خصص متحف مورغان في نيويورك معرضا استعاديا لم يسبق له مثيل للكاتب الاميركي وسائق سيارة الاسعاف السابق في الصليب الاحمر خلال الحرب العالمية الاولى ارنست همنغواي ..وهمنغواي هو واحد من اعظم كتاب القرن العشرين ،ورغم ذلك لم يتم تخصيص أي معرض كبير له في أي
خصص متحف مورغان في نيويورك معرضا استعاديا لم يسبق له مثيل للكاتب الاميركي وسائق سيارة الاسعاف السابق في الصليب الاحمر خلال الحرب العالمية الاولى ارنست همنغواي ..
وهمنغواي هو واحد من اعظم كتاب القرن العشرين ،ورغم ذلك لم يتم تخصيص أي معرض كبير له في أي متحف من قبل ، وهكذا بادر متحف مورغان لاصلاح هذا الخطأ باقامة المعرض الاستعادي له حيث تم تكريم الكاتب بعرض كتبه وذكرياته في المعرض الذي يحمل عنوان ( ارنست همنغواي مابين حربين ) وسيستمر حتى 31 كانون الثاني عام 2016...ويضم المعرض الاستعادي مسودات كتب ورسائل مكتوبة بخط اليد ومخطوطات غير منشورة للكاتب يعود تاريخ بعضها الى الحرب العالمية الاولى ، كما تنتمي اغلبية الوثائق المعروضة الى المكتبة الرئاسية العائدة للرئيس الراحل (جون ف. كينيدي ) ومتحف بوسطن ، فبعد انتحار همنغواي في عام 1961 ، نجح الرئيس كينيدي الذي كان من اشد المعجبين بهمنغواي في استعادة بعض من مخطوطاته ...في عام 1917 ، وعند دخول الولايات المتحدة في الحرب العالمية الاولى ، حاول ارنست همنغواي الذي لم يكن قد اصبح كاتبا بعد الالتحاق بالجيش ولكن تم رفضه بسبب خلل في احدى عينيه ..وفي نيسان من عام 1918 ، تمكن من الانضمام الى الصليب الاحمر الايطالي كسائق سيارة اسعاف ، وفي الثامن من تموز وبينما كان يجلب الشوكولاته والسكائر للجنود ، اصيب همنغواي بجروح خطيرة في ساقيه بعد القاء قذائف الهاون وحينما كان يحاول انقاذ احد رفاقه ، ولكن تم اطلاق النار عليه مرة اخرى من مدفع رشاش قبل ان يفقد وعيه ...وبعد ان تعافى من اصابته خلال ثلاثة اشهر في مستشفى ميلانو ، بدأ همنغواي في الكتابة وقابل هناك ممرضة امريكية تدعى اغنيس فون كوروفسكي وهي التي ستصبح ملهمته لكتابة شخصية كاثرين باركلي في روايته الشهيرة ( وداعا للسلاح ) المنشورة عام 1929 ...ويكشف المعرض بأن همنغواي فكر في 47 نهاية مختلفة لروايته تلك حتى وقع اختياره على عنوانها ...
سيرى جمهور المعرض ايضا صورة جميلة للكاتب يعود تاريخها الى صيف عام 1918 بينما كان يتعافى من اصابته ويظهر فيها الشاب همنغواي واقفا على عكازين وكان في التاسعة عشرة من عمره آنذاك ...في وقت لاحق ، وخلال الحرب العالمية الثانية ، عمل همنغواي كمراسل حربي في الخارج ، وسيرى جمهور المعرض بطاقته الصحفية القديمة ، كما سيمكنهم مشاهدة مسوداته الادبية الاولى المكتوبة غالبا على آلة كاتبة رخيصة ، فضلا عن مراسلاته مع صديقه القديم ف، سكوت فيتزجيرالد او مع زوجته الرابعة ماري ويلش ..وسيضم المعرض ايضا العديد من الاكتشافات التي تساعد معجبيه بالتأكيد على اكتشاف اسرار شخصيته المعقدة ...
غلبت على اعمال همنغواي النظرة السوداوية كما عمل على تمجيد القوة النفسية لعقل الانسان في رواياته حيث يظهر الانسان في كتبه وهو يتحدى الطبيعة ويعيش صراعا في جو من العزلة والانطوائية كما في روايته الشهيرة ( الشيخ والبحر ) التي حاز على جائزة نوبل للاداب عنها ..شارك همنغواي في الحربين العالميتين الاولى والثانية ما اكسبه ثراء ادبيا كما حصل على اوسمة حربية ..كان يعشق الصيد وحصل على اول بندقية صيد له خلال طفولته وهي نفس البندقية التي انتحر بها في شيخوخته ...عمل همنغواي بعد الحرب كمراسل صحفي في شيكاغو ثم هاجر الى باريس وهناك اجرى مقابلات مع كبار الشخصيات والادباء كما تعرف على ادباء فرنسا خلال عصرها الثقافي الذهبي ...
نشر همينغواي اول مجموعاته القصصية في عام 1923 وهي "ثلاث قصص وعشرة اناشيد" لكن اول عمل لفت انتباه الجمهور كان " الشمس تشرق ايضا " في عام 1926، وبعده توالت اعماله المتميزة والتي جعلت منه واحدا من اعمدة الادب الامريكي وحصل عنها على جوائز ادبية منها جائزة بولتيزر عام 1953 وجائزة نوبل في الأدب عام 1954.