أحقا ما زلنا بحاجة لنكتب وننبه البعض لنفهمهم ان الإنسان، كقيمة، مهما كان لونه او شكله او نطقه أسمى من الأرض، وإذا ما تعلق الامر بدم الإنسان وحياته فحتى الله بحسب قول رسوله عنده هدم بيته الكعبة حجرا على احجر اهون من أن يسفك؟ فكيف اذا كان ذلك هدما لسجن في الحويجة يعود لداعش من اجل حقن دم 70 انسانا؟ الظاهر، وللأسف، اننا سنحتاج للتذكير بذلك كل يوم.
نعم السيادة عزيزة على كل مواطن، لكنها يجب ان تكون موجودة على الأقل. الحويجة مدينة عراقية احتلتها داعش وضمتها لدولتها لحد أنك لا تجد فيها غير راياتها السود وصارت تقيم فيها محاكم وسجونا. اهناك ارض محتلة تسمى ذات سيادة يا عباد الله؟ لا اريد تكرار الحديث عمن سلمها لداعش كصحن مزة مع كأس تسليم الموصل للدواعش وما زال يتحدث باسم المختارية والشجاعة والسيادة والوطنية.
في الحويجة المحتلة سجن فيه 70 انسانا ينتظرون الإعدام حرقا او ذبحا. هؤلاء وحدهم هم من يقرر الحكم على من سينقذهم. وهم وحدهم لهم الحق بالحديث عن السيادة وخرقها. فان قالوا والله لا نريد اجنبيا ان يتدخل في امر فك رقبتنا لان السيادة عندنا اعز من ارواحنا وترميل نسائنا وتيتيم أطفالنا، عندها نعطيهم الحق. اما اذا اتى فايخ طليق الرقبة واليد وليس في باله ان سيدخل عليه جلاد داعشي في أية لحظة ليجز رأسه، ويقول دعوا الذين في السجن يذبحون لان السيادة اشرف من حياتهم ودمائهم، فتلك هي الفاشية في ابشع صورها.
من يزايد على حيلة الأبرياء من الناس باسم خرق السيادة لا أقرأ قوله بغير انه يرى بان ذبح هؤلاء السبعين على يد الدواعش عنده أشرف من ان تمتد لهم يد اجنبية وخاصة أميركية لإنقاذهم. اقترح على هؤلاء اقتراحا لينا وهو ان يذهبوا لا لهؤلاء الذين تم انقاذهم بل لعوائلهم. اسألوا امهاتهم وآباءهم وزوجاتهم وبناتهم واولادهم عن قولهم في الذي حدث وآتوني بالجواب. هؤلاء هم وحدهم لهم الحق في الحديث عن السيادة لان الجرح لا يؤلم الا صاحبه.
أتمنى على كل باك على السيادة أن يفترش عباءة ضميره قبل عقله. وان يزيح غشاوة الطائفية والتعصب عن عينية ووجدانه. بعدها يقرأ الصورة. اراهنه انه سيرى ان الذي حدث في الحويجة كان كسرة خشم للدواعش وليس لخشم السيادة.
السيادة والإنسان
[post-views]
نشر في: 25 أكتوبر, 2015: 09:01 م
جميع التعليقات 2
ابو سدير
كلامك ذهب يااستاذ ولكن المن ومع منو تتكلم انهم دواعش من نوع اخر لو كانت إيران هي المنقذ لكانو طبلو للعملية ولكنها امريكا. وستبقى امريكا تنقذ العالم رغما عن انوفهم
ابو سدير
كلامك ذهب يااستاذ ولكن المن ومع منو تتكلم انهم دواعش من نوع اخر لو كانت إيران هي المنقذ لكانو طبلو للعملية ولكنها امريكا. وستبقى امريكا تنقذ العالم رغما عن انوفهم