TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > روس وكراعين

روس وكراعين

نشر في: 2 أكتوبر, 2015: 09:01 م

أكلة الباجة بروسها وكراعينها يفضل معظم العراقيين تناولها صباحا او في ساعة متأخرة من الليل، بعد قضاء سهرة تبادل الأنخاب بين مجموعة من الاصدقاء اعتادوا تحويل الجلسة الى طاولة مستديرة لبحث المستجدات السياسية والأمنية في المنطقة ، وبطلب آخر "ربع عوازه" يتحول الحديث الى خلاف يستند الى قناعات آيدولوجية ، غير خاضعة للتنازلات ، فلا احد يُبدي استعداداً للتنازل عن موقفه حرصاً على المصالح الوطنية طبقاً لوجهة نظره .
بالتزامن مع اعلان العراق تشكيل مركز تبادل معلومات استخبارية يكون مقره في بغداد بين سوريا وروسيا وإيران ، شهدت الساحة السياسية نوعاً من السجال عبـّر عن مواقف الأطراف المشاركة في الحكومة الحالية تجاه التحالف الرباعي الجديد ،وجود المستشارين الروس في التحالف فسّره بعضهم بأنه اصطفاف يحمل صبغة مذهبية يهدف لحماية نظام بشار الأسـد. اصحاب هذا الموقف لطالما تعاطوا مع القضايا الدولية والاقليمية بمنظار طائفي ، اشاروا الى انضمام موسكو الى المحور الشيعي في المنطقة ، على هذا المستوى من التفسير الساذج تتخذ المواقف لتعبر عن أزمة مستعصية يعانيها العقل السياسي حين ينظر الى دور "الروس والكراعين" في إعداد طبخة جديدة تستهدف تقسيم العراق ، بعد تناول "ربع عوازه" من المفرد المختوم!
الجيل السابق من النساء العراقيات كن يُطلقن مفردة " باجة " على الفتاة حاملة كل مواصفات الجمال ، ينصحن الابناء في اختيار زوجاتهم بالنظر بدقة الى "الرأس والكراعين" لذلك كانت الباجة معياراً للجمال ، لا يعبر عن انتقاص بشخصية المرأة بقدر طرح نصائح للباحث عن شريكة حياة لتحسين النسل. ربما استذكر المعترضون على التحالف الرباعي نصائح امهاتهم ، فطالبوا بتفعيل دور الولايات المتحدة في قيادة التحالف الدولي الذي يضم ستين دولة ، لدعم العراق في تحرير مدنه من سيطرة تنظيم داعش.
المرحبون بالتحالف الرباعي الجديد عبّروا عن ارتياحهم بتشكيله ، لأنه جاء لضرورات فرضتها الظروف الراهنة نتيجة تنامي نشاط داعش في المنطقة ، وعجز الولايات المتحدة عن القضاء على التنظيم على الرغم من امتلاكها طائرات ومعدات حديثة وأجهزة رصد تراقب الحدود ، ولديها قواعد عسكرية في المنطقة فضلا عن تحالفها مع بعض دول الجوار العربية محطاتها في معظم دول الجوار.
الحكومة العراقية بدورها أكدت تمسكها بالتحالف الدولي ، واعلنت ان تشكيل مركز تبادل المعلومات الاستخبارية واختيار بغداد مقراً دائما له لا يعني انتهاك السيادة الوطنية ، بل سيعزز الجهد الدولي لمساعدتها في حسم معركتها ضد الإرهاب ، وانها ترفض سياسية المحاور ، قرارها مستقل لا يخضع لإرادة إقليمية او دولية .
الخلاف السياسي بين الأطراف المشاركة في الحكومة الحالية بخصوص الاستعانة بالجانبين الروسي او الاميركي دخل الى مستوى تصنيف الدول الكبرى الى الانضمام لتحالفات شيعية او سنية ، تحت تأثير آخر" ربع عوازه" قبل التوجه لتناول الروس والكراعين!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

قناديل: (قطّة شرودنغر) وألاعيب الفنتازيا

باليت المدى: جوهرة بلفدير

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

 علي حسين قالوا في تسويغ الافراج عن بطل " سرقة القرن " نور زهير ، ان الرجل صحى ضميره وسيعيد الاموال التي سرقها في وضح النهار ، واخبرنا القاضي الذي اصدر قرارا بالافراج...
علي حسين

العراق بانتظار العدوان الإسرائيلي: الدروس والعبر

د. فالح الحمــراني إن قضية أمن البلاد ليست ذات أفق عسكري وحسب، وإنما لها مكون سياسي يقوم على تمتين الوحدة الوطنية والسير بالعملية السياسية على أسس صحيحة،يفتقدها العراق اليوم. وفي هذا السياق يضع تلويح...
د. فالح الحمراني

هل هي شبكات رسمية متشابكة أم منظمات خفية فوق الوطنية؟

محمد علي الحيدري يُشير مفهوم "الدولة العميقة" إلى شبكة من النخب السياسية، والعسكرية، والاقتصادية، والاستخباراتية التي تعمل خلف الكواليس لتوجيه السياسات العامة وصناعة القرار في الدولة، بغض النظر عن إرادة الحكومة المنتخبة ديمقراطيًا. ويُعتقد...
محمد علي الحيدري

الليبرالية والماركسية: بين الفكر والممارسة السياسية

أحمد حسن الليبرالية والماركسية تمثلان منظومتين فكريتين رئيستين شكلتا معالم الفكر السياسي المعاصر، وتُعدّان من الأيديولوجيات التي لا تقتصر على البعد الفلسفي فحسب، بل تنغمس أيضًا في الواقع السياسي، رغم أن العلاقة بينهما وبين...
أحمد حسن
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram