اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > تو يو يو

تو يو يو

نشر في: 11 أكتوبر, 2015: 09:01 م

تذكرت صحف العالم الاسبوع الماضي ما اسماه ماو "الثورة الثقافية"، كانت خبيرة الاعشاب الصينية "تو يو يو" الحائزة على نوبل لهذا العام تعمل في متجر صغير، تقطع كل يوم خمسة كيلومترات سيرا على الاقدام لتصل الى مكان عملها، كان حلمها ان تصبح طبيبة، لكن الامر انتهى بها بعد سنوات بشهادة عليا في مجال الصيدلة، وانصرفت تو يو يو تعمل بصمت في مشروع سري تبناه الجيش الصيني للقضاء على مرض اسمه الملاريا ، راح ضحيته الملايين في الصين، وكان اخوها الصغير احدهم .
اعود اليوم الى السيدة تو يو يو فقد كشفت صحيفة الغارديان ان صاحبة علاج الملاريا ظلت اربعين عاما تعيش في الظل لا احد يعرف انها تقف وراء هذا الدواء العجيب، لكن جولة بحث قام بها طبيب بريطاني لاكتشاف سر هذا الدواء، بمراجعة مئات الرسائل والبحوث والملاحظات التي كتبت في اجتماعات كانت سرية في زمن ماو ، ثم توصل في النهاية إلى أن الفضل الأكبر يعود لامرأة تدعى تو يويو.
يشبه ما جرى للسيدة تو يو يو، ما يجري في قصة علاء الدين والمصباح السحري، ففي لحظة ما فركت هذه السيدة مصباح الاصرار لتقدم لنا درسا في المثابرة، لامكان فيه لجمل وشعارات عن عملاء البورجوازية واصحاب الاجندات الانحرافية الإمبريالية الرجعية، التي تسببت في حرمان العراق من جائزة نوبل.
اروي لكم جزءا من حكاية تو يو يو، وكنت قبل ايام اتفرج على فيلم سينمائي عن شاهد آخر على العصر اسمه "ستيف جوبز" رجل عانى مرضا فتاكا، نراه يقول "عندما أقف كل صباح أمام المرآة أسأل نفسي، لو كان هذا آخر يوم لي في الحياة هل سأفعل ما أنوي القيام به اليوم؟ وإن كان الجواب لا، لعدة أيام متتالية.. سأعرف أنه يتوجب علي تغيير شيء ما"، وحين يترك ساستنا وراءهم آلاف القتلى والمفقودين ودمارا لبلد يعد من أغنى بلدان العالم، يترك لنا المرحوم جوبز جهازا مسطحا خفيفا تستطيع أن ترى فيه العالم بكل جهاته وتسمع أخبار مجانين السلطة الذين صبغوا بلدانهم بلون قانٍ هو لون الدم، في الوقت الذي يتحدث ساستنا عن الاجندات الغربية، كانت السيدة تو يو يو تستقبل زائريها مبتسمة وتقول: لم افعل شيئا، كان واجبي ونفذته بحرص.
وزع ساستنا الميامين على العراقيين المتاهات والميادين، ليعيشوا مهانين مسلوبي الإرادة، يحاصرهم الفقر والذل والطغيان والتخلّف، فيما وزع المستر جوبز هاتفه "الآي فون" على البشرية ليحمل إليها أخبار العالم وفنونه وصحفه وكل ما هو جديد من مهازل الديمقراطية العراقية.
سيحفظ العالم حتما اسم السيدة تو يو يو لكن من منا يعرف اسم الرئيس الصيني .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 4

  1. د عادل على

    السيدة تو يويو تعبت 40 سنه من عمرها وفى الخفاء حتى اكتشفت الدواء الدى يقضى على الملاريا التى كانت تحصد الملايين من الارواح سنويا -ونحن الملايين العراقيين خلقنا ملاريا سياسيه لتقتلنا بالملايين وفى نفس ال40 سنه التى احتاجتها تو يويو لاكتشاف دوائها المنق

  2. mfmsma

    لم تعد هنالك جدوى من الكلام، فنحن محكومون بحكومة بائسة ومتخلفة وشعب 90% منه اكثر بؤسا وتخلفا من حكومته، نصيحتي للمثقفين الوطنيين والشباب الحريصين على مستقبلهم والفنانين الحقيقيين بمغادرة هذا البلد وايجاد بلد اخر بشرط ان لايكون بلدا اسلاميا ليعيشوا حياة كر

  3. د عادل على

    السيدة تو يويو تعبت 40 سنه من عمرها وفى الخفاء حتى اكتشفت الدواء الدى يقضى على الملاريا التى كانت تحصد الملايين من الارواح سنويا -ونحن الملايين العراقيين خلقنا ملاريا سياسيه لتقتلنا بالملايين وفى نفس ال40 سنه التى احتاجتها تو يويو لاكتشاف دوائها المنق

  4. mfmsma

    لم تعد هنالك جدوى من الكلام، فنحن محكومون بحكومة بائسة ومتخلفة وشعب 90% منه اكثر بؤسا وتخلفا من حكومته، نصيحتي للمثقفين الوطنيين والشباب الحريصين على مستقبلهم والفنانين الحقيقيين بمغادرة هذا البلد وايجاد بلد اخر بشرط ان لايكون بلدا اسلاميا ليعيشوا حياة كر

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: الكهوف المظلمة

الأحوال الشخصية.. 100 عام إلى الوراء

وظيفة القرن: مدير أعمال الشهرة والانتشار

العمودالثامن: ماذا يريدون ؟

العمودالثامن: يا طرطرا.."!

العمودالثامن: 21 عاماً في محبة المدى

 علي حسين إسمحوا لصاحب هذا العمود أن يحتفل مع زملائه بدخول العام الحادي والعشرين لصحيفة (المدى)، وأن يعترف علنًا أنه لم يكن يعرف قواعد اللعبة الديمقراطية جيدًا، ولا يفهم أنظمتها الجديدة التي تشكلت...
علي حسين

الـ (المدى).. رعاية استثنائية للثقافة العراقية

فاضل ثامر عندما بدأت جريدة المدى في الصدور، بعد الاحتلال وتحديدا في 5/8/2003، كنت ضمن كادر محرريها المحدود، حيث اتخذت لها مقراً متواضعاً في شارع فلسطين.. وبقيت أعمل في الجريدة تحت إشراف رئيس تحريرها...
فاضل ثامر

الـ (المدى).. أيقونة الصحافة العراقية

د.قاسم حسين صالح اوجع مفارقة بتاريخ العراقيين هي تلك التي حصلت في التاسع من نيسان 2003،ففيه كانوا قد حلموا بالافراح بنهاية الطغيان، فاذا به يتحول الى بوابة للفواجع والأحزان.فللمرة الأولى في تاريخهم يفرح العراقيون...
د.قاسم حسين صالح

الـ (المدى) وملاحقها

رفعة عبد الرزاق محمد لا ريب ان من مظاهر نجاح (المدى) في مسيرتها الصحفية الفائقة، إقبال قرائها على الاحتفاء بملاحقها الاسبوعية، اذ كان كل يوم في الاسبوع مخصصا لملحق معين. و بسبب ازمة الصحافة...
رفعة عبد الرزاق محمد
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram