TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > الحب في زمن "عديلة"

الحب في زمن "عديلة"

نشر في: 22 سبتمبر, 2015: 09:01 م

كان نزار قباني علامة من علامات الزمن العربي، وعلما من أعلام هذه الأمة التي استبدلت الرسم بالكلمات ، بالرسم بصواريخ الكاتيوشا، انتم مثلي ايضا سمعتم بيان عمليات قيادة بغداد الذي بشرتنا فيه بانها : "تمكنت من تحديد مكان اطلاق تلك الصواريخ" اما الجهة التي اطلقتها فلايهم، انها من ضمن نظرية "مصارين البطن" كما اخبرنا من قبل النائب حاكم الزاملي .
كان لصاحب طفولة نهد جمهوريته ومواطنوه يرددون معه كل مساء ما تشدو به نجاة الصغيرة: "إرجع كما أنت صحوا كنت أم مطرا"، وفي الصباح يستيقظون على صوت فيروز تزقزق: "لا تسألوني ما اسمه حبيبي" الشاعر الذي صنع تاريخاً مليئاً بأعذب الكلمات، نصفه عاشق بصوت ام كلثوم وعبد الحليم حافظ وشادية وفائزة احمد ونجاة وعشرات غيرهم والآخر صادح بالرفض والسخرية :
إذا خسرنا الحربَ لا غرابهْ
لأننا ندخُلها.. بالعنترياتِ التي ما قتلت ذبابهْ
كان صاحب مائة عام من العزلة يقترب من الستين حين كتب "الحب في زمن الكوليرا" كان قبلها قد سجل حياة عائلته في "مئة عام من العزلة" التي رآها بيل كلينتون "أعظم رواية في تاريخ البشرية" ليروي في "الحب في زمن الكوليرا". رفض جده لأمه ارتباطها بأبيه فتزوجت طبيباً، لكن العاشقين اجتمعا مجدداً بعد 51 عاماً وتسعة أشهر وأربعة أيام بعد وفاة الزوج بالكوليرا.
غريبة بلادنا : مهْد شعراء العشق ولا يسود فيها سوى الكوليرا وخطب التحريم ، أرض امرء القيس وابو نواس والمتنبي التي كانت مكتظّة بقصائد الغزل، اليوم بلا خطاب حب وتسامح ، مسيرة دائمة نحو الخراب والقتل على الهوية واطلاق الكاتيوشا. في سنوات قليلة خسرنا الموصل ثم فقدنا مناطق في الانبار، وحين تقوم قيامة العالم على اوضاع المشردين من بلاد حمورابي، نجد من يفلسف الفشل ويبرر العنف ويتباهى باستيلائه على بيوت المسيحيين، اننا ندخل زمناً آخر: داعش يعرض سباياه في العلن، والعمال الاتراك انتقلوا بخفة ظل من بغداد الى آخر نقطة في البصرة ، والناس تحاصرها الكوليرا ولا تدري ما العمل، لقد ولّى زمن يقطع فيه نوري السعيد زيارته لبريطانيا بعد ان انتشرت حالات الاصابة بالكوليرا ، وحين وجد الصحافة تسخر منه ، قدم استقالته وذهب الى بيته، هذا زمن احترام المنصب ، لا زمن الوزيرة التي لاتزال مصرة ان لا وفيات في العراق بسبب الوباء.. وماذا عن ضحايا ابو غريب؟.. لا تتعجبوا انهم خارج مسؤولية الوزارة.
ياعزيزتي الدكتورة عديلة، الناس تريد أن تقرأ رواية حقيقية عن الخطر، فقد ملـُّوا من روايات الكذب والفشل!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 4

  1. د عادل على

    نحن العراقيين حفرنا قبورنا بايدينا عربا كنا او كوردا -عصابة قتله وشقاوات وشلايتيه و اقليه محتقرة اغتالت اولا عزيز سوادى فى قنبر على وهو يتمتع بشمس الشتاء حين جاء الغدر النازى اطلق عليه الرصاص الدى هو رفيق البعث الارهابى---لقد بداو بالرصاص اولا ثم انهو

  2. علي ياسين / كربلاء

    الأستاذ علي لا أظن أن السادة المسؤولين يعون ما تقول أصلا، ومن أين لعديلة الرغبة والوقت والشجاعة والذوق كي تقرأ (الحب في زمن الكوليرا) أو (مئة عام من العزلة) حتى تفهم عن أي شيء تتحدث أنت؟ وحتى لو هلك نصف العراقيين بالكوليرا فلن تفكر عديلة بالاستقالة أو الا

  3. د عادل على

    مادا تنتظر من امة اسقطت الجنسيه عن شاعر العرب والكورد والفرس الاكبر محمد مهدى الجواهرى لكى يكون مشردا واعطت لابن خنا وجاهل وقاتل فى عهد الصبا واغتيالى راس القريه ومعدب قصر النهايه متكسع السفارات الاجنبيه ورئيس كل السلطات وكاتب الدستور المؤقت والق

  4. ام رشا

    أستاذ علي هل نسيت المطرب كاظم الساهر والذي تغنى بكثير من قصائد نزار قباني وإبدع ام انك تناسيت فاذا كنت قد نسيت فمعذور وان كنت تناسيت ...عيدك مبارك وايامك سعيدة.

يحدث الآن

ثلاثة منتخبات تحجز مقاعدها مبكراً في ربع نهائي كأس العرب 2025

القضاء يحسم 853 طعناً على نتائج الانتخابات

الداخلية: العراق بنى منظومة متطورة لمكافحة المخدرات

التخطيط تتجه لتوسيع الرقابة النوعية لتشمل الصادرات والواردات عالية المخاطر

قبول 1832 طالباً في المنح المجانية لكليات المجموعة الطبية

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الغرابي ومجزرة جسر الزيتون

العمود الثامن: نصف قرن من التفوق

البَصْرة.. لو التَّظاهرُ للماء والنَّخيل!

العمود الثامن: نون النسوة تعانق الكتاب

كلاكيت: في مديح مهند حيال في مديح شارع حيفا

العمود الثامن: مطاردة "حرية التعبير"!!

 علي حسين أبحث في الأخبار ومجادلات الساسة عن موضوع لعدد اليوم ، وربما عن فكرة أقنع بها القارئ المحاصر بقطع الطرق والأرزاق، وبالعيش في مدن مثل حقول الألغام، شعارها التمييز، ومنهجها الإقصاء، ودليلها...
علي حسين

قناديل: حين استيقظ العراقي ولم يجد العالم

 لطفية الدليمي لعلّ بعض القرّاء مازالوا يذكرون أحد فصول كتاب اللغة الإنكليزية للصف السادس الإعدادي. تناول الفصل إيجازاً لقصّة كتبها (إج. جي. ويلز) في سبعينات القرن الماضي، عنوانها (النائم يستيقظ The Sleeper Awakes)....
لطفية الدليمي

قناطر: أنقذوا الثقافة من الأدعياء

طالب عبد العزيز منذ قرابة عقد من الزمن وأتحاد الادباء في البصرة يعاني من أزمة في اختيار مجلس إدارته، وهو بعلة لا يبدو التعافي منها قريباً، بسبب الاقتتال على المقاعد الخمسة الأولى التي تمثله....
طالب عبد العزيز

الانتخابات العراقية عام 2025: التحديات الداخلية في ظل ضغوط دولية متزايدة ..

كارول ماسالسكي ترجمة : عدوية الهلالي في يوم الثلاثاء، 11 تشرين الثاني 2025، أجرى العراق سادس انتخابات برلمانية ديمقراطية منذ سقوط صدام حسين عام 2003. وقد حققت القائمة الشيعية «ائتلاف الإعمار والتنمية»، بقيادة رئيس...
كارول ماسالسكي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram