TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > "معلق" حتى إشعار آخر

"معلق" حتى إشعار آخر

نشر في: 11 أكتوبر, 2015: 09:01 م

نصيحة الى من يرغب في المغامرة ليعبر من جانب الكرخ الى الرصافة عن طريق الجسر المعلق مرورا بالمنطقة الخضراء المحصنة بسور سليمان ، النصيحة ان يحمل معه "السفرطاس" مع عدد من قناني الماء ، وحقيبة اسعافات اولية ، تحتوى على اقراص معالجة الصداع و"لعبان النفس" والاسهال ، فليس من المستبعد ان يصاب الراغب في عبور المعلق الى حالة اسهال لا علاقة لها بمرض الكوليرا طبقا لتصريحات مسؤولين في وزارة الصحة .
الرحلة تبدأ من ساحة دمشق نهاية مطار المثنى الخاضع حاليا لسيطرة حزب متنفذ جعله مقرا لفضائيته ، ومكاتب قيادييه ، في اول سيطرة يتفحص رجل الامن الوجوه مع طرح السؤال التقليدي ، من اين جئت والى اين تذهب ، تحمل سلاحا ام لا ؟ في السيطرة الثانية ، تخضع السيارة لنوع اخر من التفتيش ، فتح الصندوق الخلفي وغطاء المحرك ،مع القاء نظرة سريعة على المقاعد الخلفية والامامية، وباشارة من رجل الامن مع "توكل "، يتوجه السائق الى السيطرة الرابعة ، يخضع لعدة مراحل من التفتيش لواسطة جهاز الكشف عن المتفجرات لصاحبه وزير الداخلية الاسبق جواد البولاني، ثم يتشرف الكلب البوليسي بفحص السيارات المتوقفة بعد صدور اوامر لركابها بالنزول ، ثم التوجه الى الرصيف ليخضعوا لتفتيش يدوي للتاكد من ان احدهم لا يحمل سلاحا او حزاما ناسفا ، بعد انهاء الكلب البوليسي مهمته الامنية يصدر الايعاز بالتوجه الى المركبات وقيادتها نحو الجسر المعلق .
اثناء انتظار الواقفين على الرصيف لقيادة سياراتهم ، تكشف ملامح الوجوه عن استياء خفي ،ورفض تكرار التجربة بسلوك الطريق ثانية لعبور الجسر المعلق ، يبدو الجميع متفقا على هذا الرأي ،خصوصا انهم لم يشاهدوا ما يرضي فضولهم في التعرف على المنطقة الخضراء ، فالطريق نحو الجسر المعلق وضعت على جانبيه جدران عالية بارتفاع خمسة امتار، فوقها اسلاك شائكة تحجب الرؤية عن مشاهدة ماوراء الجدران ، وتمنع حتى الطيور من ان تحط عليها.
تشديد الاجراءات الامنية في الطريق نحو الجسر المعلق ، يتعلق بضرورة تتطلب الحفاظ على السفارات الاجنبية ، واماكن اقامة الرموز الوطنية في حي التشريع ، فضلا عن ذلك انها جزء من حزمة الاصلاحات الحكومية .
فتح جسر المعلق امام مرور المركبات بنظر جهات رسمية يعد منجزا تاريخيا ، سيظل تردده الاجيال ، لأنه وفر للعراقيين فرصة المرور امام القصر الجمهوري في ظل ظروف امنية معقدة ، وخلاف سياسي حول تطبيق حزم الاصلاحات ، انتقل من الساحة المحلية الى الاقليمية ، اما نظرة البغداديين الى القرار فهو لا يتعدى ان يكون "بوري معدل" وقع على رؤوس اهالي العاصمة ، فتصوروا ان سلوك الطريق الى الجسر المعلق نزهة مسائية تبعث في نفوسهم الاسترخاء ، واعادة ثقتهم بالاجهزة الامنية المصرة حتى هذه اللحظة على استفزاز المشاعر باستخدام جهاز كشف المتفجرات، وفي الطريق الى الجسر المعلق سيبوني .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: صنع في العراق

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

العمود الثامن: موجات الجزائري المرتدة

 علي حسين اعترف بأنني كنت مترداً بتقديم الكاتب والروائي زهير الجزائري في الندوة التي خصصها له معرض العراق الدولي للكتاب ، وجدت صعوبة في تقديم كاتب تشعبت اهتماماته وهمومه ، تَّنقل من الصحافة...
علي حسين

قناديل: في انتظار كلمة أو إثنتيّن.. لا أكثر

 لطفية الدليمي ليلة الجمعة وليلة السبت على الأحد من الأسبوع الماضي عانيتُ واحدة من أسوأ ليالي حياتي. عانيت من سعالٍ جافٍ يأبى ان يتوقف لاصابتي بفايروس متحور . كنتُ مكتئبة وأشعرُ أنّ روحي...
لطفية الدليمي

قناطر: بعين العقل لا بأصبع الزناد

طالب عبد العزيز منذ عقدين ونصف والعراق لا يمتلك مقومات الدولة بمعناها الحقيقي، هو رموز دينية؛ بعضها مسلح، وتشكيلات حزبية بلا ايدولوجيات، ومقاولات سياسية، وحُزم قبلية، وجماعات عسكرية تنتصر للظالم، وشركات استحواذ تتسلط ......
طالب عبد العزيز

سوريا المتعددة: تجارب الأقليات من روج آفا إلى الجولاني

سعد سلوم في المقال السابق، رسمت صورة «مثلث المشرق» مسلطا الضوء على هشاشة الدولة السورية وضرورة إدارة التنوع، ويبدو أن ملف الأقليات في سوريا يظل الأكثر حساسية وتعقيدا. فبينما يمثل لبنان نموذجا مؤسسيا للطائفية...
سعد سلّوم
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram