اغلب مدن البلاد، مشيرا إلى ان اغلب المرائب تفتقر الى ساحات وقوف سيارات بصورة منتظمة ومرتـَّبة وهذا يعود الى سوء التخطيط العمراني، مضيفاً: وتفتقر ايضا الى الإنارة الجيدة والخدمات الصحية وتبليط الشوارع ناهيك عن غياب المسقفات الخاصة بحماية السيارات، والمظلات والمصطبات المخصصة للركاب.

 

بوابات ذكيــة ؟!

وزارة النقل أعلنت عن افتتاح مشروع البوابات الذكية لمرآب الكوفة في محافظة النجف الأشرف ومرآب الحلة الموحد في محافظة بابل، موضحة في بيان صحفي أن الشركة العامة لإدارة النقل الخاص تعتبر رائدة في مجال استخدام تكنولوجيا المعلومات وتطبيقاتها ضمن مجال عملها وتأتي هذه المشاريع انسجاماً مع ورقة الإصلاح التي تقدمت بها الحكومة وأقرها مجلس النواب ضمن الفقرة رابعاً (2) (تبني برنامج رقابة مجتمعية فعال لكشف التراجع أو الفشل في تقديم الخدمات بغية محاسبة المقصرين ويقتضي ذلك تفعيل عمل جباية تقديم الخدمات بشكل كفوء سواء على مستوى الوزارات او الحكومات المحلية ) وبهذا تكون الشركة قد أدخلت (11) منظومة للبوابات الذكية ونجحت في تشغيلها حتى الآن. مشيرة إلى ان أهم الفوائد والمزايا لعمل البوابات الذكية هي : القضاء على حالات الفساد المالي والإداري الممكنة، تحقيق العدالة لمستخدمي المرائب من أصحاب المركبات وعدم التجاوز على حقوقهم، الاستدلال على معلومات دقيقة من خلال النتائج التي تظهرها مخرجات هذا النظام والتي يمكن الاستفادة منها ( أمنياً – إحصائيا- خدمياً – دراسات مستقبلية ). 

 

10 مليارات و 50 % 

مدير قسم النقل الخاص في الديوانية كاظم فليح محمد، قال في حديث لـ(المدى برس) إن وزارة النقل أحالت ضمن مشاريع عام 2014 الوزارية تنفيذ محطة الديوانية لنقل المسافرين، إلى شركة هايكون اللبنانية، مشيراً إلى أن المشروع بكلفة تتجاوز العشرة مليارات دينار، وينفذ بنحو مختلف عن مرائب النقل الأخرى، ليضم العديد من الخدمات الحديثة.

من جهته قال المدير المنفذ لمشروع محطة نقل الديوانية سعد حساني، في حديث لـ (المدى برس) إن مدة تنفيذ مشروع المحطة تبلغ 18 شهراً، مضيقاً أن المشروع يتضمن إقامة بناية مركزية لاستقبال الوفود والمسافرين، وقاعتي استراحة للسائقين، ومركزاً تجارياً، وأبنية خاصة بالاستعلامات والمفارز الأمنية وأجهزة كشف المتفجرات، وشبكة أنترنت خاصة بالمحطة، إضافة الى المقاهي والمطاعم والمناطق الخضر.

يقول حمزة خضير سائق على خط بغداد – الديوانية: مرَّ عام تقريباً على بــدء العمل بالمرآب الجديد، ولم يتبقَ سوى 6 أشهر على نهاية العقد، مبيناً: ان العمل لا زال بطيئاً جداً، ولم يتم إنجاز حتى نسبة 50 %. لافتاً الى المشاكل والمعوقات التي يعاني منها السواق في المرآب البديل، منها عدم تبليط الساحة المخصصة لـه والشارع المؤدي الى مدخله وحتى فرشها بمادة "السبيس".اضافة الى عدم وجود كرفان مخصص للاستراحة او مصطبات للمسافرين.

 

للناصرية للناصرية

محافظة تردد اسمها في اكثر من أغنية ومن تلك الأغاني الأغنية الشهيرة للناصرية والتي عنـّاها أكثر من مطرب لكنها اشتهرت بصوت ابن الناصرية الفنان حسين نعمة الذهاب الى الناصرية من مرآب النهضة لكن العودة من مرآب الناصرية الذي لا يشبه المرآب بأي شيء! عن وضع المرآب تحدث الشاب سامر عامر كونه دائم التنقل بين مدينته والعاصمة بسبب العمل إذ قال: الحال في مرآب ذي قار الموحد لا يختلف عن نظيراته من المرائب في المحافظات الأخرى خاصة الجنوبية، فهو يعني الإهمال الحكومي على مستوى وزارة النقل ومجلس المحافظة، مشيرا الى تردي بناه التحتية وعملية تنظيم السيارات والسائقين من قبل ما يُسمى بالهيأة، مبيناً: إن الرشـوة لغـة الحوار الأبرز بين منتسبي الهيأة والسائقين على الخطوط خاصة خط بغداد – الناصرية!!

 

هــدر المـال العـام

واضاف عامر: مرآب ذي قار الموحد بحاجة الى إعادة تأهيل بناه التحتية بما يتناسب والتطور الحاصل في مجال النقل العام والخاص ومتابعة تسعيرة أجور النقل كون هناك حالات ابتزاز تحدث من قبل بعض سائقي السيارات خصوصا في المناسبات! لافتاً الى أن الأجرة قد تتضاعف ثلاث مرات واكثر، مشدداً: إن ملف النقل في العراق لا يقل خطورة عن بقية الملفات المركونة فهو ملف مليئ بعمليات فساد كبرى وهدر للمال العام، على الإعلام ان يأخذ دوره المهني تجاهه ويكشف الحقائق أمام الناس.

سبق وأن أكـد رئيس لجنة الخدمات في مجلس محافظة ذي قار رحيم الخاقاني في حديث صحفي، أنَّ مرآب ذي قار الموحد (مرآب بغداد) عبارة عن خربة وغير منظم إدارياً، مضيفا: عدم وجود مسقفات لحماية السائقين والمواطنين من أشعة الشمس والأمطار، وكذلك انعدام الخدمات وتلكؤ واضح من قبل إدارة هيئة النقل الخاص في المحافظة .

وطالب الخاقاني بوضع سقف زمني لرئيس هيئة النقل الخاص علي كامل زاير لمعالجة الوضع المزري للمرآب وإستبدال العاملين الحاليين بعمال أفضل منهم وزيادة عددهم أيضاً، لأن المرآب يمثل واجهة للوافدين من المحافظات الاخرى ما ينعكس سلباً على أداء الحكومة المحلية عند مشاهدته بوضعه الحالي، وخصوصاً أنَّ دخل المرآب اليومي كبير جداً .

 

شـلون دك العمـارة

ميسان او العمارة كما تختزل وتشتهر فثلث سكن بغداد أُصولهم من هذه المدينة، الامر الذي يعني ان هناك حركة نقل يومية كبيرة. عن حال وواقع مرآب المدينة قال المدرس عصام كاظم جري: لا يخفى على القاصي والداني أن المرآب (الكراج) واجهة المدن كونه يعكس حضارة وثقافة ونظافة ومدنية البلدة لدى الوافدين والمغادرين منها سواء كانوا من اهل البلدة او اجانب وغرباء عنها، لاسيما ان السفر حالة ملازمة للانسان منذ الأزل، مستدركاً: لكن من الظواهر المؤلمة جدا، ان نكتشف الإهمال والفوضى واللامسؤولية تسود مرآب العمارة الموحد منذ عام 1995 وحتى الآن ونسكت عنها، مبينا: لا مسقفات تحمي الموظفين والمسافرين و(سائقي خطوط النقل سيارات الأجرة)! من حرارة الصيف اللاهب ومن مطر وبرودة الشتاء، ولا مصطبات يجلس عليها المسافرون ولا قاعات انتظار، ولا كافتريا او مطعم او مقهى لائقة للمسافرين ولا شوارع خالية من الحفر (الطسات) داخل المرآب!!

واضاف جري: حالة مرآب العمارة الموحد مزرية جداً بمعنى الكلمة في أغنى بقعة بالعالم، وهو أشبه بمكب إنقاض للسيارات القديمة والمستهلكة والمحروقة وغيرها!! بسب كثرة محال صيانة السيارات التي يضج بها المرآب من الخارج، متسائلا: اين الوفاء بالعهد الذي قطعه المسؤولون على أنفسهم بتقديم الخدمات كافة للمواطن العراقي؟! والأدهى من ذلك كله الى الآن يخلو المرآب من شبكة مجارٍ، كما يفتقد الى ماء صالح للشرب ويفتقد الى مرافق صحية حمامات، متأملا: من المسؤولين والقائمين على مرآب (كراج) العمارة الموحد الالتفات الى هذا الصرح الخدمي والحيوي والمهم والذي يتوافد اليه مئات المسافرين يوميا ان لم يكن الآلاف! متسائلا: متى يشعر الانسان العراقي بكرامته وأيـــن ؟

 

نخـل السماوة يكَـول

ارتبطت المدينة بالنخيل والأغنية الشهير: نخل السماوة يكول، مثلما ارتبطت بسجنها الشهير او المنفى (نقرة السلمان) السماوة مدينة اخرى من المدن التي تفتقد الى الكثير من مقومات الحياة ومنها بالطبع مرآب النقل العام. يقول المواطن عامر الشيخ عن مرآب السماوة الموحد: يعاني من سوء تأخر مشروع المجسر، فيه مسقفات لكن مساحته صغيرة ومصطباته عادية جدا عمل الهيئة والخطوط تقريبا منظمة فيه خطوط لكل المحافظات تقريبا مساحته كافية ﻻ تكفي السيارات التي تتزايد دائماً. مبيناً: ان هنالك اكثر من (200) سيارة تكسي لخط بغداد مع اكثر من 100 سيارة جي ام سي. 

شركة النقل الخاص في محافظة المثنى سبق وان اعلنت ان هناك عمل مسقفات لمرآب السماوة الموحد من ميزانية المحافظة، كما ثم تنفيذ مرآب الرميثة الموحد وان العمل جارٍ في مرآب الخضر الموحد وهناك مشروع كبير لمرآب السماوة الدولي على الميزانية المقررة للمحافظة بعد ان تم تخصيص قطعة الارض للمرآب الجنوبي الذي يقع في مركز مدينة السماوة. 

 

للحلـة ودوّنِــي

برغم انها من الأغاني الحديثة لكنها تشير الى مدينة الحضارة العراقية الاولى وتشريع القوانين والارث المعرفي، نعم هي الحلة التي لا يختلف مرآبها الموحد عن بقية المحافظات الآنفة الذكر، فقد قال المواطن سعد كريم: إن غالبية مرائب النقل الخاص بنقل المواطنين داخل مدينة الحلة هي عبارة عن ساحات غير معبّدة لا تتوفر فيها الخدمات العامة للمواطنين ونعاني صيفاً وشتاءً مطالباً: هيئة النقل العام بإنشاء مرائب حديثة في جميع مناطق المحافظة من اجل التخلص من الساحات التي تستعمل حالياً كمرائب. 

وأوضح كريم: ان مرآب الحلة الموحد بُنيَ في تسعينيات القرن المنصرم ليس فيه مسقفات وفيه حوانيت للاكل والتسويق ولكنه صغير ومزدحم دائماً إلا ان التنظيم فيه مقبول واحيانا تخرج السيارة عن محيطه بسبب ضيقه، مبينا: ان المرافق الصحية رديئة جدا ومؤجرة لمتعهد، اغلب طرق المرآب الداخلية غير مبلطة الأمر الذي يُسبب صعوبة بالغة من اجل الوصول الى السيارات، خاصة اننا على مقربة من فصل الشتاء والامطار وما تسببه من بحيرات اصطناعية تمتزج مع اتربة الصيف، لتكوِّن بُركاً طينية,

 

18 مرآباً موحداً و80 متوسطاً

مدير الشركة العامة للنقل الخاص عبدالله العيبي أوضح بتصريحات صحفية ان الوزارة تعمل على إعداد قاعدة مشاريع عملاقة تحال الى الاستثمار او تموّل بصيغة ذاتية من دون تكليف موازنة الدولة مبالغ مالية، مبينا انها تتبنى في الوقت الحاضر خطة طموحة لتحويل المرائب الكبيرة في عموم المحافظات الى محطات نقل حديثة تقدم افضل الخدمات للمواطنين.

واضاف العيبي: أن الشركة تمول مشاريعها من خلال الارباح التي تحصل عليها سنويا باعتبارها من القطاعات الرابحة، موضحاً انها أنجزت مؤخراً البوابات الالكترونية في اكثر من 18 مرآباً في البلاد، متابعاً: ان الشركة تمتلك حاليا (18) مرآبا موحدا وهي من المرائب الكبيرة التي تسع الى أكبر عدد من المركبات والمواطنين فضلا عن وجود (80) مرآباً متوسطاًً وكذلك وجود أعداد أخرى من المرائب الصغيرة والساحات.

 

 

 

 

فارزة

 

يشكل قطاع النقل أحد السمات الحضارية التي تتباهى به المدن بدءاً من محطة النقل او ما يُعرف بالعراق بـ(الكراج) وليس انتهاءً بسيارات النقل والطرق المعبدة وعلامات المرور الإرشادية ... وللاسف واقع قطاع النقل في العراق يشبه كثيرا بقية القطاعات التي تعاني الاهمال وسوء الادارة والتخطيط والتنفيذ ناهيك عن الآفة الأكبر الفساد بأنواعه!
ففوضى مرائب النقل ومشاكلها وإشكالاتها لا تعــدُّ ولا تحصى سواء كانت الداخلية بين مدن المحافظة او الخارجية التي تربط المحافظات في ما بينها والعاصمة.
أغلب هذه المرائب تفتقد الى أماكن مخصصة يمكنها ان تستوعب أعداد المركبات التي تتزايد باستمرار، من دون الأخذ بذلك من قبل الجهات المعنية التي عليها وضع الخطط اللازمة لتدارك الأمر، كما انها أي الجهات المسؤولة تفتقد الى العمل المشترك بين اللجان النقابية وهيئة النقل الخاص لغرض تنظيم العمل وتوعية سائقي المركبات بأهمية عملهم والتوعية المرورية والسلامة المهنية وغيرها.
المرائب الموحدة بشكل خاص او ما يُعرف بــ(كراجات) النقل الخارجي تفتقد الى صالات الانتظار والمطاعم النظيفة الخاضعة الى الرقابة الصحية، عدم وجود الحمامات الصحية وإن وجدت فحالها يُرثى لها، غياب الوحدات الصحية لمعالجة الحالات الطارئة، ناهيك عن المسقفات ومصطبات الجلوس والانتظار!
وزارة النقل ممثلة بالشركة العامة للنقل الخاص تتحمل مسؤولة ما آلت اليه هذه المرائب التي لم تكن احسن حالا في زمن النظام السابق، اذ تتحمل مسؤولية قطع دابر الفساد والرشوة والممارسات الخاطئة لبعض العاملين في هيئة النقل الخاص، وطريقة تعاملهم من سائقي الخطوط، كما عليها الحد من فرض الغرامات العشوائية على سائقي المركبات بحجج واهية يدخل أغلبه ضمن الخلافات الشخصية، كما عليها التعاون والعمل مع وزارة النقل لإنشاء محطات وقود في المرائب الموحدة بشكل تجريبي لتسهيل عمل المركبات وتقليل الزحام على محطات الوقود، وإن نجحت الفكرة يمكن ان تطبق في المرائب المتوسطة ايضا. في السابق كانت هناك بطاقة تلصق على سيارات الأجرة تحدد نوعية الخط وسعر الأجرة، للأسف اختفت هذه البطاقة، مثلما اختفى الكثير من الممارسات والتطبيقات القانونية التي تخص الكثير من تفاصيل الحياة العراقية في شتى جوانبها ومجالاتها. يُضاف الى ذلك تفاقم ظاهرة انتشار المرائب بصورة عشوائية، بعد اختفاء دور نقابة النقل في بعض المرائب، فنجد فوضى عارمة في وقوف السيارات، خصوصا في المناطق التي يتعذر فيها وجود مكان مخصص لوقوفها مع ما تشهده الشوارع من اغلاق لبعضها، وفـُصِل بعضها الآخر بالكتل الكونكريتية، اذ يتعذر على السيارات ايجاد موقف مخصص لها في العديد من مناطق بغداد، الامر الذي ادى الى استغلال الاستيلاء على أية مساحة فارغة واعتباره مرآباً للنقل، والمشكلة ان الكثير من هذه المرائب العشوائية تتعامل معها هيئة النقل العام وتفرض عليها الجباية!! اما في ما يخص مرائب الداخل.. فالامر لا يختلف كثيرا عن سابقتها الخارجية، اذ تعاني اغلبها من سوء الخدمات مما جعلها مكاناً لاستهداف الإرهابيين والتفجيرات كونها سهلة المنال والدخول بسبب الزحام الدائم. على سبيل الذكر مرآب المشتل الذي تنطلق منه عشرات الخطوط الداخلية والخارجية متمثلة بخط مدينة الصدر، خط الحسينية، المعامل، خط الأمين، خط النواب، خط الشهداء، خط الكاظم، خط الباب الشرقي، خط الشورجة، خط الكرادة خارج، خط علاوي الحلة، خط النهروان، أما الخطوط الخارجية فتتمثل بخط كربلاء، خط النجف، خط الكوت، خط الصويرة والنعمانية والعزيزية، خط القلعة والشطرة والناصرية وخط بعقوبة وديالى. وللأسف كل هذه الخطوط تتخذ من الساحات والأرصفة مقراً لها وربما مرائب مدينة الصدر اكبر واكثر عدداً ومرائب البياع والباب الشرقي وغيرها.
بعملية حسابية بسيطة خط النجف / بغداد تعمل عليه قرابة 1000 سيارة ، النجف / العلاوي، الكاظم، المشتل، مدينة الصدر، البياع إذ يتم جباية قرابة 3500 دينار من كل سيارة في النجف وفي بغداد. 7 ملايين دينار يوميا في الشهر قرابة 210 ملايين دينار، هذا من خط نقل واحد. وحسب ما قال مدير الشركة العامة للنقل الخاص ان هناك 18 مرآبا موحدا، ولو فرضا ان كل واحد منها يجبي 200 مليون دينار يوميا، يعني ان هناك قرابة 3,600,000 مليار دينار مع واردات 80 مرآباً متوسطا بواردات يومية 100 مليون، وعشرات ان لم تكن مئات المرائب الصغيرة التي تترواح وارداتها بين المليون والعشرة ملايين دينار شهريا سواء كانت في بغداد او المحافظات، الامر الذي يُثير علامات استفهام عن الواردات اليومية وواقع مرائب النقل العام.