TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > ما سنفعله بعد إزالة المنطقة الخضراء

ما سنفعله بعد إزالة المنطقة الخضراء

نشر في: 7 أكتوبر, 2015: 09:01 م

كان يفترض، وفقا لبيان رئاسة الجمهورية، ان تنطلق المصالحة الوطنية من مكتب رئيس الجمهورية ، لكن على بعد مئات الامتار من مقر الرئيس، كان مكتب رئيس الوزراء يعلن بصريح العبارة ان المصالحة الوطنية هي من اختصاص السيد حيدر العبادي حصراً ، وكنت مثلكم قد سمعت وشاهدت وقرأت ان السيد سليم الجبوري سيقدم مشروعا متكاملا للمصالحة واخبرتنا "المستشارة" وحدة الجميلي ان المصالحة يجب ان لاتخرج الا من غرفة رئيس مجلس النواب وحصراً مرة أخرى .
لكن الاميركان يخبروننا ان المكان هذه المرة لن يكون المنطقة الخضراء، ولا قصر السلام ولا قبة البرلمان، هذه المرة تنزانيا هي الحل. هل هذا مشهد كوميدي؟ ربما البعض من ساستنا يريد ان ينافس برامج "التوك شو" فقرر ان أن يجعل من السياسة برنامجا ساخرا.
إذا كان هناك من يشك في أن تنجح النسخة العراقية الكوميدية، فقد كنت بين المشككين ايضا، لكنني ما ان قرأت توضيح مكتب رئيس الوزراء حول المقصود بعبارة "القائد الضرورة" حتى ايقنت اننا نسير بخطى ثابتة لترسيخ مفهموم "هزليات الساسية" .
السياسي العراقي لايقبل المزاح، والا فان كل حديث عن نهب المال العام و القتل على الهوية وارقام المهجرين يعرض الأمن الوطني والسلامة العامة للخطر، ويعيق ساسة البلاد والدولة عن اتمام أعمالهم "العظيمة"
لاحِظ جنابك الكريم أن من بين ابرز اخبارنا افتتاح شارع واحد في المنطقة الخضراء، يا سادة "شارع في الخضراء هذا اقصى ما تتمناه الحكومة، واقصى ما نفرح به هذا الشعب الذي لايزال يحتل المراتب الاولى في البؤس والخوف والتشرد ، واضيف لها رقم جديد حملته لنا هذه المرة صحيفة وول ستريت جورنال التي اكدت ان هذه البلاد اسوأ مكان في العالم يمكن للمرء ان يلقى حتفه فيه من حيث العناية الطبية وتوفر الامن والامان.
كل يوم احلم ، بمصالحة وطنية على طريقة نيلسون مانديلا ، لا على طريقة عامر الخزاعي، طريقة الرجل الذي خرج من السجن، ليطرد من حوله الضغينة والبغضاء والثأر واقصاء الآخر .
ياسادة نحن في حاجة الى سياسيين شجعان يصنعون المصالحات الحقيقية، هنا في بغداد حصرا، نحن في حاجة الى شجعان يفتحون اذرعهم للصفح، لسنا في حاجة الى افتتاح شارع مظلم في المنطقة الخضراء، نحن في حاجة الى ان نفعل ما فعله الالمان بعد اسقاط جدار برلين، حين حولوا بغضاء الماضي الى مجرد ذكريات مضت.. في مذكراته يكتب موحد المانيا هلمت كول: "أعيدوا قراءة التاريخ بهدوء، القضية الكبرى ليست ما فعله الجدار بنا، المسألة الاهم ما سنفعله بعد ازالة الجدار".

 

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 10

  1. د عادل على

    اعجز الناس لصنع المصالحه الوطنيه هم السياسيون-لان المصالحه لا تصنع فى القمه بل فى القاعدة وهدا يعنى ابناء الشعب العاديين--------هناك حاجه ماسه ان يبحث علماء الاجتماع عن اسباب العداء المدهبى وكيفيه علاجه--1--السنه العرب كانوا محتكرى السلطات الثلاثه 2-

  2. أبو أثير

    لا يتوقع من من السياسيين والمتنفذين السلطويين المتحركين على المشهد السياسي من أن يخلعوا عنهم وعن أفكارهم المريضة ونفسياتهم الحاقدة في السير على دروب السلام والمصالحة ... وأي مصالحة تكون وهم من رأسهم العفن وحتى أقدامهم النتنة مملؤئين حقدا ولؤما وكراهية للش

  3. ام رشا

    أستاذ علي من يصفح عن من ..!الشعب العراقي متصالح مع بعضه لا يحتاج إلى مصالحة واما سياسيو الفتنة والفشل واللذين دمروا الحرث والنسل وافلسوا البلاد والعباد فلسنا بحاجة إلى عبقريتهم المسمومة من اجل المصالحة لانهم لا يمثلوننا ابدا ولا يرتجى خيرا بوجودهم..ولا يخ

  4. د عادل على

    المصالحه بين المثقفين اسهل بكثير من المصالحه بين اناس غير مثقفين------الصلح بين فئتين متناحرتين بسبب الدين او المدهب صعب كثيرا-----ايرلندا التى هى دوله اوروبيه مازال الاضطراب الدينى بين البروتستانت والكاثوليك موجودا ولو بكمية قليلة---مسالة الشيعه والسنه

  5. ابن بيجي

    كلامك واقعي استاذ والله وضعت يدك على الجرح ولكن هل من شجاع كي يحقق المصالحة انا اقول ان الشعب بمضاهراته سيدفع الجميع للصلح شائوا ام ابو -- وغدا لناضره قريب -

  6. د عادل على

    اعجز الناس لصنع المصالحه الوطنيه هم السياسيون-لان المصالحه لا تصنع فى القمه بل فى القاعدة وهدا يعنى ابناء الشعب العاديين--------هناك حاجه ماسه ان يبحث علماء الاجتماع عن اسباب العداء المدهبى وكيفيه علاجه--1--السنه العرب كانوا محتكرى السلطات الثلاثه 2-

  7. أبو أثير

    لا يتوقع من من السياسيين والمتنفذين السلطويين المتحركين على المشهد السياسي من أن يخلعوا عنهم وعن أفكارهم المريضة ونفسياتهم الحاقدة في السير على دروب السلام والمصالحة ... وأي مصالحة تكون وهم من رأسهم العفن وحتى أقدامهم النتنة مملؤئين حقدا ولؤما وكراهية للش

  8. ام رشا

    أستاذ علي من يصفح عن من ..!الشعب العراقي متصالح مع بعضه لا يحتاج إلى مصالحة واما سياسيو الفتنة والفشل واللذين دمروا الحرث والنسل وافلسوا البلاد والعباد فلسنا بحاجة إلى عبقريتهم المسمومة من اجل المصالحة لانهم لا يمثلوننا ابدا ولا يرتجى خيرا بوجودهم..ولا يخ

  9. د عادل على

    المصالحه بين المثقفين اسهل بكثير من المصالحه بين اناس غير مثقفين------الصلح بين فئتين متناحرتين بسبب الدين او المدهب صعب كثيرا-----ايرلندا التى هى دوله اوروبيه مازال الاضطراب الدينى بين البروتستانت والكاثوليك موجودا ولو بكمية قليلة---مسالة الشيعه والسنه

  10. ابن بيجي

    كلامك واقعي استاذ والله وضعت يدك على الجرح ولكن هل من شجاع كي يحقق المصالحة انا اقول ان الشعب بمضاهراته سيدفع الجميع للصلح شائوا ام ابو -- وغدا لناضره قريب -

يحدث الآن

ثلاثة منتخبات تحجز مقاعدها مبكراً في ربع نهائي كأس العرب 2025

القضاء يحسم 853 طعناً على نتائج الانتخابات

الداخلية: العراق بنى منظومة متطورة لمكافحة المخدرات

التخطيط تتجه لتوسيع الرقابة النوعية لتشمل الصادرات والواردات عالية المخاطر

قبول 1832 طالباً في المنح المجانية لكليات المجموعة الطبية

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الغرابي ومجزرة جسر الزيتون

العمود الثامن: نصف قرن من التفوق

البَصْرة.. لو التَّظاهرُ للماء والنَّخيل!

العمود الثامن: نون النسوة تعانق الكتاب

كلاكيت: في مديح مهند حيال في مديح شارع حيفا

العمود الثامن: مطاردة "حرية التعبير"!!

 علي حسين أبحث في الأخبار ومجادلات الساسة عن موضوع لعدد اليوم ، وربما عن فكرة أقنع بها القارئ المحاصر بقطع الطرق والأرزاق، وبالعيش في مدن مثل حقول الألغام، شعارها التمييز، ومنهجها الإقصاء، ودليلها...
علي حسين

قناديل: حين استيقظ العراقي ولم يجد العالم

 لطفية الدليمي لعلّ بعض القرّاء مازالوا يذكرون أحد فصول كتاب اللغة الإنكليزية للصف السادس الإعدادي. تناول الفصل إيجازاً لقصّة كتبها (إج. جي. ويلز) في سبعينات القرن الماضي، عنوانها (النائم يستيقظ The Sleeper Awakes)....
لطفية الدليمي

قناطر: أنقذوا الثقافة من الأدعياء

طالب عبد العزيز منذ قرابة عقد من الزمن وأتحاد الادباء في البصرة يعاني من أزمة في اختيار مجلس إدارته، وهو بعلة لا يبدو التعافي منها قريباً، بسبب الاقتتال على المقاعد الخمسة الأولى التي تمثله....
طالب عبد العزيز

الانتخابات العراقية عام 2025: التحديات الداخلية في ظل ضغوط دولية متزايدة ..

كارول ماسالسكي ترجمة : عدوية الهلالي في يوم الثلاثاء، 11 تشرين الثاني 2025، أجرى العراق سادس انتخابات برلمانية ديمقراطية منذ سقوط صدام حسين عام 2003. وقد حققت القائمة الشيعية «ائتلاف الإعمار والتنمية»، بقيادة رئيس...
كارول ماسالسكي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram