المعلومات حول آخر الاستعدادات لخوض معركة تحرير مدن الانبار من سيطرة تنظيم داعش ، يكتنفها الغموض ، التصريحات الصادرة عن مسؤولين محليين حول الدور الاميركي اقتصرت على رفع مستوى التنسيق الامني بين المستشارين الاميركيين في قاعدة التقدم بالحبانية وعين الاسد في ناحية البغدادي مع الجيش العراقي بانشاء مراكز تنسيق تمهيدا لتنفيذ عملية عسكرية واسعة تبدأ باقتحام الرمادي ثم بقية المدن الاخرى، فيما صدرت مواقف من اطراف مشاركة في الحكومة الحالية لديها فصائل منضوية ضمن الحشد الشعبي ترفض الدور الاميركي وتواجد قواته على الارض ، حتى اصبحت القضية لغزا عراقيا جديدا يضاف الى ألغاز اخرى تتطلب التوافق السياسي ثم على بركة الله ، تتضافر الجهود وتتوحد السواعد لتحقيق النصر بطرد فلول داعش من الاراضي العراقية .
المعترضون على تدخل الجانب الاميركي سواء بتقديم الاستشارة او توجيه ضربات جوية لتجمعات الارهابيين في المحافظة وقطع طرق امداده من الاراضي السورية ، ابدوا قلقهم من عودة قوات الاحتلال تمهيدا لتنفيذ مخطط تقسيم العراق ، باقامة اقليم سني ، يكون حاجزا فاصلا بين ايران وسوريا ، اصحاب هذا الرأي ينظرون الى الولايات المتحدة بوصفها الشيطان الاكبر ، تسعى للسيطرة على المنطقة لضمان مصالحها.
على خلفية توقيع ايران الاتفاق النووي مع الدول الست رفعت من شوارع وساحات طهران شعارات تحمل عبارات التنديد بالشيطان الاكبر الاميركي ، والولايات المتحدة قامت من جانبها بإيقاف اذاعاتها الموجهة الى ايران ، خطوة واشنطن وطهران اعطت دليلا واضحا على مدى استعداد البلدين لإبداء مرونة اكثر لتحقيق مصالح البلدين ، المرونة لم تصل بعد الى اهدافها نحو تسوية جميع القضايا الخلافية الممتدة الى عشرات السنين ، تحتاج الى سقف زمني طويل لتجاوزها ،من المستبعد في الوقت الحاضر التوصل الى اتفاق موحد لتسوية الخلاف المتعلق بقضايا اقليمية ، ولاسيما ان تصريحات المسؤولين من كلا البلدين، يكتنفها في بعض الاحيان التلويح بالعودة الى نقطة الصفر ، لكن في كل الاحوال تبقى التصريحات مجرد تنفيس في صراع الدولي .
مدير شرطة الانبار اللواء هادي رزيج اعلن في مؤتمر صحفي نجاح تجربة إطلاق صاروخ محلي الصنع سيدمر العدو ، يمهد لتحرير مدن المحافظة من سيطرة تنظيم داعش ، وبفضل الصاروخ ستحقق الشرطة المحلية النصر المؤزر على الدواعش ، اعلان اللواء رزيج جاء بعد انباء تفيد بان القوات الاميركية زودت افواج العشائر بأسلحة ومعدات حديثة ليشاركوا مع قوات الجيش في تنفيذ العملية العسكرية، احد قادة افواج العشائر قلل من اهمية"صاروخ رزيج " مطالبا المستشارين الاميركيين في الحبانية والبغدادي بوقفة جادة لمساعدة الانبار للتخلص من العناصر الارهابية .
معركة تحرير الانبار خضعت للسجال السياسي في ضوء تضارب المعلومات حول الاستعداد لخوض المعركة المرتقبة ، القوات الامنية تواصل اصدار البيانات لتؤكد يوميا مقتل عشرات الدواعش بينهم قياديون من التنظيم ، فهل تستطيع صواريخ الانبار حسم المعركة ؟؟ الجواب مؤجل حتى إشعار آخر .
صواريخ الأنبار
[post-views]
نشر في: 4 أكتوبر, 2015: 09:01 م