ساعات قليلة ويعاودنا القلق امام شاشات التلفاز ترقباً لجولة هانوي الفاصلة في رحلة الأسود المونديالية – الآسيوية التي استطاع فيها المدير الفني للمنتخب يحيى علوان إقناعنا بصواب اسلوبه الذي انتهجه منذ تسنمه المهمة لكنه لم يستطع طمأنتنا بخواتيم المباريات إلا ونحن نشهق الأنفاس بصعوبة مع ضربات القلوب المتسارعة خوفاً على مصير المنتخب!
فاذا كانت الرحلة الحذرة انطلقت من طهران ومرّت ببانكوك وتقف اليوم في هانوي قد أرهقتنا فكرياً بحثاً عن استقرار في التشكيل وتوازن في الاندفاع واستحواذ بلا أخطاء ساذجة وتبديلات موفقة أمام منتخبات لم تكن تحلم بالمشاركة في الدور الثاني من التصفيات ، فماذا نتوقع أن يكون حالنا بمواجهة كبار القارة في الدور الحاسم؟ هذا ما يعنينا اليوم ونحن نطالب علوان بالرد الواقعي لأنه المسؤول عن بناء المنتخب ولا يجوز ترك أية ثغرة فيه بذريعة ضمان العبور بالنقطة والهدف!
صحيح أن التباري مع منتخبات جنوب شرق آسيا لم يعد تمريناً هزلياً للاعبي غرب آسيا كالسابق، وأن هناك تطوراً فائقاً في أسلوب مباغتتها للحصول على نقطة أضعف الإيمان ، لكن الصحيح أيضاً أن لاعبينا يهوّنون هكذا مباريات غير متكافئة في قرارات أنفسهم ويعيشون "غيبوبة لا إرادية" تبقى ملازمة لهم قبل أن يستفيقوا بعرض مفاجىء من المنافس إذا لم نقل بهدف صادم يصعب استرداد وضعيتهم الفنية بعده!
"ثوار فيتنام" لن يهدأ لهم بالٌ إلا بالثأر لدموع جماهيرهم بعدما أعادهم السفاح يونس محمود خائبين الى الديار وأخرجهم من البطولة في دورها ربع النهائي بالرغم من تضييفهم لها، هذا جزء من ثقافة رد الاعتبار التي يراهن عليها مدربهم الياباني توشيا ميورا وصحافتهم المحلية التي وضعت صورة كبيرة ليونس محمود لحظة ارتقائه لتسجيل الهدف الأول برأسه بالدقيقة الثانية وطالبت لاعبي منتخبها بتكبيله والحـد من خطورته!
من حقهم الحذر، فـ"سكين" خبرة السفاح لا ترحم، وفي الوقت نفسه أثبت العقم الهجومي لمنتخبنا أنه سيعاني لفترة طويلة عند غياب يونس، ولم يزل علوان غير موفق باسلوبه الهجومي في ظل ضعف الأدوات المساندة التي لا ينفع معها التجريب في المرحلة المصيرية.
لا بديل اليوم للأسود غير أن يضربوا بقوة في الجولة الثالثة من التصفيات وبعدد وافر من الأهداف بعدما عاد الوئام وتصالح الجميع من أجل العراق ، ولن نقبل ثانية اهتزاز سمعة كرتنا، ففرصة التعويض ليست مستحيلة، وهناك أكثر من لاعب مطالب بمحاسبة نفسه قبل أن تكون عودته للمنتخب ضرباً من المستحيل!
لا إطمئنان مع علوان
[post-views]
نشر في: 7 أكتوبر, 2015: 06:01 م