اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > الحوار مع داعش!؟

الحوار مع داعش!؟

نشر في: 19 أكتوبر, 2015: 09:01 م

عمودي السابق حول التصور السياسي لروسيا وايران في معالجة مأزق داعش، اثار تعليقات غاضبة ترفض مفهوم "الحل السياسي" وهي تعكس نوع النقاشات الدائرة بين الجمهور. والاخطر ان قطاعا واسعا من الساسة "المتفاوضين" يفكرون بالطريقة ذاتها.
قلت في العمود السابق ان النخبة الشيعية مطالبة بأن تطرح تقييمها الصريح للحاجة الى الحلول السياسية الموازية لكل التضحيات العسكرية المشهودة في ساحة المعركة. لان استمرار الغموض والتردد سيعني موت السياسة. وهو سيعني ان تضحيات شبابنا يمكن ان تتبخر كما تبخرت تضحيات جنودنا ومقاتلي الصحوة الذين كبحوا جماح الارهاب في ٢٠٠٦ ثم عاد بقوة في ٢٠١٣.
الاستدلالات المعترضة على كاتب السطور، كانت على قدم وساق، لاثبات ان ظهور العنف السني ليس ناتجا عن قمع سياسي. ولذلك يجب معالجتها بالعنف المضاد. احد الادلة: ان السنة طائفة حاكمة في الكويت والسعودية، فلماذا يمارسون العنف ويفجرون الحسينيات الشيعية وهم غير مهمشين؟
وهل نشك في ان هذا عنف سياسي ديني خطير، شهده تاريخ الاسلام والمسيحية وغيرهما؟ وان سياسات طهران وحزب الله تغذي هذا العنف؟
لكن لننتبه. اولا: من قال ان للتطرف سببا واحدا، هو التهميش او العقيدة المذهبية او غسل الادمغة او اي شيء اخر؟ لقد قد حاول خبراء من كل انحاء العالم ان يفهموا عوامل ظهور التطرف الديني العنفي في الاسلام، سنة وشيعة، وخارج الاسلام.
ثانيا: في السعودية هنالك طبقة ايديولوجية مقموعة، هي المتشددة على طريقة القاعدة، وهناك صراع بين الاجنحة، ومجتمع معقد كهذا يمكن ان يشهد مبررات كثيرة للكفاح المسلح الذي يعتبر الملك السعودي كافراً، ولكنه كفاح بنسخة دينية متشددة تشبه التيار الاجتماعي والديني الشائع.
ثالثا: ماذا تريدون ان تثبتوا؟ تريدون القول بان السبب وراء العنف ليس القمع السياسي، لذلك فالمطلوب مزيد من القمع السياسي وتشكيل حكومة تطرد الاكراد، وتقوم باخضاع المجتمع السني عبر جيش روسي، وتقوم كذلك باخراس الصوت الشيعي الداعي للتصالح، ومن سيبقى حينها!؟
ولماذا نستغرب وجود شيعة يفكرون على هذا النحو، فهناك الاف السنة يؤيدون قمع الشيعة وتفجيرهم وتفخيخهم، ويمتدحون صدام حسين الذي هو رمز لنقص الحكمة. ولذلك لسنا امام جبهة حق وجبهة باطل، بل هناك طرفان شيعي وسني، متورطان في خطيئة دموية عظمى، ويقتلان بعضهما.
وفي الايام الاخيرة، كان هناك كثير من السنة "زعلانين" لاننا ننتقد صدام حسين. وكثير من المعلقين الشيعة كانوا غاضبين لاننا ننتقد ايران. والمصيبة ان المعتدل السني او الشيعي ليس مؤثرا في هذا المشهد، لذلك نحتاج حوارا قاسيا جدا، مع المجانين الشيعة والمجانين السنة، الموصوفين اعلاه، لانهم مصدر المال والدم والحماسة الطائفية التي تديم النزاع وتؤججه.
سأحاول في العمود المقبل مواصلة هذا السجال، الذي مفاده ان السنة هم مجرد داعش، وان المطلوب القضاء عليهم، او اخضاعهم. وهذا هو خلاصة الاستراتيجية الروسية والايرانية اليوم، ويؤيدها اتجاه شيعي معارض لعقلانية النجف وحلفائها.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 2

  1. aboabeer

    اصبت الحقيقة ياابن الاكارم حياك الله وليتك مشكورا ان تعمل مقارنةلعقلاء الطرفين بين داعش والمليشيات بشجاعتك المعهودة وبدون مجاملات

  2. aboabeer

    اصبت الحقيقة ياابن الاكارم حياك الله وليتك مشكورا ان تعمل مقارنةلعقلاء الطرفين بين داعش والمليشيات بشجاعتك المعهودة وبدون مجاملات

يحدث الآن

العراق الثاني عربياً باستيراد الشاي الهندي

ريال مدريد يجدد عقد مودريتش بعد تخفيض راتبه

العثور على جرة أثرية يعود تاريخها لعصور قديمة في السليمانية

"وسط إهمال حكومي".. الأنبار تفتقر إلى المسارح الفنية

تحذيرات من ممارسة شائعة تضر بالاطفال

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

العمودالثامن: العميل "كوديا"

العمودالثامن: عقدة عبد الكريم قاسم

العمودالثامن: فولتير بنكهة عراقية

وجهة نظر عراقية في الانتخابات الفرنسية

عاشوراء يتحوّل إلى نقمة للأوليغارشية الحاكمة

العمودالثامن: فولتير بنكهة عراقية

 علي حسين ما زلت أتذكر المرة الأولى التي سمعت فيها اسم فولتير.. ففي المتوسطة كان أستاذ لنا يهوى الفلسفة، يخصص جزءاً من درس اللغة العربية للحديث عن هوايته هذه ، وأتذكر أن أستاذي...
علي حسين

من دفتر الذكريات

زهير الجزائري (1-2)عطلة نهاية العام نقضيها عادة في بيت خوالي في بغداد. عام ١٩٥٨ كنا نسكن ملحقاً في معمل خياطة قمصان (أيرمن) في منتصف شارع النواب في الكاظمية. أسرّتنا فرشت في الحديقة في حر...
زهير الجزائري

دائماً محنة البطل

ياسين طه حافظ هذه سطور ملأى بأكثر مما تظهره.قلت اعيدها لنقرأها جميعاً مرة ثانية وربما ثالثة او اكثر. السطور لنيتشه وفي عمله الفخم "هكذا تكلم زارادشت" او هكذا تكلم زارا.لسنا معنيين الان بصفة نيتشه...
ياسين طه حافظ

آفاق علاقات إيران مع دول الجوار في عهد الرئيس الجديد مسعود پزشكیان

د. فالح الحمراني يدور نقاش حيوي في إيران، حول أولويات السياسة الخارجية للرئيس المنتخب مسعود بيزشكيان، الذي ألحق في الجولة الثانية من الانتخابات هزيمة "غير متوقعة"، بحسب بوابة "الدبلوماسية الإيرانية" على الإنترنت. والواقع أنه...
د. فالح الحمراني
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram