2-2
الدورة السادسة عشرة لمعرض الكتاب الدولي في كوستاريكا التي انطلقت في عاصمة البلاد سان خوزية من يوم الجمعة المصادف 18 تشرين الاول الجاري حتى يوم الأحد المصادف 27 منه، شارك فيها 238 عارضاً محليين وآخرين قادمين من بلدان أخرى، الحصة الكبيرة منهم جاءوا من بلدان أميركا الوسطى. لايهم ما يتعرض له الناشرون في أميركا الوسطى من صعوبات، كما أشرنا في عمود الأسبوع الماضي، مثلما لا يهم أن كتّاب البلدان الستة التي تشكل أميركا الوسطى، غواتيمالا، السلفادور، هندوراس، نيكاراغوا، كوستاريكا وبنما، يعانون من مشاكل النشر، إلا أن المعرض الذي يُقام سنوياً في عاصمة كوستاريكا، سان خوزيه، هو فرصة لكي يلتقي كتاب أميركا الوسطى، لكي يقدموا جديدهم، لا يهم أن بعضهم لم يجد كتابه معروضاً هناك، لأن ناشره لم يأت لهذا السبب أو ذاك، كما حصل للكاتب السلفادورنية "فانيسا نونييز حنظل"، التي قدمت روايتها في المعرض "الرب يمتلك الخوف"، وكأنها تنبأت بذلك، لذلك حملت كتبها معها، توزعها على الأصدقاء، ليست هي الوحيدة في ذلك، الكاتبة الغواتيمالية دينيس ف- فونخال (1977 غواتيمالا سيتي) هي الأخرى حملت روايتها "آنا تضحك"، الصادرة عن نفس الدار التي صدرت عنها رواية فانيسا حنظل، كاتب آخر حمل حقيبة كتبه معه هو الكاتب البنمني كارلوس رايتر ملو (بنما سيتي 1971)، رغم أن روايته "المدنسات" صادرة عن دار نشر مرموقة: بلانيتا. إرباك في الشحن؟ عدم وجود اهتمام؟ من الصعب الاجابة على ذلك، لأن الجولة الاستطلاعية خلال أروقة المعرض وخاصة في أيام نهاية الأسبوع، ترينا كيف أن الازدحام يسيطر على المعرض، وأن أغلب الزوار يخرجون وقد امتلأت أكياسهم البلاستيكية بالكتب.
طبعاً كما في كل معرض، يسيطر الكتاب النجوم على أجواء المعرض. هذا العام كان الاحتفاء الخاص بشاعر نيكاراغوا وأميركا الوسطى الأب أرنستو كاردينال (1925)، فبمناسبة عيد ميلاده التسعين الذي مرّ قبل فترة قريبة، عرض جناح نيكاراغوا الذي أرشفت عليه الناشرة سلفادورا نافاس طبعة خاصة من سيرته ومن أعماله الشعرية المختارة، وأمام البوستر الذي تصدر الجناح ومع شرب كؤوس صغيرة من روم نيكاراغوا المشهور "كانيا دي فلوريس"، جلس الشاعر المسن بسدارته الباسكية ونظارته المدورة على كرسيه المتحرك، يعطي المقابلة تلو المقابلة، كأن القس المؤمن يريد أن يثبت أنه ما يزال بكامل قوته وعافيته، رغم أنه حتى لا يستطيع دفع كرسيه لوحده. نجم المعرض الكبير كان أيضاً سيرجيو راميرز(1942) الذي قدم روايته الجديدة "سارة" (دار النشر الفاغوارا)، أيضاً نجمة المعرض كانت جيوكوندا بيلي، نعم، كان ملفت للنظر سيطرة المثقفين النيكارغوانيين على أجواء المعرض.
"دائماً كان هدفنا ومنذ أول دورة للمعرض عام 1999، احتضان أدب أميركا الوسطى"، تقول وزيرة الثقافة والشباب السيدة سيلفيان دوران سالفاتييرا، على سؤال لنا عن الميزة الخاصة للمعرض، "دعم وتشجيع اقامة الندوات، وفسح المجال للقطاعات التي تعلب دوراً بطولياً في نشر الثقافةً". قرابة 230 ندوة وقراءة وطاولات مستديرة نظمها المعرض في هذا العام. المجال التطبيقي لكلام الوزيرة، هي الاحتفائيات التي تمت. قرابة 230 ندوة وقراءة وطالوات مستديرة نظمها المعرض، وفي أغلب تلك الاحتفالات وأيضاً في الجلسات الخاصة والتعقيبات، دار الحديث عن خصوصية أميركا الوسطى وأدبها، من هي أميركا الوسطى التي نتحدث عنها، كمجال للتطور ومكان للتبادل الثقافي بين أجيال مختلفة، أيضاً تم الحديث بصوت عال عن العزلة التي تعيشها أميركا الوسطى، عن نظرة بقية أميركا اللاتينية لها والعالم بصفتها بلدان متخلفة، أدبها متخلف أيضاً.
زيارة لمعرض الكتاب الدولي في كوستاريكا
[post-views]
نشر في: 20 أكتوبر, 2015: 09:01 م