قال رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي وهو يقف وسط عشرات الآلاف من طلبة المدارس يرتدون زي المهاتما غاندي ويحاكون تفاصيل ملامحه: "بعد مرور اكثر من ستين عاما على رحيل ابو الامة لا تزال هالته السمحة تشكل أثرا وطنيا عظيما"
ليس هناك ما هو أعظم من رجال المحبة والتسامح في تاريخ الشعوب، الاحقاد والضغائن لها بداية، لكن نهاياتها مفتوحة دوما على الثأر والدم والفرقة، كان العراقيون يأملون ان يأخذهم التغيير الى رجال مثل مانديلا ولي كوان والبرازيلي لولا دي سيلفا؟ ساسة لا يلقون الخطب الحماسية، ولا يتحدثون بلغة التوازن والمصالحات "المعجونية" لكنهم يحبون وطنهم ويصرون على اعادة بناء بلدانهم من ركام الفقر والخراب، "لا يحْمِلُ الحِقْدَ مَنْ تَعْلُو بِهِ الرُّتَبُ" قالها عنترة بن شداد ، وبعد الف واربعمائة عام يقولها هندي صغير الحجم: "الحقد يولد الخراب، وإني أوثر الموت، على سماع كلمة كره واحدة تجاه اي هندي"
فسّر العديد من ساستنا "الافاضل" حصولهم على المناصب على انه حق في تهميش الاخرين واقصائهم، فيما قال مانديلا لسجانيه: "عندما اخرج من هذا المكان سأمد يدي لكم لنبني معا مستقبلاً جديداً لهذه البلاد"
من منكم شاهد قبل يومين حوارا تلفزيونيا اجري مع لواء متقاعد في الجيش اسمه غازي عزيزة؟ في سيرته نقرأ انه عمل مديرا للعمليات المشتركة منذ عام 2003 وحتى عام 2006.. معظم ما ورد في حواره قد تداوله الناس منذ سنوات، لكنني توقفت عند مشهد واحد سأنقله لكم حرفيا دون تدخل مني.
يقول اللواء عزيزة: كانت هناك محاولات لاعادة بعض الضباط من الذين لم يرتكبوا جرائم وسجلهم المهني مشهود له، ذهبت بنفسي – الكلام للسيد عزيزة – اطلب من العديد من هؤلاء الضباط العودة، البعض رفض وآخرون وافقوا، وكان من بينهم ضابط كفوء في مجال عمله العسكري ، بعد فترة من الزمن اتصل بي وزير الامن الوطني انذاك " عبد الكريم العنزي " ، ليسألني عن اسم الضابط ، فقلت له احمد عبد الرزاق سعدون.. قال لي: اريد اسمه الرباعي، اتصلت بالضابط فقال اسم والد جده عبد الله اخبرت الوزير بالامر فقال لي لقبه.. قلت انه ضابط مهني ، جاء الجواب حاسما، اريد ان اعرف من اي عشيرة، وحين اتصلت بالضابط واخبرني بعشيرته، قال لي الوزير الم اقل لك لاينفعنا.
لن اضع علامة تعجب او استفهام على ما سمعته، لكن بهذا الشكل اراد البعض ان تتوالد وتتكاثر الأحقاد والضغائن. ارجوا ان تراجعوا حكاية المهاتما غاندي، فستجدون كيف تبنى الامم حين يهجر الساسة خطب الكراهية والطائفية.
قال غازي عزيزة
[post-views]
نشر في: 3 أكتوبر, 2015: 09:01 م
جميع التعليقات 6
د عادل على
التفاخر بالاجداد والعشائر والانساب ظاهرة جاهليه جاءت الى العراق مع الفتح الاسلامى-----لا اوروبا ولا الامريكيتان ولا اسياولا افريقيا غير العربيه تعرف هده الظاهرة--------الاسلام منعها ولكن احفاد سفيان مارسوها------- صدام صنع لنفسه شجرة انساب تصل الى مولى ا
ام رشا
أستاذ علي المحترم انا لازلت مصرة على ان التربية المنزلية والمدرسية لها الأثر الكبير في تنشئة الأجيال لخلق مجتمع متعافي وذلك باستعمال طرق جديدة بمبادئ أخلاقية تتضمن احترام الآخرين والثقة بالنفس والتعبير عن الرأي بصدق وتعلم ثقافة الاعتذار عند الخطء لخلق شخص
ابو سجاد
بالحقد والكراهية تدوم النعم هذا هو شعار من يحكمنا اليوم وبهذا الشعار استمر بقائهم ولولاه اصبحوا من الماضي ولم نعد نرى تلك الوجوه الصفراء التي سرقة المال وباعت الارض وانتهكت العرض ودمرت مستقبل اجيال
د عادل على
التفاخر بالاجداد والعشائر والانساب ظاهرة جاهليه جاءت الى العراق مع الفتح الاسلامى-----لا اوروبا ولا الامريكيتان ولا اسياولا افريقيا غير العربيه تعرف هده الظاهرة--------الاسلام منعها ولكن احفاد سفيان مارسوها------- صدام صنع لنفسه شجرة انساب تصل الى مولى ا
ام رشا
أستاذ علي المحترم انا لازلت مصرة على ان التربية المنزلية والمدرسية لها الأثر الكبير في تنشئة الأجيال لخلق مجتمع متعافي وذلك باستعمال طرق جديدة بمبادئ أخلاقية تتضمن احترام الآخرين والثقة بالنفس والتعبير عن الرأي بصدق وتعلم ثقافة الاعتذار عند الخطء لخلق شخص
ابو سجاد
بالحقد والكراهية تدوم النعم هذا هو شعار من يحكمنا اليوم وبهذا الشعار استمر بقائهم ولولاه اصبحوا من الماضي ولم نعد نرى تلك الوجوه الصفراء التي سرقة المال وباعت الارض وانتهكت العرض ودمرت مستقبل اجيال