TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > لا حاجة بنا لـ " ألاسبرين "

لا حاجة بنا لـ " ألاسبرين "

نشر في: 2 أكتوبر, 2015: 09:01 م

قبل مائة عام لم يتوقع "فيليكس هوفمان" الشاب النحيل أن صنعه لمادة حمضية لمعالجة آلام الروماتيزم التي يعاني منها والده، سيعني اكتشافه لأهم دواء في القرن العشرين، وأن طرحها في الأسواق، سيجعل منها أكثر الأدوية رواجاً لأكثر من مائة عام.
حبة واحدة ويختفي الألم الذي كان يسمى قبل هوفمان بـ " الشقيقة " ، فقد كانت الناس تعتقد ان الم الرأس سببه وجود شقيقة تسكن في رؤوسهم. وعندما تريد الخروج من ظلمة الرأس تسبب آلاما لا تطاق عجز العلم عن معرفة اسرارها .
بالامس انتهيت من قراءة كتاب ممتع بعنوان "الأسبرين .. قصة الدواء العجيب"، والاطلاع على هذا النوع من الكتب هواية لازمتني منذ المراهقة ، يوم حصلت على نسخة من كتاب الفيزياء المسلية، ولهذا فكرت أن أكتب لحضراتكم عن هذا الكتاب الطريف، لكن صداع "الشقيقة" حنان الفتلاوي رافقني ، وانا اقرأ بيانها " الفصيح " الذي توجه فيه اللوم والسخرية لحيدر العبادي لانه نسي او تناسى حسب بيانها "الشقيقي" الحديث عن الحشد الشعبي، ولأنها مصرة على ان تجعل منا مدمنين على حبوب الاسبرين، فقد اجتزأت فقرة من الخطاب يشكر فيها رئيس الوزراء التحالف الدولي، في محاولة لإظهار ان السيدة النائبة رافضة "بالثلاثة" لأي مساعدة تقدمها القوات الدولية، لماذا ياسيدتي لاتحترمين عقول الناس ووقتهم؟، لماذا لايصدر قانون يعاقب السياسي الذي يستخف بالمواطن؟، فمثل هذه الخطابات " البهلوانية " مخالفة شديدة للأخلاق والاصول ، وازدراء معلن لبسطاء الناس، الذين يعتقدون ان ساستهم يحترمون الحقيقة ويدافعون عنها، فيما معطم نوابنا يعتقدون ان السياسة هي عرض فقير في مقهى وليست مسؤولية وطنية.. حين يطلب سياسي في بداية عام 2014 "ايام مختار العصر" من اميركا ان تقدم مساعدتها للقوات الامنية، ثم نراه في نهاية عام 2015 يحذّر سكان البيت الأبيض من دسّ أنوفهم في الشأن العراقي، فان الكتابة عن حبة الاسبرين وحكايتها يصبح من علامات البطر.
دعونا مما نسمع، هل وصل اليكم خبر ترشيح الفراو ميركل لجائزة نوبل للسلام لانها كانت ارحم واكثر شفقة على مهجري سوريا والعراق ، الذين تخلصوا والحمد لله من عناء تناول حبوب "الاسبرين" بعد كل خطبة للجعفري او مطولة لبشار الاسد؟
عجيب أمركم بلاد توماس مان وبيتهوفن وماركس، و لاتنسوا هتلر، واحد يكتشف لنا قيمة رأس المال حين يوضع في المكان الصحيح ، وآخر يخترع لنا الأسبرين لعلاج خطب الساسة، وثالث فوهرر اعتقد ان "السلامة الوطنية" تعني الحكم بالموت على الملايين.. فيما نحن اخترعنا محمود الحسن قاهر كل انواع الاسبرين والبندول ومعهما شقيقهما العراقي الباراسيتول.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. د عادل على

    اسبيرين دواء للاوجاع عموما وخاصة المفاصل و وجع الراس النصفى-----الان يستفاد يستفاد من الاسبيرين كدواء مانع للسكته القلبيه عن طريق اضعاف عملية التخثر--------تخثر الدم فى الشرايين التاجيه التى تغدى القلب---لكن اسبيرين ليس له فعاليه كبيرة مثل المورفين ال

يحدث الآن

ثلاثة منتخبات تحجز مقاعدها مبكراً في ربع نهائي كأس العرب 2025

القضاء يحسم 853 طعناً على نتائج الانتخابات

الداخلية: العراق بنى منظومة متطورة لمكافحة المخدرات

التخطيط تتجه لتوسيع الرقابة النوعية لتشمل الصادرات والواردات عالية المخاطر

قبول 1832 طالباً في المنح المجانية لكليات المجموعة الطبية

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الغرابي ومجزرة جسر الزيتون

العمود الثامن: نصف قرن من التفوق

البَصْرة.. لو التَّظاهرُ للماء والنَّخيل!

العمود الثامن: نون النسوة تعانق الكتاب

كلاكيت: في مديح مهند حيال في مديح شارع حيفا

العمود الثامن: مطاردة "حرية التعبير"!!

 علي حسين أبحث في الأخبار ومجادلات الساسة عن موضوع لعدد اليوم ، وربما عن فكرة أقنع بها القارئ المحاصر بقطع الطرق والأرزاق، وبالعيش في مدن مثل حقول الألغام، شعارها التمييز، ومنهجها الإقصاء، ودليلها...
علي حسين

قناديل: حين استيقظ العراقي ولم يجد العالم

 لطفية الدليمي لعلّ بعض القرّاء مازالوا يذكرون أحد فصول كتاب اللغة الإنكليزية للصف السادس الإعدادي. تناول الفصل إيجازاً لقصّة كتبها (إج. جي. ويلز) في سبعينات القرن الماضي، عنوانها (النائم يستيقظ The Sleeper Awakes)....
لطفية الدليمي

قناطر: أنقذوا الثقافة من الأدعياء

طالب عبد العزيز منذ قرابة عقد من الزمن وأتحاد الادباء في البصرة يعاني من أزمة في اختيار مجلس إدارته، وهو بعلة لا يبدو التعافي منها قريباً، بسبب الاقتتال على المقاعد الخمسة الأولى التي تمثله....
طالب عبد العزيز

الانتخابات العراقية عام 2025: التحديات الداخلية في ظل ضغوط دولية متزايدة ..

كارول ماسالسكي ترجمة : عدوية الهلالي في يوم الثلاثاء، 11 تشرين الثاني 2025، أجرى العراق سادس انتخابات برلمانية ديمقراطية منذ سقوط صدام حسين عام 2003. وقد حققت القائمة الشيعية «ائتلاف الإعمار والتنمية»، بقيادة رئيس...
كارول ماسالسكي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram