نصيحة الى من يرغب في المغامرة ليعبر من جانب الكرخ الى الرصافة عن طريق الجسر المعلق مرورا بالمنطقة الخضراء المحصنة بسور سليمان ، النصيحة ان يحمل معه "السفرطاس" مع عدد من قناني الماء ، وحقيبة اسعافات اولية ، تحتوى على اقراص معالجة الصداع و"لعبان النفس" والاسهال ، فليس من المستبعد ان يصاب الراغب في عبور المعلق الى حالة اسهال لا علاقة لها بمرض الكوليرا طبقا لتصريحات مسؤولين في وزارة الصحة .
الرحلة تبدأ من ساحة دمشق نهاية مطار المثنى الخاضع حاليا لسيطرة حزب متنفذ جعله مقرا لفضائيته ، ومكاتب قيادييه ، في اول سيطرة يتفحص رجل الامن الوجوه مع طرح السؤال التقليدي ، من اين جئت والى اين تذهب ، تحمل سلاحا ام لا ؟ في السيطرة الثانية ، تخضع السيارة لنوع اخر من التفتيش ، فتح الصندوق الخلفي وغطاء المحرك ،مع القاء نظرة سريعة على المقاعد الخلفية والامامية، وباشارة من رجل الامن مع "توكل "، يتوجه السائق الى السيطرة الرابعة ، يخضع لعدة مراحل من التفتيش لواسطة جهاز الكشف عن المتفجرات لصاحبه وزير الداخلية الاسبق جواد البولاني، ثم يتشرف الكلب البوليسي بفحص السيارات المتوقفة بعد صدور اوامر لركابها بالنزول ، ثم التوجه الى الرصيف ليخضعوا لتفتيش يدوي للتاكد من ان احدهم لا يحمل سلاحا او حزاما ناسفا ، بعد انهاء الكلب البوليسي مهمته الامنية يصدر الايعاز بالتوجه الى المركبات وقيادتها نحو الجسر المعلق .
اثناء انتظار الواقفين على الرصيف لقيادة سياراتهم ، تكشف ملامح الوجوه عن استياء خفي ،ورفض تكرار التجربة بسلوك الطريق ثانية لعبور الجسر المعلق ، يبدو الجميع متفقا على هذا الرأي ،خصوصا انهم لم يشاهدوا ما يرضي فضولهم في التعرف على المنطقة الخضراء ، فالطريق نحو الجسر المعلق وضعت على جانبيه جدران عالية بارتفاع خمسة امتار، فوقها اسلاك شائكة تحجب الرؤية عن مشاهدة ماوراء الجدران ، وتمنع حتى الطيور من ان تحط عليها.
تشديد الاجراءات الامنية في الطريق نحو الجسر المعلق ، يتعلق بضرورة تتطلب الحفاظ على السفارات الاجنبية ، واماكن اقامة الرموز الوطنية في حي التشريع ، فضلا عن ذلك انها جزء من حزمة الاصلاحات الحكومية .
فتح جسر المعلق امام مرور المركبات بنظر جهات رسمية يعد منجزا تاريخيا ، سيظل تردده الاجيال ، لأنه وفر للعراقيين فرصة المرور امام القصر الجمهوري في ظل ظروف امنية معقدة ، وخلاف سياسي حول تطبيق حزم الاصلاحات ، انتقل من الساحة المحلية الى الاقليمية ، اما نظرة البغداديين الى القرار فهو لا يتعدى ان يكون "بوري معدل" وقع على رؤوس اهالي العاصمة ، فتصوروا ان سلوك الطريق الى الجسر المعلق نزهة مسائية تبعث في نفوسهم الاسترخاء ، واعادة ثقتهم بالاجهزة الامنية المصرة حتى هذه اللحظة على استفزاز المشاعر باستخدام جهاز كشف المتفجرات، وفي الطريق الى الجسر المعلق سيبوني .
"معلق" حتى إشعار آخر
[post-views]
نشر في: 11 أكتوبر, 2015: 09:01 م