في اكثر من مرة يكون جسر بزيبز ، الرابط بين عامرية الفلوجة والعاصمة بغداد من الجهة الغربية ، سببا في بروزمشكلة تحتاج الى معالجة فورية سريعة تتعلق بتأمين عبور النازحين من مناطق تنفيذ العمليات العسكرية في محافظة الانبار ، حفاظا على ارواحهم.
رئيس مجلس النواب سليم الجبوري وجه مؤخرا لجنتي الأمن والدفاع، والهجرة والمهجرين لمتابعة عمليات "ابتزاز" النازحين من قبل الأجهزة الأمنية على جسر بزيبز ، وذكر بيان صادر عن مكتب الجبوري ان "عمليات الابتزاز تحدث اثناء عودة النازحين الى منازلهم."
بيان الجبوري تضمن الاشارة الى مشكلة "ابتزاز النازحين" ، وترك للّجنتين النيابيتين فرصة التحري والتحقق ، فضلا عن تشخيص المتورطين بممارسة الابتزاز ، خصوصا ان مجلس محافظة الانبار اعلن الاسبوع الماضي عودة عشرات الاسر النازحة الى مناطق سكنها في ناحية الخيرات بقضاء الكرمة ، بعد تحريرها من سيطرة تنظيم داعش .
الابتزاز على جسر بزيبز قضية خطيرة جدا تحتاج الى متابعة برلمانية، نظرا لما تتضمنه من اتهامات للجهة الأمنية المسؤولة عن الجسر ، في وقت تواصل قوات الجيش والشرطة وافواج العشائر وفصائل الحشد الشعبي تنفيذ عملياتها لتطهير المدن العراقية من سيطرة الدواعش في الانبار وصلاح الدين . فهل تستطيع لجنتا الامن والدفاع والهجرة والمهجرين التوصل الى حقيقة "الابتزاز" ، ام ان القضية بمجملها طرحت لاثارة الغبار للتقليل من اهمية التقدم الواضح في قواطع العمليات.
النازحون من الانبار يترقبون العودة الى مناطق سكنهم في اقرب وقت ممكن ، ولطالما اعلنت الجهات الرسمية حرصها على اعادة الخدمات الاساسية في المدن المحررة ، وشكلت لهذا الغرض لجانا ضمت ممثلين عن وزارات عدة . مقابل هذا الحرص لابد من اثبات فرضية الابتزاز في جسر بزيبز ، والبرلمان هو الجهة المسؤولة عن كشف حقيقة عرقلة عودة الأُسر النازحة باجراء زيارات ميدانية ولقاءات مع اشخاص لاعداد تقرير يطرح امام مجلس النواب يشخص المتورطين بابتزاز النازحين ثم احاتهم الى القضاء .
السائد في الشارع العراقي ان اللجان المشكلة في البرلمان لاغراض المتابعة والتحقيق تحتاج الى سقف زمني طويل ، وليس من المستبعد ان تخضع النتائج لتاثيرات سياسية ، فيغلق الملف كغيره من الملفات الاخرى ويسجل ضد مجهول ثم يسدل الستار على القضية ، فينحسر ذكر جسر بزيبز في نشرات الاخبار، لاسيما انه احتل اهتمام وسائل اعلام عربية واجنبية ، مع موجة النزوح الكبيرة من مدينة الرمادي .
دعت حكومة الانبار المحلية تزامنا مع بدء تنفيذ تحرير المادي اهالي المدينة الى مغادرتها ، بعد ان وفرت الاجهزة الأمنية ممرا آمنا نحو قضاء الخالدية ، دعوة الحكومة المحلية جاءت لمنع استخدام المدنيين دروعا بشرية ، لو كان الممر الآمن يتطلب عبور جسر بزيبز هل يتعرض المدنيون الى ابتزاز ؟ مجرد سؤال لتبديد المخاوف من حصول مصائب على بزيبز .
بزيبز .. يا مصايب الله
[post-views]
نشر في: 18 أكتوبر, 2015: 09:01 م