عرضت احدى القنوات التلفزيونية الفضائية مقاطع من الحفل الذي قدمته الفرقة الغنائية العراقية (طيور دجلة) والمؤلفة من عدد كبير من النسوة العراقيات المغتربات في السويد وبقيادة الفنان الموسيقي العراقي (علاء مجيد) والذي تيمز بقدرته على جمع اولئك العراقيات النبيلات ليكوّن منهن .. فرقة كورال عراقية تقدم لجمهورها عدداً من الاغنيات العراقية الأصيلة وبتوزيع موسيقي مبتكر. صحيح ان الاذاعة والتلفزيون العراقي سبق وان شكل مثل هذه الفرقة وقدمت تلك الفرقة اغاني مماثلة وكان للموسيقي الفلسطيني (روحي الحماش) دور فاعل في ذلك التشكيل والذي اختفى للاسف هذه الايام وكان بالامكان تطوير عمله وتوسيعه لولا الظروف القاسية والقاهرة التي يمر بها البلد منذ الثمانينات من القرن الماضي والى هذا اليوم.
ولكن ما تتميز به (فرقة طيور دجلة) هي أن عضواتها من الهاويات ولسن من المحترفات كما ان تشكيلها تم في بلاد الغرب وليس في العراق اضافة الى قدرة مؤسس الفرقة في ادارة مثل هذا الكورال المتميز انما هو انجاز فني كبير لم يكن سهلاً تحقيقه . والفرقة النسوية تلك ليست إلا سفيرة فنية ليس الى السويد وحسب بل الى العالم الغربي كله. ونتمنى بكل جوارحنا ان تتطور اعمال الفرقة وان تنظم الى عوضيتها مجموعة من الفنانين العراقيين المغتربين ايضاً.
واذا كانت (فرقة طيور دجلة) وفرقة المطربة الكبيرة (فريدة محمد علي) قد حققنا انجازات رائعة في مجال الاغنية العراقية في البلاد الاجنبية فان هناك انجازات فنية اخرى حققها فنانون عراقيون في بلاد الغربة وخصوصاً في مجال الفن المسرحي واولهم المخرج (جواد الأسدي) الذي درس الفن المسرحي في بلغاريا ولم يرجع الى وطنه بعد انهاء تحصيله الفني لأسباب سياسية بل لجأ الى سوريا وعمل مع منظمة التحرير الفلسطينية بادئ الأمر وحقق مع الفرقة المسرحية العائدة للمنظمة نجاحات باهرة بمشاركاتها في المهرجانات العربية وعمل بعدها مع طلبة المعهد العالي للفن المسرحي بدمشق واضاف معهم نجاحات أخرى وجذب العديد من المسرحيين العرب حيث عملوا معه سواء من اللبنانيين ام من ابناء الخليج الى ان استقر في بيروت وأسس مسرحه الخاص باسم (مسرح بابل) ليقدم فيه عروضاً فنية مختلفة. وكانت مسرحية (الخادمات) لجان جينيه من اعماله التي قدمها مع ممثلات من جنسيات مختلفة وكذلك مسرحيته (حمام بغدادي) ومسرحية (نساء في الحرب) والتي اخرجها مع ممثلات عراقيات بارزات اثناء احدى زيارته القليلة الى بلده. وقبل ذلك قدم مع ممثلين من الاردن مسرحيته المثيرة (المدرعة ماكبث) في احد مهرجانات بغداد المسرحية.
وفي مجال الفن المسرحي ايضاً نتذكر الراحل (عوني كرومي) الذي هاجر الى المانيا البلد الذي تعلم فيه المسرح البريختي وعمل مع فرقة الرور المسرحية بقيادة الايطالي /الالماني روبرتو جولي) واستفاد من خلال تلك الفرقة الالمانية عدداً من العروض المسرحية ومنها (تفاحة القلب) من تأليف (فلاح شاكر) واخراج (رياض شهيد) وتمثيل (سامي عبد الحميد) و(آلاء حسين) وسينوغرافا (جبار جودي) وتركت صدى جيداً لدى الجمهور الالماني . وترك (عوني) اثراً طيباً لدى طلبة المسرح بجامعة اليرموك الاردنية بعد ان غاردها الى المانيا وقدم مع (خليل شوقي) و(منذر حلمي) المسرحية الراقية (الابيض والاسود) او (الطويل والقصير) وكان قد خطط بعد ذلك لمشروع مسرحي كبير سماه (طريق الحرير) وكان يحلم بتحقيقه قبل ان يوافيه الأجل الغدار. ولابد اخيراً من الاشارة الى تلك الورشة المسرحية التي ادارها لمجموعة من المسرحيين الهواة من ابناء الخليج العربي وكان من نتائجها تقديم عرض مسرحي بعنوان (على الرصيف) لكاتبة بحرانية ومازال الذين شاركوا في تلك الورشة التي اقامتها المنظمة العربية للتربية والثقافة والفنون التابعة للجامعة العربية يتذكرون بعرفان الجهد الذي بذله عوني كرومي ولحظاته الابداعية.
فرقة (طيور دجلة).. انجاز فني رائع
[post-views]
نشر في: 5 أكتوبر, 2015: 09:01 م
انضم الى المحادثة
يحدث الآن
الأكثر قراءة
الرأي
مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض
د. فالح الحمــراني يتمحور فكر الكسندر دوغين الفيلسوف السوفيتي/ الروسي وعالم سياسي وعالم اجتماع والشخصية الاجتماعية، حول إنشاء قوة أوراسية عظمى من خلال اتحاد روسيا والجمهوريات السوفيتية السابقة في اتحاد أوراسي جديد ليكون محط جذب لدائرة واسعة من...
جميع التعليقات 2
د.مؤيد العابد
نتمنى من الاستاذ الكبير والفنان الرائد الرائع سامي عبد الحميد ان يدوّن هذه المواضيع بكتاب ويطلق عليه اسم ذكريات مسرحية ويضيف له ذكريات الزمن المسرحي الجميل مع المبدعين الكبار زملائه مع المحبة
د.مؤيد العابد
نتمنى من الاستاذ الكبير والفنان الرائد الرائع سامي عبد الحميد ان يدوّن هذه المواضيع بكتاب ويطلق عليه اسم ذكريات مسرحية ويضيف له ذكريات الزمن المسرحي الجميل مع المبدعين الكبار زملائه مع المحبة