يقول الدكتور علي الوردي في سلسلة مقالات نشرها في جريدة الاتحاد العراقية في الثمانينيات، انه نشأ وهو يدافع عن البسطاء ويعادي الحكام لان آلام الفقر والمهانة التي عاناها في شبابه جعلته يشتم جميع السياسيين، و"آلمني - والقول للراحل الوردي- عندما شاهدت كيف يرقص هؤلاء البسطاء فرحا وهم يقطعون جثة الوصي عبد الله او يتبارون في الحصول على قطعة من احشاء نوري السعيد، ادركت ان الشعب قد يكون ظالما احيانا وفهمت مغزى قول الرسول محمد "ص" كيفما تكونون يولى عليكم "
لا أنسى حماسي ولهفتي على التغيير، لكني اكتشفت بعد ثلاثة عشر عاما اننا لم نعرف حتى هذه اللحظة ما معنى ان نتغير؟ واي طريق نسلكه.. هل نذهب باتجاه الصبي المبجل "كم جونغ أون" ام صوب تجربة مثل البرازيل حيث لاخطب تلقى، ولا مؤتمرات صحفية، ولا حديث بلغة التوازن ولا محاولات لتحيرك النزعات العنصرية والطائفية والضحك على الامم المتحدة من خلال سرقة اموال النازحين.
منذ ايام ووسائل الإعلام في المانيا، لا شاغل لها سوى السيرة الذاتية لوزيرة الدفاع "أورزولا فون" فالوزيرة "الجميلة" متهمة، واتمنى ان لا يأخذكم سوء الظن مثلي اول ما قرأت عنوان الخبر، فتتصورون انها وقعت على صفقة اسلحة فاسدة، او انها تسترت على عشرات الآلاف من الفضائيين في الجيش الالماني، او انها سلمت احدى مدن المانيا الى العصابات الارهابية، الامر اصعب من ذلك، ان السيدة "أورزولا" وضعت بعض البيانات الخاطئة في سيرتها الذاتية، وانها، اقصد الوزيرة "المجرمة" ذكرت في سيرتها الذاتية جامعة ستانفورد الاميركية ، على الرغم من عدم تسجيل اسمها في أي برنامج رسمي للجامعة .
هل هناك مسؤول او سياسي عندنا يكشف عن شهادته وماذا كان يعمل ومستواه الدراسي وليس العقلي طبعا، وإذا اراد هل سيقول انه كان مواطنا بسيطا ، ام سيخبرنا بانه انجز اطروحة عن النظام العالمي جعلت هنري كسينجر يفكر الف مرة قبل ان ينشر كتابه "النظام العالمي ومسار التاريخ" فنحن والحمد لله لدينا من يقرأ التاريخ والسياسة بمنطق "التكليف الشرعي".
في أي مرتبة من هذا العالم المتسارع الخطى نحن؟ اسألوا الذين يقفون طوابير على ابواب اوروبا، ألم تقل السيدة ميركل انها تتوقع ان يصل عدد اللاجئين الى حضن المانيا مليون هارب من جحيم الشرق؟
يدرك المواطن جيدا ان المسؤول ايا كانت طائفته، لا يتذكر سوى نفسه ويضرب حوله سياجا دائريا من الحرس والعيون، منذ ايام السلاطين تعلم الحكام ان الشعب لا يؤتمن وان الناس حمقى في آرائها وأهوائها، والاهم حمقى في اختياراتها، يكتب الفرنسي جلين بليك "ان للحمقى أيضا من يعجب بهم وهم الأكثر حماقة منهم".
من ينهي عصر الحماقة ؟
[post-views]
نشر في: 12 أكتوبر, 2015: 09:01 م
جميع التعليقات 2
د عادل على
الاستاد على الوردى له طلابه واساتيده وكتبه التى تدرس فى جامعات اوروبا الغربيه----انه له منزلة عاليه عند اساتيد الجامعات الاوروبيه فى علوم الاجتماع-- مثلما كنتم يولى عليكم له الى حد ما صحته----لنكن منصفين ان مارايناه فى زمان البعث لم نراه فى عهد عبدالكريم
د عادل على
الاستاد على الوردى له طلابه واساتيده وكتبه التى تدرس فى جامعات اوروبا الغربيه----انه له منزلة عاليه عند اساتيد الجامعات الاوروبيه فى علوم الاجتماع-- مثلما كنتم يولى عليكم له الى حد ما صحته----لنكن منصفين ان مارايناه فى زمان البعث لم نراه فى عهد عبدالكريم