أكلة الباجة بروسها وكراعينها يفضل معظم العراقيين تناولها صباحا او في ساعة متأخرة من الليل، بعد قضاء سهرة تبادل الأنخاب بين مجموعة من الاصدقاء اعتادوا تحويل الجلسة الى طاولة مستديرة لبحث المستجدات السياسية والأمنية في المنطقة ، وبطلب آخر "ربع عوازه" يتحول الحديث الى خلاف يستند الى قناعات آيدولوجية ، غير خاضعة للتنازلات ، فلا احد يُبدي استعداداً للتنازل عن موقفه حرصاً على المصالح الوطنية طبقاً لوجهة نظره .
بالتزامن مع اعلان العراق تشكيل مركز تبادل معلومات استخبارية يكون مقره في بغداد بين سوريا وروسيا وإيران ، شهدت الساحة السياسية نوعاً من السجال عبـّر عن مواقف الأطراف المشاركة في الحكومة الحالية تجاه التحالف الرباعي الجديد ،وجود المستشارين الروس في التحالف فسّره بعضهم بأنه اصطفاف يحمل صبغة مذهبية يهدف لحماية نظام بشار الأسـد. اصحاب هذا الموقف لطالما تعاطوا مع القضايا الدولية والاقليمية بمنظار طائفي ، اشاروا الى انضمام موسكو الى المحور الشيعي في المنطقة ، على هذا المستوى من التفسير الساذج تتخذ المواقف لتعبر عن أزمة مستعصية يعانيها العقل السياسي حين ينظر الى دور "الروس والكراعين" في إعداد طبخة جديدة تستهدف تقسيم العراق ، بعد تناول "ربع عوازه" من المفرد المختوم!
الجيل السابق من النساء العراقيات كن يُطلقن مفردة " باجة " على الفتاة حاملة كل مواصفات الجمال ، ينصحن الابناء في اختيار زوجاتهم بالنظر بدقة الى "الرأس والكراعين" لذلك كانت الباجة معياراً للجمال ، لا يعبر عن انتقاص بشخصية المرأة بقدر طرح نصائح للباحث عن شريكة حياة لتحسين النسل. ربما استذكر المعترضون على التحالف الرباعي نصائح امهاتهم ، فطالبوا بتفعيل دور الولايات المتحدة في قيادة التحالف الدولي الذي يضم ستين دولة ، لدعم العراق في تحرير مدنه من سيطرة تنظيم داعش.
المرحبون بالتحالف الرباعي الجديد عبّروا عن ارتياحهم بتشكيله ، لأنه جاء لضرورات فرضتها الظروف الراهنة نتيجة تنامي نشاط داعش في المنطقة ، وعجز الولايات المتحدة عن القضاء على التنظيم على الرغم من امتلاكها طائرات ومعدات حديثة وأجهزة رصد تراقب الحدود ، ولديها قواعد عسكرية في المنطقة فضلا عن تحالفها مع بعض دول الجوار العربية محطاتها في معظم دول الجوار.
الحكومة العراقية بدورها أكدت تمسكها بالتحالف الدولي ، واعلنت ان تشكيل مركز تبادل المعلومات الاستخبارية واختيار بغداد مقراً دائما له لا يعني انتهاك السيادة الوطنية ، بل سيعزز الجهد الدولي لمساعدتها في حسم معركتها ضد الإرهاب ، وانها ترفض سياسية المحاور ، قرارها مستقل لا يخضع لإرادة إقليمية او دولية .
الخلاف السياسي بين الأطراف المشاركة في الحكومة الحالية بخصوص الاستعانة بالجانبين الروسي او الاميركي دخل الى مستوى تصنيف الدول الكبرى الى الانضمام لتحالفات شيعية او سنية ، تحت تأثير آخر" ربع عوازه" قبل التوجه لتناول الروس والكراعين!
روس وكراعين
[post-views]
نشر في: 2 أكتوبر, 2015: 09:01 م