بمناسبة صدور ديوانه الجديد (إذا دخلت بيتنا فستقبّل قدميك العتبة) احتفى اتحاد الأدباء والكتّاب العراقيين بالتعاون مع الجمعية العراقية لدعم الثقافة بتجربة الشاعر الاكاديمي المغترب هاتف الجنابي ضمن منهاجه الاربعاء الماضي في جلسة تناولت الحديث عن تجربته

بمناسبة صدور ديوانه الجديد (إذا دخلت بيتنا فستقبّل قدميك العتبة) احتفى اتحاد الأدباء والكتّاب العراقيين بالتعاون مع الجمعية العراقية لدعم الثقافة بتجربة الشاعر الاكاديمي المغترب هاتف الجنابي ضمن منهاجه الاربعاء الماضي في جلسة تناولت الحديث عن تجربته الثقافية ومنجزه الابداعي بمشاركة عدد من الادباء والنقاد. وبيّن مقدم الجلسة الناقد علي الفواز ان الشاعر الجنابي ولد بداية الخمسينات وتخرج من كلية الآداب جامعة بغداد عام 72 وحصل على الماجستير في الدراسات المسرحية من جامعة وارشو 79 ثم حصل على الدكتوراه من الجامعة ذاتها عام 83. كما حصل على العديد من الجوائز العالمية في مجال الشعر والدراسة، يعمل حالياً محاضراً في معهد الدراسات العربية الاسلامية في وارشو. ترجمت اعماله الى اغلب لغات العالم. ومن كتبه: المسرح العربي : اصوله وتاريخه ـ الشرق ـ اشعار محطمة ـ القارات الموحشة ـ ملائكة الرحمة ـ وغيرها.في حديثه ، اشار الجنابي الى ان جميع المراحل التي مرت بالبلاد كانت صاخبة جداً. وقال: نحن ابناء الصخب والعنف، ولكن في الوقت نفسه نحن ابناء الطيبة والشفافية، وهذه المفارقة هي التي دفعت الشعر الى الحواف التي وصلنا اليها. وأوضح: انا حبيس المغترَبين العراق وبلاد الغربة، ولا اعرف بماذا اعبر او اجيب عن الاغترابَين، واعتقد اننا جميعاً ، ومن دون ان نعترف علناً ، في النهاية كلنا مغتربون.
في ورقته ، اشار الناقد الاكاديمي علي حدّاد ان الجنابي اسم تداولته الاسماع كثيراً من خلال منجزه الثقافي والابداعي ما جعل له حضورا فاعلا دالا على وجوده في الساحة الثقافية العراقية. وقال: تبدو قصيدة الجنابي بسيطة للوهلة الأولى، لأنها صادقة مع نفسها تنتمي الى همها الداخلي اكثر من انتمائها الى ادعاءات خارج النص، فهي لا تكابر بما تريد ان تناله، وانما تنتمي بصدق الى صاحبها.
فيما بيّن الشاعر زعيم نصار ان الجنابي ،ولأكثر من مرة، يأتي الى البلاد ثم يعود الى المنفى من دون ان ينتبه أحد الى وجوده، وقد كانت التفاتة جيدة من قبل الجمعية العراقية لدعم الثقافة للاحتفاء به. مشيراً الى انه اخذ على عاتقه ومن خلال دار الروسم طبع ديوانه (إذا دخلت بيتنا فستقبّل قدميك العتبة) لتتضمن الجلسة حفل توقيع اضافة الى الاحتفاء بسيرته ومنجزه.
من جانبه ، قال الناقد بشير حاجم: الجنابي غادر البلاد منذ العام 76 وكنت وقتها بعمر ثماني سنوات، فلم اقرأ له الا بعد ان وعيت القراءة. مبيناً انه قرأ له في التسعينات، وقد عرفه من خلال قصائده قبل ان يلتقي به في احدى دورات مهرجان كلاويز عام 2003 في السليمانية. مشيراً الى وجود ميزة في شعره بسيطة لكنها عميقة، نابعة من مهنيته وحرفته وهي تدل على خبرته في صياغة الجملة الشعرية المنحوتة نحتاً من دون زوائد، كعبارة (إذا دخلت بيتنا فستقبّل قدميك العتبة).
واوضح الناقد فاضل ثامر ان الجنابي شاعر مناضل من اصل نجفي فرضت عليه ظروفه الاغتراب القسري بسبب النظام البعثي بعد انهيار الجبهة الوطنية مع عدد كبير من الادباء. مبيناً انه مر بمحطات مؤلمة في حياته ما بين الجزائر وأوروبا وبولونيا لكنها اتاحت له فرصة التعرف بالآخر. وقال: جرب الجنابي اشكالاً عديدة من الشعر من قصيدة العمود والتفعيلة ثم قصيدة النثر، وكنت متابعاً له من خلال اخباره، لكني لم ادرسه دراسة ناقد.