TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > مطلوب آدمي

مطلوب آدمي

نشر في: 10 أكتوبر, 2015: 09:01 م
عندما لا يستشعر الإنسان بانفعالات من حوله ويمتطي صهوة غروره ليحلـِّق في فضاء مخيلته هارباً من واقع يفترض الاندماج فيه إيجابياً ، فإنه أكثر عُرضةً لارتكاب الحماقات تلو الأخرى ، ربما تُصيب فرداً أو جماعة بمقتل أمل كانوا قد رجوه منه فيفقد الإحساس بآدميته وينتهي غير مأسوف عليه في مقبرة ندمه.
تُرى كم فاقداً للإحساس في رياضتنا الخائبة لا يعلم بنهاية مصيره الى المقبرة نفسها ، وتراه لا يُبالي لنصائح المحيطين به واستغاثة المتضررين وتحذيرات المخلصين وتنبؤات حكماء التجربة؟ هُم كُثر طبعاً، لكن ليس بينهم أحد اختلى مع نفسه وقرر الاندماج مع مصلحة المجتمع بدلاً من مواصلة فرض نفسه "النابغة الأوحد" في مؤسسته واتحاده وناديه ولعبته، بينما الحياة ولودة بعشرات النوابغ ممن ينتظرون دورهم في القيادة بكرامة واستحقاق.
أهذه رياضة تتباهون أنها تُشرِّف العراق وترفع علمه وهناك مَن يسعى للاستحواذ على القرار بالإنابة عن الآخرين ويتحرك شمالاً وجنوباً ليصالح خصماء بمزاج صوري على طريقة (السلفي) ويتفقد مشروعاً ابتلع أموالنا كلها ولم يُنجز، ويشاطر الجمهور دموع فضيحة منتخبٍ بالتعبير عن عجزه في بوست شخصي !؟ 
أية رياضة هذه تضحكون على تاريخها بانتخاب أشخاص لا يُجيدون سوى اللهو بكلمات العابهم المتقاطعة وجدولة سفراتهم الترفيهية والويل لكل مَن يُهدِّد مناصبهم فإنهم ينزعون أقنعة الكياسة ويتوعدون باستعادة شخصياتهم الحقيقية قبل ولوجهم الرياضة لمهاجمة الآخرين بـ(قِلـَّة أدب)!
حقاً إنكم مخدوعون برياضة لم تعد آمنة للنجوم المضحين طول عمرهم لها. وبالأمس لم ينم أحدهم وعينه على جدار بيته حيث خط َّ مجهولون عبارة (مطلوب دم)! فماذا بقي من دمه لكرة العراق ليأتي مَن يستنزفه تحت سلاح التهديد؟
أموال مشبوهة ، ومشاريع كاذبة ، وهدايا مقابل منافع، وتسقيط طائفي علني، واتهامات لا يخجل أصحابها من مواجهة الكاميرا لتفنيدها، ومدربون محترفو الفتن لإسقاط زملاء ناجحين، ولاعبون يتنازلون عن نسب عقودهم في السرِّ ويشكون سرقتها في العلن! كل ذلك وينهمك مَن يعنيهم الإصلاح والتدبير في البحث عن قانون جديد أو لائحة مغايرة لوسط رياضي يُمارس المنتفعون فيه هواية القفـز للمواقع بغير مظلةِ القانون!
اضحك بمرارة لبيانات التنديد التي يرسلها مسؤول سابق لوسائل الإعلام وكأنه ينفّس عن مشاعره في مدرجات ملعب القهر ، ضُعف في صياغة الكلمة وعدم رباطة الجأش في اتخاذ القرار الشجاع وبؤس في التعامل مع ملفات رياضية خطيرة تنتهك سمعة البلد، كلا ، لا يمكن اعفائِه من الفضيحة فهو وغيره شركاء في جريمة "قتل الرياضة" بصمته ومجاملته وتواطئه بعدم استجواب المقصرين وارسالهم الى السجن أو طردهم من العمل!
أتريدون الخلاص لرياضة تصنع الابطال ، وتحاكي المنجزات دولياً ويقودها رجال المرحلة عِلماً وعَلماً ؟ مطلوب آدمي يعيش لإحيائها لا يعتاش لكي تموت!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

قناديل: (قطّة شرودنغر) وألاعيب الفنتازيا

باليت المدى: جوهرة بلفدير

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

 علي حسين قالوا في تسويغ الافراج عن بطل " سرقة القرن " نور زهير ، ان الرجل صحى ضميره وسيعيد الاموال التي سرقها في وضح النهار ، واخبرنا القاضي الذي اصدر قرارا بالافراج...
علي حسين

العراق بانتظار العدوان الإسرائيلي: الدروس والعبر

د. فالح الحمــراني إن قضية أمن البلاد ليست ذات أفق عسكري وحسب، وإنما لها مكون سياسي يقوم على تمتين الوحدة الوطنية والسير بالعملية السياسية على أسس صحيحة،يفتقدها العراق اليوم. وفي هذا السياق يضع تلويح...
د. فالح الحمراني

هل هي شبكات رسمية متشابكة أم منظمات خفية فوق الوطنية؟

محمد علي الحيدري يُشير مفهوم "الدولة العميقة" إلى شبكة من النخب السياسية، والعسكرية، والاقتصادية، والاستخباراتية التي تعمل خلف الكواليس لتوجيه السياسات العامة وصناعة القرار في الدولة، بغض النظر عن إرادة الحكومة المنتخبة ديمقراطيًا. ويُعتقد...
محمد علي الحيدري

الليبرالية والماركسية: بين الفكر والممارسة السياسية

أحمد حسن الليبرالية والماركسية تمثلان منظومتين فكريتين رئيستين شكلتا معالم الفكر السياسي المعاصر، وتُعدّان من الأيديولوجيات التي لا تقتصر على البعد الفلسفي فحسب، بل تنغمس أيضًا في الواقع السياسي، رغم أن العلاقة بينهما وبين...
أحمد حسن
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram