TOP

جريدة المدى > عام > دار الثقافة الكردية تحتفي بسيرة عبد الحميد الرشودي

دار الثقافة الكردية تحتفي بسيرة عبد الحميد الرشودي

نشر في: 26 أكتوبر, 2015: 12:01 ص

قد يكون التأريخُ الثقافي والإرث الأدبي العراقي مُتجسداً في سيرة وذاكرة رجُل أفنى أياماً طوال من حياته يؤرشفُ أعمال عظماء الأدب العراقي الذين كان للباحث التراثي والمحقق عبد الحميد الرشودي فضل لحضورهم في الذاكرة العراقية . ورغبةً بالاحتفاء بإنجازات الر

قد يكون التأريخُ الثقافي والإرث الأدبي العراقي مُتجسداً في سيرة وذاكرة رجُل أفنى أياماً طوال من حياته يؤرشفُ أعمال عظماء الأدب العراقي الذين كان للباحث التراثي والمحقق عبد الحميد الرشودي فضل لحضورهم في الذاكرة العراقية . ورغبةً بالاحتفاء بإنجازات الرشودي وسيرته الطويلة ، أقامت دار الثقافة الكردية حفلاً تكريمياً لهُ صباح يوم الأحد الفائت بحضور عدد كبير من المثقفين والباحثين من زملاء وتلامذة الرشودي .
وقال مدير الجلسة سعد نعمة : "لقد عودتنا دار النشر والثقافة استذكار الرموز الثقافية والأدبية في العراق , حيث نستذكر اليوم شخصية ترفض الظهور على الشاشة أو الى الإعلام ."
وأضاف نعمة : "إن عبد الحميد الرشودي يُعد بصمة مهمة في الأدب التُراثي العراقي , ذلك لأنه طرز سجلهُ الإبداعي بصمت بعيد عن الضجة الإعلامية و بهرجة الأضواء ، ورغم الإرث الثقافي الكبير الذي لازال يبنيه إلا إنه تميز بتواضعه وقد ارتبط اسم الرشودي باسم الرصافي لما قدمه من أعمال أدبية بهذا المجال."
كما ذكر رئيس تحرير جريدة الصباح عبد المنعم الأعسم : "لم تجمعني علاقة بالرشودي إلا منذ خمس سنوات مضت , إلا إنني كنت استرشد لهُ من خلال عدد من المؤلفات مأخوذاً بشخصيته الأدبية. "
وأشار الأعسم : "يعتبر الرشودي من خلال كل ما قدمهُ مرجعاً أدبياً للجامعات والأكاديميات والمحافل الأدبية , فهو مدرسة مهمة جداً لأن تُراث العراق وتأريخه الثقافي والأدبي بات مؤرشفاً ضمن مؤلفات الرشودي وبذلك يعد تراث العراق الثقافي مُهدداً بالانقراض إذا ما رحل الرشودي دون رعايةٍ أو اهتمام من الجهات المسؤولة ."
ولفت الأعسم "إضافة الى العلاقة الادبية التي ربطت الرشودي بالرصافي إلا انهُ أصدر كتاباً عن الزهاوي وخلد من خلالهُ أعمال وتأريخ الزهاوي , وقد ساعده في ذلك أبناء عائلة الزهاوي الذين لازال الأدب ممتناً لهم نتيجة المجهود الذي قدموه من أجل المساعدة على تجسيد ذاكرة الزهاوي من خلال أرشفة الرشودي ."
بدوره ، بين الباحث رفعت عبد الرزاق "ان الاحتفاء بعبد الحميد الرشودي يعني احتفاء بجيل لامع من الباحثين , لقد ابتعد الرشودي كثيراُ عن الأضواء و نأى بنفسهِ عن المؤسسات العراقية , لذلك نرى الكثير من مُدعي الثقافة لا يعرفون شيئاً عن الرشودي. "
وأضاف عبد الرزاق قائلاً "كان الرشودي في الستينات مُدرساً للغة العربية في منطقة ابو غريب , إلا إنه رفض أن ينقل نفسه الى مركز المدينة بالرغم من إن اثنين من رؤساء الجمهورية كانوا من أبناء خاله "عبد الرحمن عارف وعبد السلام عارف" إلا إن الرشودي لم يذكُر هذا الأمر يوماً ولم يُبالِ بهِ ."
وأكد عبد الرزاق ان " الكاتب محمد بهجت الأثري كثيراً ما استعان بالرشودي في إخراج كتاباته وذلك لأنهُ محقق كبير و أستاذ وباحث لا غُبار على سيرتهِ الأدبية."
من جهته ، أكد نائب رئيس اتحاد الكتّاب والأدباء العراقي حسين الجاف " تعرفت الى الرشودي من خلال الصحفي والمؤرخ ياسين الحسيني في منتدى ابو حنيفة النعمان ,وكان شخصية متواضعة بسيطة جداً ولم يكُن الرشودي مُهتماً الى ان أقرباءهُ هم اثنان من رؤساء العراق ." وبيّن الجاف " يُعدّ الرشودي من مُحبي الرصافي ومن مُتابعي أدبه , كما انه لم ينسَ أن يُتابع أدب العديد من عظماء الأدب العراقي حيث خلد أعمالهم وتأريخهم من خلال بحثه في كل ما قدموه سابقاً ."
بدورهِ ، ذكر الناقد على الفواز في مُداخلةٍ لهُ ضمن الجلسة الحوارية الخاصة بالرشودي "ان للاحتفاء بالرشودي جانبين : الأول يتضمن سيرة الرشودي والثاني يختص بالتقاليد الثقافية التي غابت عنّا , بدلاً عن الحديث بألم عن عبد الحميد الرشودي أو عن العديد من كبار الكُتاب والمثقفين العراقيين وكان الأجدر بنا أن نجعل لهم أماكن خاصة تضُم أعمالهم و إرثهم الثقافي ."
وبين الفواز : "تضمن الأدب العراقي على مدى التأريخ اسماء كبيرة كانت ستغيب عن ذاكرتنا لولا ان خلدها الرشودي الذي يُعتبر اليوم أرشيفاً مهماً على وزارة الثقافة العراقية أن تُحافظ عليه وترعاه لأنهُ يحمل الإرث الثقافي التراثي العراقي ."
وأشار فواز "الرشودي يمثل رمزا من رموز المثقف العراقي الحقيقي فهو يحتفي بالرصافي من جانب وبمصطفى جواد من جانبٍ آخر لذلك نجدهُ لا يملك النزعة الطائفية , فالرشودي عمل على إحياء التراث الأدبي وعلى وزارة الثقافة العراقية أن تلتزم بالعمل المؤسساتي الذي يُحيي التقاليد الثقافية ."
ويُعد الرشودي من أهم الباحثين في مجال الأدب التراثي العراقي والذي عمل على تخليد صور لذاكرة أهم رواد الأدب العراقي والذين كان للرشودي فضل كبير في استذكارهم وتخليدهم , واليوم يرقد الرشودي على فراش المرض تاركاً جمهورهُ بقلق سواء أكان بشأنهِ او بشأن تأريخ الأدب العراقي الذي قد يُهدد بالانقراض فيما إذا رحل الرشودي.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

تقاطع فضاء الفلسفة مع فضاء العلم

الذكاء الاصطناعي والتدمير الإبداعي

موسيقى الاحد: "معركة" المغنيات

فيلم "الحائط الرابع": القوة السامية للفن في زمن الحرب

"الشارقة للفنون" تعلن الفائزين بمنحة إنتاج الأفلام القصيرة

مقالات ذات صلة

الذكاء الاصطناعي والتدمير الإبداعي
عام

الذكاء الاصطناعي والتدمير الإبداعي

د. نادية هناوييؤثر الذكاء الاصطناعي في الأدب بما له من نماذج لغوية حديثة وكبيرة، حققت اختراقًا فاعلا في مجال معالجة اللغة ومحاكاة أنماطها المعقدة وبإمكانيات متنوعة وسمات جعلت تلك النماذج اللغوية قادرة على الاسهام...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram