المؤلف الاميركي جوناثان فرانزين، يشكو من انقضاء الوقت في تصفح الانترنت، وهو يكتب روايته الرابعة "حرية".ويقول: في كل وقت أبدأ بكتابة رواية جديدة، اشعر وكأنني لم اكتب ابداً.ان كتابة "الحرية" ارتبط بشكل ما مع وفاة صديقه – ديفيد فوستر والاسي.
&nbs
المؤلف الاميركي جوناثان فرانزين، يشكو من انقضاء الوقت في تصفح الانترنت، وهو يكتب روايته الرابعة "حرية".ويقول: في كل وقت أبدأ بكتابة رواية جديدة، اشعر وكأنني لم اكتب ابداً.
ان كتابة "الحرية" ارتبط بشكل ما مع وفاة صديقه – ديفيد فوستر والاسي.
ففي شهر حزيران عام 2008 ومع معاناة في ستة اعوام من كتابة رواية جديدة، سافرت الى برلين وحصّنت نفسي في غرفة من الاكاديمية الاميركية. وهناك أمر يتعلق بالمانيا، ربما كونها بعيدة جداً عن أميركا او بسبب جدّية الرواية فيها او ربما انغماري في لغة افهم منها الا القليل جداً، ولكني لا اعرف كتابتها، وهو امر ساعدني على كتابة روايتي. وقد كتبت الصفحات الاولى من كتابي الاول في المانيا، والفصل الاول لروايتي الثانية كتبتها في نافاريا. وفي عام 2007 عدت الى برلين، كي ابدأ بتحريك رواية "حرية"، ولكنني انتهيت بلا شيء، ووضعت المشروع جانباً عاماً كاملاً.
وفي الاكاديمية، واصلت عدم شجاعتي ولكنني شعرت فجأة في صباح يوم، وجدت خاصية النثر الذي اختاره، وبدأت آنذاك بالكتابة، بدءاً من الصفحات الاولى، وامضيت يومين سعيدين. وفيما بعد، وإثر انقضاء ما بعد الظهر، خطر ببالي ان صديقي ديف والاس، لم يرد على الرسالة التي ارسلتها له عبر (ألنت)، قبل اسبوع وهو أمر لا يتفق مع سجيته، ولذلك اتصلت هاتفياً مع زوجته كارين وعلمت منها انه حاول الانتحار قبل وصول الرسالة بيوم، وكادت المحاولة تنجح ويبدو ان ترابط وصول الرسالة، بدا غريباً. كنت وديفيد صديقين حميمين منذ اعوام، واحياناً احس وكأنه وانا شخص واحد، انقسم الى نصفين في عام 2008 وكأنما قوة حركته تلك (محاولة الانتحار) اوجدت في داخله كآبة عميقة ثم جاء بعد ذلك الموت، وقد بدا ذلك متلائماً مع حالتي في تجديد حياتي، والتحرر من امور كنت اريد التخلص منها.
***
ان كل نجاح تحققه رواية مالي، تجعلني اجد صعوبة اكبر في الكتابة. وهذا الأمر، بشكل ما مع توقعي ان يكون العمل اسهل لأنني اصبحت كاتباً متمرساً. وفي كل مرة احاول فيها بدء رواية جديدة، احس كأنني لم اكتب واحدة جديدة من قبل ان العملية باكملها تحتاج الى اكتشاف جديد، والى خلق جديد، انه أمر اشبه برياضة التنس، فهناك ايام، لا أذهب فيها الى الملعب واحس ان المضرب (الراكيت) يبدو غريباً في يدي، وكأنني إنسان قديم لم يلمس قط المضرب في حياته. واحس بنوع من الكبرياء لأنني غير قادر ان اكون روائياً محترفاً.
وكتابة الرواية، دائما تخلق عدداً من الشخصيات التي احبها تدريجياً ولكنني اضعها في ظروف قاهرة، من دون ان اشعر بالحب تجاهها، واصبح قاسياً ببساطة وتنبثق في خلال الكتابة ملاحظات كثيرة تبدو مضجرة، حتى انني اضجر من قراءتها، وشخصياتي رمزية واحاول ان احلم بها، ولكنني احلم بوالدي الراحل وزوجتي السابقة.
وقد قرأت رواية باولا فوكس (الشخصيات اليائسة) واحاول احيانا ان احلم، ومن أجل تحقيق ذلك أحتاج الى موضوع يبدو حقيقياً بما فيه الكفاية كي احلم به.
وفي بعض احلامي تظهر، او اتخيل شخصيات تبدو حقيقية وكأنها تفكر في الحصول على اماكن خاصة بها في العالم. وفي رواية "شخصيات يائسة وخلق عالم لتلك الشخصيات تحتاج الى الاحساس بها وفي دواخلها ومعرفة معلومات كثيرة عنها. ولذلك عندما اكتب بالكتابة احتاج الى عزل نفسي في المكتب، لانني اخشى الاندماج مع ما حولي وهذا الامر يأتي من مصادر شتى او ما حولك، وكي تكون قادرا على تتبع ما يحدث في العالم، فعليك ان تغلق 99% من الضوضاء اما ما يتبقى فهو 1% وفيه معلومات جيدة، تستفيد منها.
------
* جوناثان مزانزين اتفق على مناقشة روايته "الحرية" في صحيفة الغارديان.
عن الغارديان