TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > مو بس هوّه فرّار!

مو بس هوّه فرّار!

نشر في: 4 أكتوبر, 2015: 09:01 م

قامت الدنيا اول من أمس وكادت ان لا تقعد عند بعض النواب بسبب نجاة وزير الدفاع من محاولة سحب الثقة عنه. لست بصدد الدفاع عنه لأنه كأي مسؤول له من الحبايب والأصحاب ما يحميه. مثله مثل كل مسؤول او نائب عراقي. والعنده حبايب، كما تعلمون، يشبع راحة وأمان.
كان أبي رحمه الله عندما يسمع أحدا يدعو الله على أحد ويقول له "سلمتك بيد الله" ويظل يدردم، يرد عليه: ما دمت سلمت امره لربك فاسكت لا تدردم، اما انت او الله. ولا أخواتنا وإخواننا بالبرلمان الذين سعوا لاستجواب الوزير. يعني انهم سلموا الأمر بالنهاية للنواب بعد ان قدموا ادلتهم. صوّت البرلمان. نجا الوزير. الديمقراطية تعني ان السياسي غصبا عن انفه يمتثل الى ما تجمع عليه أكثرية الأصوات. نقطة راس السطر.
هل أعنى بالمطلق ان الأكثرية كانت على حق والأقلية كانت باطلة بعد فرز الأصوات؟ قطعا لا. وهل اعني ان الذين فشلوا في سحب الثقة عن الوزير يجب ان يرموا اوراقهم؟ طبعا لا؟ لهم الحق ان يراجعوا اوراقهم فلربما فيها من الخلل وعدم الدقة والصدق مما افشلهم في كسب اصوات الآخرين لجانبهم. من حقهم ان يعيدوا الكرّة كما يقال: لعبة الديمقراطية.
الطامة ان أصحاب فكرة الاستجواب كفّروا الدنيا وما فيها حتى ان أحدهم صاح "على الشعب العراقي السلام". ليش؟ لانهم سقطوا بالامتحان: لو العب لو اخرب الملعب.
الديمقراطية ليست كما الفاشية لأنها لا تتخذ من السلاح او السوط او حتى الزعيق سبيلا لفرض نفسها. انها تعتمد التصويت السلمي. ورفع اليد بالموافقة او الرفض لا يرقى الى مستوى الرصاصة ابدا. من فوجئ بنجاة وزير الدفاع ليراجع عقله وضميره أيضا قبل أوراقه.
أتذكرون قصة ذلك الذي مسكه الانضباط في احدى المناسبات لأنه فرّار، فصاح "تره مو بس آني فرار"، وصار يعدد أسماء اقرانه الهاربين من الجيش؟ طبعا ما كان امام الانضباط غير خيارين: اما ان يتركه لأنه ترك غيره او يكرفهم جميعا. يقول مؤلف الحكاية انه كرفهم شلع.
انا لم ار وقائع الاستجواب لأنه سري. لكني كنت على ثقة من ان الوزير المستجوب سيشير الى كل الفرارية الذين سبقوه. وهل هناك من يستطع تكذيبه؟ وهنا الذي كان يجب ان يحدث: سحب الثقة عن الفرارية شلع!
المصيبة هي ان تهمة الاستجواب الأساسية كانت الفساد وكأن الرجل وحده كان فاسدا. يا عمّ ان المفسدين على قفا من يشيل؟ بربكم بس هو فاسد؟ لا والعباس ان اغلبكم ان لم اقل كلكم فاسدون. يمعودين اقل عقل فينا يعرف كيف كنتم وكيف اصبحتم بفضل الفساد وحمده. تذكروا ان الفاسد الأعور بين الفاسدين العميان بصير.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

السيد محمد رضا السيستاني؛ الأكبر حظاً بزعامة مرجعية النجف

العمود الثامن: موجات الجزائري المرتدة

 علي حسين اعترف بأنني كنت مترداً بتقديم الكاتب والروائي زهير الجزائري في الندوة التي خصصها له معرض العراق الدولي للكتاب ، وجدت صعوبة في تقديم كاتب تشعبت اهتماماته وهمومه ، تَّنقل من الصحافة...
علي حسين

قناديل: في انتظار كلمة أو إثنتيّن.. لا أكثر

 لطفية الدليمي ليلة الجمعة وليلة السبت على الأحد من الأسبوع الماضي عانيتُ واحدة من أسوأ ليالي حياتي. عانيت من سعالٍ جافٍ يأبى ان يتوقف لاصابتي بفايروس متحور . كنتُ مكتئبة وأشعرُ أنّ روحي...
لطفية الدليمي

قناطر: بعين العقل لا بأصبع الزناد

طالب عبد العزيز منذ عقدين ونصف والعراق لا يمتلك مقومات الدولة بمعناها الحقيقي، هو رموز دينية؛ بعضها مسلح، وتشكيلات حزبية بلا ايدولوجيات، ومقاولات سياسية، وحُزم قبلية، وجماعات عسكرية تنتصر للظالم، وشركات استحواذ تتسلط ......
طالب عبد العزيز

سوريا المتعددة: تجارب الأقليات من روج آفا إلى الجولاني

سعد سلوم في المقال السابق، رسمت صورة «مثلث المشرق» مسلطا الضوء على هشاشة الدولة السورية وضرورة إدارة التنوع، ويبدو أن ملف الأقليات في سوريا يظل الأكثر حساسية وتعقيدا. فبينما يمثل لبنان نموذجا مؤسسيا للطائفية...
سعد سلّوم
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram