اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > ناس وعدالة > من أغرب القضايا: الطب العدلي ومساهماته في حلّ لغز الجرائم

من أغرب القضايا: الطب العدلي ومساهماته في حلّ لغز الجرائم

نشر في: 19 أكتوبر, 2015: 12:01 ص

ماذا حدث في محطة الوقود بعد منتصف الليل ؟وصلت الى بيت المجني عليه وطرقت الباب . لحظات وفتحت الباب طفلة صغيرة جميلة الملامح بريئة الوجه ، وبسرعة وجدتها ترفع يديها الصغيرتين محاولة ان ترتمي في حضني ، وبصوتها راحت تنادي على امها : بابا وصل يا ماما!
&nb

ماذا حدث في محطة الوقود بعد منتصف الليل ؟
وصلت الى بيت المجني عليه وطرقت الباب . لحظات وفتحت الباب طفلة صغيرة جميلة الملامح بريئة الوجه ، وبسرعة وجدتها ترفع يديها الصغيرتين محاولة ان ترتمي في حضني ، وبصوتها راحت تنادي على امها : بابا وصل يا ماما!

 

في هذه اللحظة سالت دموعي . جاءت الام.. شابة.. الحزن يكسو وجهها، حملت ابنتها ودعتنا الى الدخول ، ثم أخذت تبكي وقالت لي بصوت كسير: ابنتي ولدت بعد مقتل والدها بأيام، وكل شخص تشاهده تعتقد انه جدها او ابوها .
ساد صمت مرتبك بسبب هذه المفاجأة، كسرته من جانبي سائلا اياها عن الجريمة التي لا يزال مرتكبوها حتى الآن هاربين.
كانت ليلة من ليالي رمضان . تناول الزوج (س) فطوره على عجل وارتدى ملابسه وودع زوجته ، كان الامر عاديا لكن لسبب تجهله دمعت عينا الزوجة . ابتسم في وجهها وهمّ بالخروج الى عمله بمحطة الوقود الخاصة في طريق بغداد . عقارب الساعة تجاوزت الثامنة مساءً . صديقه نادى عليه وهو من داخل محطة الوقود ولبى نداء صديقه. جلسا معا يتجاذبان اطراف الحديث، فالليل طويل، وسوف تنتهي السيارات من الدخول الى المحطة للتزود بالوقود بعد ساعتين ويخلو الشارع من المارة والسيارات. وظن الاثنان ان هذه الليلة كسابقتها ستمر بسرعة !
وبينما كان المجني عليه (س) يغسل ارضية المحطة وادارتها من الداخل كانت الساعة تقارب العاشرة مساءً . سوف يغلقان المحطة ويبدآن الحراسة بالتناوب الى حين موعد السحور.. إلا ان المفاجأة كانت تستعد للاقتحام وتفسد جو الامان في المحطة: ثلاثة ملثمين يرتدون قفازات سودا وكليتات تغطي كل ملامح وجوههم إلا العينين يحملون بين ايديهم بنادق كلاشنكوف ينزلون من سيارة سوداء اللون، وبسرعة دخلوا المحطة، وطلبوا من (س) تسليمهم ايراد المحطة اليومي. رفض الرجل وهو يرتجف وصديقه الى جواره ... وما كان من الملثمين الثلاثة الا ان اطلق احدهم عدة اعيرة نارية في الهواء لارهابه وصديقه، لكن (س) رفض ان يفتح القاصة فهو مؤتمن عليها حتى ولو كان الثمن حياته. فما كان من المسلحين الا ان اطلقوا عدة اعيرة نارية عليه أودت بحياته على الفور.
في هذه الاثناء ساد جو من الرعب في غرفة الادارة وامتلأت بدماء المجني عليه الذي اصبح جثة هامدة ثم قاموا بفتح القاصة وسرقة اكثر من (50) مليون دينار ثم اعتدوا على صديقه بأخمص البنادق واوقعوه ارضا وهو فاقد الوعي ولاذوا بالفرار!
لم تمر سوى دقائق حتى حضرت احدى السيارات للتزود بالوقود ، فاكتشف سائقها جثة (س) ملقاة على ارضية الادارة وصديقه في حالة اعياء شديد. اتجه السائق الى احدى الدوريات القريبة في الشارع العام واخبرهم بما شاهده في محطة الوقود. حضرت مجموعة من الجنود وضابط السيطرة الى المحطة وبدأت بالتحقيق في واقعة التسليب. ظنت الشرطة ان المسألة كلها لن تستغرق اياما قليلة وسوف يتم القبض على المتهمين وتقدمهم للعدالة. المعلومات التي جمعتها الشرطة عن المجني عليه تؤكد انه حسن الاخلاق ولم يمر على زواجه سوى عشرة اشهر واسرته متوسطة الحال. والده يعمل نجارا اقعده المرض عن العمل . لا توجد بينه وبين أي احد مشاكل او عداوات حتى زميله في المحطة لم يشاهد هؤلاء او يتعرف عليهم او استطاع ان يحدد ملامحهم للشرطة لانهم كانوا يرتدون كليتات تغطي كل الوجه ويستقلون سيارة جمسي سوداء اللون وبدون لوحات معدنية. يبدو انها جريمة غامضة تضاف الى الجرائم الارهابية والسطو المسلح الذي اخذ ينتشر على الطرق الخارجية .
بعد ان سمعنا الحكاية، جلس الينا والد (س) وبجواره حفيدته قائلا : لقد عرفنا بالحادث في الساعة السابعة صباحا. كنا في حالة ذهول ولم نصدق . راجعنا المستشفى وكان ابني لا يزال ما بين الحياة والموت. نصحنا الاطباء بالذهاب به الى مستشفى الكوت لكنه كان قد فارق الحياة متأثرا بالرصاص الذي اخترق جسده .
اضاف الاب: ابني هو الذي ينفق على المنزل . قتلوا ابني وزوجته التي كانت على وشك الانجاب ولدت له طفلة صغيرة هي الآن تسأل عن ابيها وتعتقد ان كل واحد يأتي الى هنا هو والدها. لن يرتاح قلبي الا بعد القبض على الجناة الذين قتلوا ابني ... حينما اشاهد ابنته امامي وهي تلهو وتلعب ابكي من شدة التأثر على مستقبل ومصير هذه الطفلة التي قتل والدها دون ان تراه او يراها هو.. ما ذنب هذه المسكينة ؟ أسأل نفسي متى يتم القبض على المجرمين الذين اصبحوا جزءاً من مافيات داعش المنتشرة في اكثر من مدينة.غادرنا المنزل الحزين ونحن على باب المنزل وبصوت طفولي بريء قالت : مع السلامة يا بابا! سالت دموعنا مرة ثانية، ويبقى سؤال واحد في اذهاننا : متى يتم القبض على الفاعلين؟!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ليفربول يخسر وديا أمام بريستون

مجلس الخدمة ينشر توزيع حملة الشهادات والاوائل المعينين حديثا

البرلمان يشكل لجنة إثر التجاوزات على اقتصاد العراق وأراضيه

بايدن يرفض دعوات الانسحاب من الانتخابات الامريكية : انتظروني الأسبوع المقبل

وفاة محافظ نينوى الأسبق دريد كشمولة

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

جانٍ .. وضحية: مدفع السحور.. جاء متأخراً !!

جانٍ .. وضحية: مدفع السحور.. جاء متأخراً !!

كانت ليلة من ليالي رمضان، تناول الزوج (س) فطوره على عجل وارتدى ملابسه وودّع زوجته، كان الأمر عادياً، لكن لسبب تجهّله، دمعت عينا الزوجة. ابتسم في وجهها وهَمَّ بالخروج الى عمله بمحطة الوقود الخاصة...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram