شِئنا أم أبينا ، كرتنا لم تزل تعيش بدعاء الأمهات! فلا حياة فيها أبداً بعدما قتل اتحاد كرة القدم الحالي كل أمل فيها يعيد لها نبض الحيوية في محيطها الدولي ، فظلّت عارية بنتائجها المخزية وإرادات هزيلة لا يستحق اصحابها صفة القيادة لتترحم على زمن الرجال حُماتِها الحقيقيين غيرة وأمانة ومبادئ لن تُباع أمام مرأى الوطن.
ليس عيباً أن يتقدم أعضاء مجلس اتحاد الكرة للإعلام ليعلنوا فشلهم في إدارة اللعبة بالدلائل والشهود، فذلك موقف شجاع لن ننساه لهم لأنه يؤكد رغبتهم الصادقة في انتشال واقع الكرة من الصراعات والتقاطعات، وهي خطوة اصلاحية لن تدينهم بتهمة، بل العكس فيها مأثرة انسانية تحفظ كرامة البلاد التي تتمثل بسمعة المنتخبات في منافساتها الخارجية وهيبة رئيس واعضاء الاتحاد في ملتقياتهم الدولية وحرارة دموع الجماهير حزناً لغياب الانتصار وفقدان الوقار.
ما تسرّب من اجتماعكم الأخير في فندق بغداد أمر يستدعي توقفكم عن العمل طوع أنفسكم ، فطوال سبع ساعات من الترقب والصبر على بيانكم العادي أثبتم أنكم أحرص على تذاكر الديمقراطية التي منحتكم شرعية المسؤولية من حرصكم على إسعاف اللعبة بقرار طوارئ ، فكيف تحسمون مصير منتخب يقف اليوم على شفا الانهيار بالتصويت (7 مقابل 6) لمدرب نفد كل ما في جعبته التدريبية في ساحة التصفيات ولم تجنحوا لاختيار بديل موصى من اللجنة الفنية، ولماذا رفضتم التخلي عن رئاسة اللجان التي أغرقتها المشاكل والمجاملات والطعون، ثم هل أن مداراة خواطر رئيس لجنة الحكام أهم من سمعة الصفارة العراقية لدى فيفا والآسيوي لاسيما أن استحواذه على مقدرات رئاسة اللجنة يمتد منذ 17 عاماً، تغيّرت خلالها أحوال العراق بين نظامين ومن حق الحكام أن يروا دماءً جديدة يأخذون بأيديهم الى واقع أفضل، ثم ألم توجه اتهامات لرئيس فيفا جوزيف بلاتر عُزل بسببها عن منصبه قسرياً 90 يوماً حتى تتضح براءته من إدانته؟
اتحادكم لم يكن موحداً يوماً، ولا أميناً على مجلسه مثلما تقتضي تقاليد العمل وأصوله ، فشهود الإعلام دوماً يتربعون بينكم وينقلون بالكلمة والدليل ضُعف قراراتكم وغياب الوعي بخطورة التصريح غير المدروس والمُحرّض أحياناً على الإنقسام وإثارة الرأي العام.
هل يمكن أن نرى تغييراً في سياسة إدارة اللعبة واندماج الجميع في حلف كروي لا وجود للأنداد فيه أم سيبقى الاتحاد يسرق الأنظار والاهتمام من بقية الألعاب المسكينة بكثرة أزماته وعلو صيحات الاستهجان ضده وعجز رئيسه عن وأد فتنة وتناحر قطبي انتخابات 2014 وسباقهما الفوضوي لاحتلال القرار المصيري؟
فشلتم بالدلائل والشهود
[post-views]
نشر في: 17 أكتوبر, 2015: 09:01 م