منذ سنوات وبدافع الحسد فقط، اتابع اخبار السيدة جي. كي رولينغ مؤلفة السلسلة الروائية الشهيرة "هاري بوتر"، وفي كل مرة أسأل نفسي هل من المعقول ان يقف الاطفال والشيوخ طوابير في لندن او بكين او روما في انتظار شراء ما تجود به قريحة الكاتبة البريطانية، ونحن الذين نعلم اطفالنا في المدارس ان الثقافة مهنة البائسين، وان التميز ليس من نصيب الجواهري ، وانما صار حكرا على محمود الحسن وفاضل الدباس؟، وارجوكم دعوا عالية نصيف وشأنها ، فهي تعتقد ان روسيا ستنقذ العراق من ازمته الاقتصادية، اذا كان لديكم فسحة من الوقت استمتعوا بحوار السيدة نصيف على البي بي سي. يكتب صاحب كتاب ثروة الامم آدم سميث ان المجتمعات المزدهرة تنتج اقتصادا مزدهرا، ونحن والحمد لله بفضل افكار ساستنا المزدهرة انتجنا خزينة خاوية، من يقدر من حضراتكم أن يعرف لماذا قررت اليابان ان تمنح العراق معونة عاجلة قدرها عشرة ملايين دولار، فيما مجموع مانهبه "ساسة الصدفة" يتجاوز النصف ترليون دولار عدا ونقدا؟، الاجابة ستجدونها حتما بعد ان تنتهون من مشاهدة لقاء العالمة الاقتصادية عالية نصيف، هل تتشوقون لخبر آخر مثير من بلاد الرافدين؟، مجلة نيوزويك الاميركية تبشرنا بان لا مسيحيين في العراق بعد خمس سنوات،وكنا وكنتم قد قرأنا جميعا تصريح عضو مجلس محافظة بغداد محمد الربيعي، الذي قال فيه ، إن بيوت المسيحيين المهاجرين من بغداد تم الاستيلاء عليها من قبل جهات متنفذة. في ذلك الوقت اصدر مجلس الوزراء بيانا اخبرنا أن هذه الجريمة لن تمر دون عقاب، ولكنها في الحقيقة مرت مثل سابقاتها ، لتسجل سجلت في النهاية ضد السيد "مجهول".
اعود للسيدة رولينغ التي شاهدتها منذ مدة شاهدت على البي بي سي ايضا، كانت تشرح لنا نحن المشاهدين كيف تحولت من عالم فقير ومظلم ، لاتملك فيه طاولة للكتابة ، مما يضطرها ان تتسول صاحب مقهى ليسمح لها بالجلوس مجانا لتمارس هوايتها بالكتابة، الى حياة الرفاهية وملايين الدولارات، سبب النجاح لم يكن الشطارة ، وانما لانها ولدت في مجتمع يحترم القراءة ، لايرى في علي الوردي مجرد كاتب لايهم ان يتحول قبره الى خربة واحجار متهدمه لانه رفض ان يتحول الى روزخزن ، قبل ايام خرجت السيدة رولنغ لتنتقد موقف الحكومة البريطانية من اللاجئين: "إذا لم يتخيل أحد منكم نفسه على متن المراكب التي يلجأ لها اللاجئون، فبالتأكيد لديك مشكلة، فهم يموتون من أجل الحصول على حياة تستحق أن تعاش"، شكرا سيدتي فنحن ايضا لا نريد ان نتخيل كيف يمكن لليابان ان تتبرع لبلاد علمت البشرية الكتابة والقراءة بمبلغ عشرة ملايين دولار فقط لاغير.