شمّر بخير تحتاج الخام والطعام ، قول فيه من السخرية ما يشير الى التعبير عن الحاجة الى الغذاء ومستلزمات معيشية اخرى لا يمكن الاستغناء عنها في كل الظروف والاحوال . في الاوضاع العراقية الراهنة يقول احدهم انه بخير يعيش حياة سعيدة حين يتمكن من القضاء على الداء والاعداء.
العراقي حين يستعرض التاريخ القديم والجديد ، يتوصل الى قناعة اكيدة بان بلاده كانت ومازالت بيئة مناسبة لاندلاع الازمات والنكبات فضلا عن الكوارث من اوبئة وفيضانات قبل ازمة شح المياه ، ونشوب حرائق في دوائر الدولة نتيجة حصول تماس كهربائي في ساعات القطع المبرمج بدوائر الدولة ، وبالتحديد في اقسام ابرام العقود الخاصة بتنفيذ المشاريع ، وفوق كل هذا وذاك ، تبرز التحديات الأمنية مشكلة مستعصية عجزت عن معالجتها قوات التحالف الدولي المتهم من قبل اطراف في الحكومة بانه يقدم الدعم اللوجستي للدواعش، لتنفيذ المشروع الامبريالي القاضي بتقسيم العراق ، والقضاء على تجربته الديمقراطية الفتية ، بحسب تعبير عشاق النظام الديمقراطي بنسخته العراقية.
وبينما تواجه الحكومة الحالية ازمة مالية ، سجلت في مناطق حزام بغداد اصابات بمرض الكوليرا ، فاستنفرت الجهات الصحية كل جهودها للسيطرة على المرض ، ودعت سكان تلك المناطق الى استخدام عبوات الماء الصالح للشرب ، لان الوقاية خير من العلاج، علما ان مناطق انتشار المرض تعاني انعدام توفير الخدمات الاساسية ، معظم سكانها من النازحين الهاربين من بطش الدواعش ، اوضاعهم المزرية ، تؤكد حقيقة القول الشائع شمر بخير تحتاج الى الماء والطعام .
تناقلت وسائل اعلام محلية انباء تفيد بان مديرية المرور العامة رفعت مبالغ استحصال الغرامات من اصحاب السيارات المخالفة ، من ثلاثين الى 200 الف دينار، الانباء نشرت في بعض المواقع الإلكترونية ، ونفتها مديرية المرور العامة ، لكنها خلفت ردود افعال سلبية في الشارع مع طرح تساؤل هل تريد الحكومة الحصول على موارد مالية بفرض الغرامات ، وشراء علاج للمصابين بمرض الكوليرا ؟ وما سر تزامن رفع مبالغ الغرامات المرورية مع تسجيل اصابات بالكوليرا ؟ من حق الجهات الرسمية استحصال الموارد المالية بفرض الضرائب على المطالبين بالخام والطعام حين توفر الخدمات الصحية ، في مراكز طبية ومستشفيات لا تشهد صولات عشائرية شبه يومية ضد الاطباء انتقاما لوفاة المرحوم عزيز عشيرته تجاوز الثمانين من عمره نتيجة اصابته بجلطة دماغية .
مديرية المرور المسؤولة عن تنظيم السير اعتادت فرض غراماتها على المخالفين في اطار تنفيذ القانون ، عقوباتها فورية بفرض الغرامة ، واحيانا حجز المركبة وصاحبها ، لكن المديرية تتجاهل سيارات الدفع الرباعي ذات الزجاج المظلل ، خشية ان تكون المركبة ضمن موكب مسؤول متوجه الى مناطق حزام بغداد ، لانقاذ اطفال مصابين بمرض الكوليرا لتفادي انتقال الوباء الى بغداد ثم الى المنطقة الخضراء .
كوليرا المرور
[post-views]
نشر في: 22 سبتمبر, 2015: 09:01 م