تذكرت صحف العالم الاسبوع الماضي ما اسماه ماو "الثورة الثقافية"، كانت خبيرة الاعشاب الصينية "تو يو يو" الحائزة على نوبل لهذا العام تعمل في متجر صغير، تقطع كل يوم خمسة كيلومترات سيرا على الاقدام لتصل الى مكان عملها، كان حلمها ان تصبح طبيبة، لكن الامر انتهى بها بعد سنوات بشهادة عليا في مجال الصيدلة، وانصرفت تو يو يو تعمل بصمت في مشروع سري تبناه الجيش الصيني للقضاء على مرض اسمه الملاريا ، راح ضحيته الملايين في الصين، وكان اخوها الصغير احدهم .
اعود اليوم الى السيدة تو يو يو فقد كشفت صحيفة الغارديان ان صاحبة علاج الملاريا ظلت اربعين عاما تعيش في الظل لا احد يعرف انها تقف وراء هذا الدواء العجيب، لكن جولة بحث قام بها طبيب بريطاني لاكتشاف سر هذا الدواء، بمراجعة مئات الرسائل والبحوث والملاحظات التي كتبت في اجتماعات كانت سرية في زمن ماو ، ثم توصل في النهاية إلى أن الفضل الأكبر يعود لامرأة تدعى تو يويو.
يشبه ما جرى للسيدة تو يو يو، ما يجري في قصة علاء الدين والمصباح السحري، ففي لحظة ما فركت هذه السيدة مصباح الاصرار لتقدم لنا درسا في المثابرة، لامكان فيه لجمل وشعارات عن عملاء البورجوازية واصحاب الاجندات الانحرافية الإمبريالية الرجعية، التي تسببت في حرمان العراق من جائزة نوبل.
اروي لكم جزءا من حكاية تو يو يو، وكنت قبل ايام اتفرج على فيلم سينمائي عن شاهد آخر على العصر اسمه "ستيف جوبز" رجل عانى مرضا فتاكا، نراه يقول "عندما أقف كل صباح أمام المرآة أسأل نفسي، لو كان هذا آخر يوم لي في الحياة هل سأفعل ما أنوي القيام به اليوم؟ وإن كان الجواب لا، لعدة أيام متتالية.. سأعرف أنه يتوجب علي تغيير شيء ما"، وحين يترك ساستنا وراءهم آلاف القتلى والمفقودين ودمارا لبلد يعد من أغنى بلدان العالم، يترك لنا المرحوم جوبز جهازا مسطحا خفيفا تستطيع أن ترى فيه العالم بكل جهاته وتسمع أخبار مجانين السلطة الذين صبغوا بلدانهم بلون قانٍ هو لون الدم، في الوقت الذي يتحدث ساستنا عن الاجندات الغربية، كانت السيدة تو يو يو تستقبل زائريها مبتسمة وتقول: لم افعل شيئا، كان واجبي ونفذته بحرص.
وزع ساستنا الميامين على العراقيين المتاهات والميادين، ليعيشوا مهانين مسلوبي الإرادة، يحاصرهم الفقر والذل والطغيان والتخلّف، فيما وزع المستر جوبز هاتفه "الآي فون" على البشرية ليحمل إليها أخبار العالم وفنونه وصحفه وكل ما هو جديد من مهازل الديمقراطية العراقية.
سيحفظ العالم حتما اسم السيدة تو يو يو لكن من منا يعرف اسم الرئيس الصيني .
تو يو يو
[post-views]
نشر في: 11 أكتوبر, 2015: 09:01 م
جميع التعليقات 4
د عادل على
السيدة تو يويو تعبت 40 سنه من عمرها وفى الخفاء حتى اكتشفت الدواء الدى يقضى على الملاريا التى كانت تحصد الملايين من الارواح سنويا -ونحن الملايين العراقيين خلقنا ملاريا سياسيه لتقتلنا بالملايين وفى نفس ال40 سنه التى احتاجتها تو يويو لاكتشاف دوائها المنق
mfmsma
لم تعد هنالك جدوى من الكلام، فنحن محكومون بحكومة بائسة ومتخلفة وشعب 90% منه اكثر بؤسا وتخلفا من حكومته، نصيحتي للمثقفين الوطنيين والشباب الحريصين على مستقبلهم والفنانين الحقيقيين بمغادرة هذا البلد وايجاد بلد اخر بشرط ان لايكون بلدا اسلاميا ليعيشوا حياة كر
د عادل على
السيدة تو يويو تعبت 40 سنه من عمرها وفى الخفاء حتى اكتشفت الدواء الدى يقضى على الملاريا التى كانت تحصد الملايين من الارواح سنويا -ونحن الملايين العراقيين خلقنا ملاريا سياسيه لتقتلنا بالملايين وفى نفس ال40 سنه التى احتاجتها تو يويو لاكتشاف دوائها المنق
mfmsma
لم تعد هنالك جدوى من الكلام، فنحن محكومون بحكومة بائسة ومتخلفة وشعب 90% منه اكثر بؤسا وتخلفا من حكومته، نصيحتي للمثقفين الوطنيين والشباب الحريصين على مستقبلهم والفنانين الحقيقيين بمغادرة هذا البلد وايجاد بلد اخر بشرط ان لايكون بلدا اسلاميا ليعيشوا حياة كر