لا يزال وضع الفتاة العراقية في مجتمنا وضعا شائكا , رُغم دعاة الحرية والمُساواة ، إلا إن حرية المرأة جاءت مصحوبةً بغصّة , هذا ما جسده المخرج باسم الطيب من خلال مسرحية "بنات بغداد ، خلونة نلعب " والتي إضافة الى ما تحملهُ من حبكة مسرحية تُلامس المُشاهد

لا يزال وضع الفتاة العراقية في مجتمنا وضعا شائكا , رُغم دعاة الحرية والمُساواة ، إلا إن حرية المرأة جاءت مصحوبةً بغصّة , هذا ما جسده المخرج باسم الطيب من خلال مسرحية "بنات بغداد ، خلونة نلعب " والتي إضافة الى ما تحملهُ من حبكة مسرحية تُلامس المُشاهد وواقع المرأة في المجتمع , قدم الطيب من خلالها جيلاً نسويّاً واعداً مُتمثلاً بمجموعة من الفتيات الصغيرات في السن واللاتي اعتبرن بطلات المسرحية , علاوةً على ذلك عُدت المسرحية طريقة للعلاج الدرامي المسرحي والذي استخدمهُ الطيب لتوظيف مواهب الفتيات و إمكانياتهن بشكل مؤثر ومُفيد للمجتمع , وعُرضت المسرحية مساء الاحد الماضي على قاعة مُنتدى المسرح بحضور حشد من الفنانين العراقيين أمثال "آلاء حسين , سعد محسن , فارس طعمة التميمي , ذو الفقار خضر " , إضافة الى حشد كبير من المشاهدين والمثقفين .
وقال مخرج العمل باسم الطيب "جاءت فكرة العمل بوجود تسع فتيات , يُمارسن ألعابا شعبية ترتبط بالذاكرة العراقية , حيث تتعقد هذه الألعاب لإنتاج مشاكل إجتماعية مثل زواج القاصرات , التحرش الجنسي , ومشاكل اجتماعية أُخرى ترتبط أيضاً بالواقع الاجتماعي والسياسي العراقي , حيث تقوم الفتيات بالانتقال من لعبة الى أُخرى محاولات البدء بإنسيابية جديدة لحين أن تصادفهن مشكلة تضطرهن الانتقال الى لعبة أُخرى ."
وأضاف الطيب قائلاً "خلال كل انتقال سيتم استعراض مشكلة اجتماعية او حدث معين تتم مُناقشته بشكل ساخر. "
وبيّن الطيب " تم اختيار مجموعة من الفتيات الموهوبات , تتراوح اعمارهن بين 13 و 14 عاماً , وذلك بعد إجراء اختبارات لعدد كبير من الفتيات ليقع الاختيار على تسع فتيات يقُمن بتجسيد هذا الادوار ."
وأشار الطيب قائلاً : لقد قُسم العمل الى عدة مراحل "العاب , تنمية بشرية , كتابة النص " , حيث لا يُمكن أن نتناسى مشاركة الفتيات في كتابة نص العمل ووضع بعض الاقتراحات الخاصة بالعمل .
وأكد الطيب "هنالك رسالة أحاول إيصالها من خلال العمل والذي يُعتبر بحد ذاته انتصاراً للمرأة , التي تتعرض للكثير من أعمال العنف والإقصاء , فكان العمل صرخة ضد العنف والتحرش وزواج القاصرات ."
بدورها ، قالت إحدى بطلات العمل نبأ قيس " سبق لنا وان اشتركنا بأعمال شعر او مهرجانات وقُمنا بتقديم بعض الفعاليات الفردية , إلا ان تجربة المسرح كانت الاولى من نوعها بعد زيارة باسم الطيب للدار حيث كان كل الظن إن باسم شخص مُتعاطف سيقوم برسم بسمة مؤقتة و يرحل بعدها ."واضافت قيس قائلة "قام باسم بزيارات مستمرة وتدريبات جدية , ومُكثفة استطاع من خلالها جذب الفتيات والتعامل معهن بعد معرفة شخصية كل فتاة وبعد تدريب مستمر حرص الطيب على أن يترك لنا حرية المشاركة في العمل حيث تركت كُل منا بصمتها في المشاركة بكتابة النص وتقديم بعض المُقترحات , وكان أسلوب الطيب في التعامل معنا السبب الاساسي في إنجاح هذه التجربة حيث استطاع من خلالها اكتشاف مقدرة كل منا ."من جانبها . قالت الفنانة آلاء حسين " كانت الفتيات أكثر من رائعات , حيث لم يبد إنهن يقدمن هذا العرض لأول مرة , وهنالك جهد كبير مبذول بقيادة باسم الطيب , وهذا ما يُمثل عمل ورشة احترافية بالنسبة لفنانات بهذا العمر يقدمن مسرحية بهذا الوعي والاحترا ف , اضافة الى عنصر مهم اخر هو الفكرة الانسانية التي قدمها أُناس هم بحاجة الى الانسانية إلا انهم بهذا العمل منحونا انسانية حقيقية."
كما ذكر الفنان فارس طعمة التميمي " ان الفنانات يُنبئن عن وجود جيل كبير واعد من الفنانات العراقيات , واللاتي أثرن دهشة الجميع , كما لا يُمكن التغاضي عن الجهود التي بذلها باسم الطيب في كيفية العمل على إخراج هذه المواهب الكبيرة. "
وقد تضمن العمل الذي انتجتهُ (مؤسسة رؤيا للثقافة المعاصرة في العراق) بالتعاون مع دار الزهور و منتدى المسرح , تقديم مركز خطوة للعلاج بالدراما المسرحية , وشارك في العمل المُلحن زيدون حسين والمُغنية هزار لأداء أُغنية (بنات بغداد) والتي كتبها باسم الطيب أيضاً , وتصدرت بطولة العمل كل من " سهى قيس , حنين حسين , نور فاضل , ورود طالب , نبأ قيس , سمر عبد الله , رقية محمد , عبلة عبد الله , زهراء عماد " .