كل يوم نصحو على مشاهد البؤس والخراب التي تحيط بنا ، حاولوا ان تلقوا نظرة على أحوال الناس ، فماذا ترون؟ نفس المشاهد تتكرر : قتل يومي، المشردون تزداد أعدادهم ، والأمم المتحدة تبلغنا عبر منسّقها الإنساني أنها تتأهب لنزوح كبير في العراق . فيما وزير خارجيتنا وجد الحل لأزمة المهجرين بأن حوّل البوصلة باتجاه اليمن وأبدى استعداده لإيجاد حل للمعضلة الموجودة هناك في صنعاء وليس بغداد !
ما لك يا سيدي ؟ خفّف عنا هذا العبث اليومي ، وحدثنا بما يستسيغه العقل والمنطق .. سيقول البعض إنك تبحث عن المنطق في بلاد الواق واق .. هاك إذن، النائب علي العلاق يخبرنا ان عطلة منتصف الليل التي أعلنتها الحكومة هي بمثابة هدية للمواطن العراقي . اعذروه الرجل لايريد ان يغادر عصر المكرمات الذي عودنا عليه "القائد الضرورة."
هل تستحق مثل هذه الأحاديث الرد ، ربما سنجد الجواب في الخطاب القيِّم الذي ألقاه بابا الفاتيكان من على منصة الأمم المتحدة مذكّرا ساستنا بأن حياة الانسان تقف دائما في مكان أعلى من أية مصالح . وفي لفته انسانية ، لم ينتبه لها السيد ابراهيم الجعفري قال البابا : في العراق وسوريا وليبيا وافغانستان يتعذب الفتيان والفتيات والأطفال وكبار السن ويموتون، ولا يلتفت أحد لهم بينما نحن مشغولون بوضع قوائم من المشاكل والخلافات " .. اتمنى قبل ان يتهمني أحد بانني " أجذف " حين أقارن بين رجل دين مسيحي قاد أجداده الحروب الصليبية ، وبين سياسي يؤدي الفرائض بانتظام ، ان يدرك انني ايضا أتمنى ان يكون ساستنا مع كل قضية عادلة في الارض، ولكن قبل ذلك عليهم ان يحبوا ويناصروا أبناء وطنهم ، لقد تابعت خلال الأيام الماضية الزيارة التاريخية التي قام بها البابا الى منزل الزعيم الكوبي فيدل كاسترو ، وتوقفت كثيرا عند صورة يمازح فيها الزعيم الشيوعي ، وقلت في نفسي هل يمكن ان يضحك صاحب أعلى رتبة دينية مع سياسي لا يعترف بالأديان ، عندها تذكرت كيف خرج علينا في الأشهر الماضية بعض رجال الدين ليشتموا التظاهرات والمتظاهرين ، لأن الحزب الشيوعي شارك فيها ورفع شعار الدولة المدنية . الحمد لله ياساده لا تربطني صلة بالبابا الأحمر الذي ابتسم وهو يقول لصحفي يساله بماذا تحدث مع كاسترو : كان حديثا عن الانسان ، وحين يستفزه الصحفي بسؤال هل انت شيوعي؟ يجيب ضاحكا والى جانبه صورة عملاقة لأرنستو غيفارا :" لست شيوعياً. ما أطالبه هو تحرير السياسة من تحكم رأس المال وتجار الحروب ."
البابا والعلاق و" يمن " الجعفري
[post-views]
نشر في: 28 سبتمبر, 2015: 09:01 م
جميع التعليقات 3
بغداد
لا من سابع المستحيلات يطلع في رجل دين مثقف مثل البابا وكما يقول المثل عرب وين وطنبورة وين !؟ ( المقصود بطنبورة ع ب الكربلائي؟!) . هذا البابا لا ينطبق عليه قول المفكر كارل ماركس الدين أفيون الشعوب لأن جواب البابا للصحفي كان جوباً ماركسياً بحتاً وهو تحري
خليلو...
حين يدعو الپاپا الى تحرر السياسة من سيطرة رأس المال ومناهضة تجار الحروب يكون شيوعيا وإن لم ينتم الى الحزب الشيوعي . لماذا لا يكون متدينو الإسلام مثل پاپا الڤاتيكان او مثل بعض نظرائهم من المسلمين مثل الشيخ عبدالكريم الماشطة -رحمه الله- ؟! لأنهم متاجرون با
الشمري فاروق
(ما اطالبه .هو تحرير السياسه من تحكم رأس المال وتجار الحروب...بابا الفاتيكان)اتحدى اي رجل دين مسلم في عالمنا الاسلامي يفكر في مثل هذا الموضوع او فكر في موضوع كهذا يوما من الايام