TOP

جريدة المدى > سينما > دورة مهرجان لندن السينمائي 59..حضور لسينما المرأة.. وهجمة عربية والخاتمة لستيف جويز

دورة مهرجان لندن السينمائي 59..حضور لسينما المرأة.. وهجمة عربية والخاتمة لستيف جويز

نشر في: 1 أكتوبر, 2015: 12:01 ص

لا تحاكي خيارات الكاتبة والناقدة كلير ستيورات، المديرة الفنية لتظاهرة مهرجان لندن السينمائي من 7- 18 تشرين الأول/أكتوبر 2015، راهن الإنتاج السينمائي العالمي بتعدد أساليبه الفنية ومنابته وتنوع مواضيعه ومقارباته السينمائية المفتوحة على أسئلة الحياة، إن

لا تحاكي خيارات الكاتبة والناقدة كلير ستيورات، المديرة الفنية لتظاهرة مهرجان لندن السينمائي من 7- 18 تشرين الأول/أكتوبر 2015، راهن الإنتاج السينمائي العالمي بتعدد أساليبه الفنية ومنابته وتنوع مواضيعه ومقارباته السينمائية المفتوحة على أسئلة الحياة، إنما تميل كفته الى الحضور الكمي للصوت النسوي ضمنها بقوة خلف الكاميرا مرة وأمامها أخرى.

-إذ وقع خيار ستيوارت، وفريق عملها، على اشتغالات تدور حول قضايا المرأة، وبنسبة تصل تقريباً إلى 50 بالمئة من مجموع ما ستعرضه هذه الدورة الإستثنائية بمقاييس الدورات السابقة، وعبر قائمة لا تتوقف عند اسم مخرجة او قضية محددة دون غيرها. خطوة شجاعة تشي بفطنة ومتابعة دقيقة لمشهد الإنتاج السينمائي العالمي القادم من قارات العالم الخمس، غايتها إعادة طرح أسئلة واقع المرأة، حاضراً وماضياً، ولما يمكن للصوت النسوي ان يقوله في زمن التطرف والاضطراب ولربما عبر لوعات شخصية مكتوبة على سطح الشاشة الفضية.
-لذا سنكون على موعد مع طيف واسع من سرديات تتناول قضايا إجتماعية وسياسية وحياتية متشعبة، ومنها بدءاً بجديد البريطانية سارة غافرون في "المنادية بمنح المرأة حق الاقتراع"، شريط الافتتاح، وفيه تأخذنا صاحبة "قرية في نهاية العالم"(2012) الى حقبة بواكير نضالات المرأة البريطانية إبان نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين في المطالبة بضمان حقوقهن المتساوية في الإقتراع الإنتخابي. ولعل تصوير أجزاء مهمة من شريط غافرون في البرلمان البريطاني وفي سابقة غير معهودة، وتزامن عرضه مع استعدادات الاحتفال بالذكرى المئوية الأولى لإنطلاق تلك الحركة النسوية يعد بمثابة تحية للرائدة إميلين بانكهيرست (أدت الدور النجمة الأمريكية ميريل ستريب) ولرفيقاتها مثل العاملة مود (أدت الدور الممثلة البريطانية الصاعدة كيري مولغان) في إنتزاع هذا الحق. في حين يأتي جديد المخرج البريطاني داني بويل "ستيف جويز" وللمرة الثالثة، بعد "المليونير المشرد"(2008) و "127 ساعة"(2010)، وليكون شريط الاختتام لهذه التظاهرة. وفيه متابعة لعوالم المطوّر الأشهر لبرامج التقنيات الحديثة ستيف جوبز، وعبر اقتباس سيرته تلك التي وثقها وولتر ايساكسون وصارت الأكثر مبيعاً في الأسواق الأمريكية. وبقدر ما يدور الشريط حول عوالم جوبز الشخصية والعامة، إلا انه أيضاً يبرز دور مديرة مبيعات أبل ماكنتوش جوانا هوفمان(النجمة البريطانية كيت ووينسلت) وكأنها وراء النجاح المدوي لهذا العقل الجميل في آن.
-بالمقابل تحضر الهندية ديبا مهتا بجديدها "صبيان بيبا"، وفيه تدعونا صاحبة "أطفال منتصف الليل"(2012) الى متابعة أحوال أبناء الجاليات القادمة من شبه القارة الهندية الى مدينة فانكوفر الكندية وإنحدارهم الى عوالم الجريمة والمخدرات. في حين نتابع في "تطور" للفرنسية لوسيل هادزيهالوفيج اكتشافات الصبي نيقولاس ذي العشر سنوات لعوالم المراهقة، ومثلها تختبر اليونانية أثينا راشيل تسنغاري في "الشجاع" قناعات شخصياتها حول الرجولة من خلال رحلة بحرية تتحول من بعد الى كابوس. وتحضر الفلسطينية/اللبنانية مي مصري حاملة عملها الروائي الأول "3000 ليلة"، ضمن فقرة مسابقة الفيلم الأول، حيث تنقلنا الى مدينة نابلس حين تجد المعلمة الشابة ليلى نفسها حبيسة زنزانة إحتجاز مخصصة إثر اتهامها بمساعدة أحد الشباب الفلسطينيين على الهرب من كمائن قوات الإحتلال الإسرائيلية. ومثلها تأخذنا الفرنسية إيفا هوّسون في باكورتها "قصة حب معاصرة" الى متابعة يوميات مجموعة من المراهقين أثناء عطلتهم الصيفية، حيث يتخذون من بيت ريفي مسرحاً لتهويمات فنتنازية عمادها الجنس والمخدرات. بعيداً عن تلك الأجواء تصطحبنا الشابة المصورة والمخرجة إليكسندرا بومباخ في عملها الوثائقي المهم "لقطة لقطة"، وفيه مراجعة لحقبة حركة طالبان الأفغانية ومناصبتها العداء للصور والمصورين.
-قائمة النتاجات السينمائية النسوية التي ستعرض ضمن فقرات هذه التظاهرة العريقة طويلة. ومثلها سيكون نصيب السينما العربية، وعلى غير العادة وبما يشبه الهبة، حاضراً بقوة في الدورة التاسعة والخمسين، وعبر اشتغالات طغت عليها ما تعيشه بلداننا من قضايا حياتية وأزمات بنيوية عميقة، من مفرداتها بروز نزعات التعصب والتفاوت الطبقي والتهميش والهجرة الى الخارج والاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفسلطينية. في جديده "مدام كوراج"، عرض ضمن فقرة آفاق في مهرجان فينسيا الأخير وأدرج ضمن فقرة "جرأة" لهذه الدورة، يأخذنا الجزائري مرزاق علواش الى موضوع سبق وان ناقشه في "التائب"(2012) و "فوق السطوح"(2013)، ومن خلال رصده للبيئة الإجتماعية التي يتقاسم مفرداتها القاسية الشاب عمر، سارق ومدمن على تعاطي المخدرات، وشقيقته الكبرى وأمه في أحد بيوت الصفيح على مشارف مدينة تلمسان الجزائرية. فيما يقدم المغربي نبيل عيوش في جديده "الزين لي فيك"، عرض في مهرجان كان الأخير وتعرض الى حملة إنتقادات واسعة، مكاشفة سينمائية لموضوع يجري الهمس عنه سراً، وهو السياحة الجنسية في بلاده.
-وضمن "فقرة المسابقة الدولية" ينقلنا الفلسطيني هاني أبو أسعد في "ياطير الطاير"(ساهمت في إنتاجه دولتا الإمارات وقطر)، الى مدينة غزة المحتلة ومن خلال محاولات المتسابق محمد عساف، صاحب فرقة موسيقية للهواة، في المشاركة في فرصة العمر ضمن برنامج "ذي أيدول" للمواهب الشابة وما يتعرض له من صعوبات تأمين سفره خارج مدينته. ومن المدينة ذاتها يندرج عمل التوأمين طرزان وعرب ناصر بتقديمه صورة غير نمطية عنها في "متدرّج". بالمقابل، وفي واحدة من مفاجآت هذه الدورة وبعيدأ عن حضور اسم دولة الإمارات العربية المتحدة كطرف منتج لأكثر من شريط سينمائي عبر صناديقها الداعمة للسينما، بل تجاوزه من خلال المشاركة بشريطين سينمائيين وبما يشبه السابقة لدولة عرفت فن السينما متأخراً. إذ يقدم المخرج علي مصطفى عمله الروائي الثاني "من ألف الى باء"، سبق وان عرض في مهرجان دبي السينمائي الأخير، ضمن فقرة "الأفلام الساخرة"،ومثله مواطنه الشاب ماجد الأنصاري في باكورته "زنزانة"، ضمن فقرة "الإثارة". ونجد في جدولة عروض قسم "المسابقة الرسمية الكبرى" شريط اللبناني مير- جان بو شيا "فيلم كتير كبير"، عمل أول، وفيه متابعة لجريمة قتل تتحول الى تهكم على الوضع العام وفي إطار كوميدي.
-ولكونه آخر احتفالية سنوية للسينما، ستحضر نتاجات الكبار مثل "ديبان"، حامل الجائزة الذهبية الكبرى لمهرجان كان الأخير، للفرنسي جاك أوديار صاحب "نبي"(2009) و "صدأ وعظام"(2012). ومثله "سرطان البحر" لليوناني يورغوس لانثيموس، و "ترومبو" للأمريكي غاي روش، و "البرنامج" للبريطاني ستيفن فريزر، و "ذي أبوستيت" لفيدريكو فيروي، و "تاكسي طهران"، الفائز بجائزة الدب الذهبي في مهرجان برلين السينمائي الدولي الأخير، للإيراني جعفر بناهي. فضلاً عن ملحمة "ليال عربية" بأجزائها الثلاثة، للبرتغالي ميغيل غوميس. لذا سيكون عشاق الفن السابع، وفي عاصمة متعددة الأعراق والسحنات، على موعد مع عالم إسمه السينما.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

فيلم أسامة محمد "نجوم النهار" استهداف البيئة العلوية كمنتجة للسلطة ومنفذة لها

"إرنست كول، المصور الفوتوغرافي".. فيلم عن المصور المنفي الجنوب أفريقي

مقالات ذات صلة

فيلم أسامة محمد
سينما

فيلم أسامة محمد "نجوم النهار" استهداف البيئة العلوية كمنتجة للسلطة ومنفذة لها

علي بدرالحكاية تُروى بالضوء والظلعرض أمس في صالون دمشق السينمائي فيلم "نجوم النهار" للمخرج السوري أسامة محمد، بحضوره الشخصي بعد غيابه عن بلاده ١٤ عاما، الفيلم الذي منع من العرض في زمن النظام السابق...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram