اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > مسرح > الرموز الدرامية الساخرة في مسرحيات محمد عثمان جلال

الرموز الدرامية الساخرة في مسرحيات محمد عثمان جلال

نشر في: 27 أكتوبر, 2015: 12:01 ص

لقد شكّل مولد محمد عثمان جلال في مصر عنصراً مهماً من عناصر نتاجهِ المسرحي من حيث تأثرهِ بمسرح يعقوب صنوّع وترجماتهِ لمسرحيات فرنسية وتقديمها بصورة شعبية شبيهة بالنزعة المصرية. لذا كان من الأعمدة المهمة التي قام عليها المسرح في مصر بما قدمّهُ للمسرح م

لقد شكّل مولد محمد عثمان جلال في مصر عنصراً مهماً من عناصر نتاجهِ المسرحي من حيث تأثرهِ بمسرح يعقوب صنوّع وترجماتهِ لمسرحيات فرنسية وتقديمها بصورة شعبية شبيهة بالنزعة المصرية. لذا كان من الأعمدة المهمة التي قام عليها المسرح في مصر بما قدمّهُ للمسرح من اعمال هدفها بالدرجة الأساس التعليم والتأديب . وهذا ماجاء على لسانهَ في مقدمة الترجمة عن الفن المسرحي (ان التياترات موضوعة للتعليم والتأديب. والتربية والتهذيب.... وأنها تورث الجرأة عند المكالمة وتلهم الحجة لدى المخاصمة وهي على أقسام منها المطرب والمعجب والمبدع والمغرب والموجع والمشكي والمضحك والمبكي.)
ويعد محمد عثمان جلال من اهم المقتبسين في حقبته ، ساعده على ذلك اجادته للغتين الفرنسية والتركية وعمله في قلم الترجمة المصري ، فكان في كثير من الاحيان يترجم الكوميديات الى اللغة الدارجة في حين يقصر اللغة الفصحى على الاعمال المأساوية.
باكورة ترجماتهِ المسرحية هي أربع مسرحيات نشرها في كتاب تحت عنوان (الأربع روايات في نخب التياترات) ، وهذه المسرحيات هي جميعا لموليير وهي (النساء العالمات) (مدرسة الأزواج) (مدرسة النساء) و (تارتوف ) التي عنونها إلى (الشيخ متلوف) .
اما المسرحية الوحيدة التي كتبها محمد عثمان جلال فهي مسرحية (المخدمين) والتي تصف لنا علاقة الخدامين بالمخدومين ، تلك العلاقة القائمة على الاستغلال والظلم . ولعل محمد عثمان جلال من الذين حاولوا معالجة الواقع الاجتماعي المصري آنذاك من خلال ماكان يقدمه من مسرحيات يجعلها قريبة من الواقع المصري من حيث الأحداث واللغة الزجلية التي كان يكتب بها وأيضاً أسماء الشخصيات القريبة جداً من الواقع المصري بغية طرح قضايا من صميم ذلك الواقع بصورة قريبة إلى نفوس الشعب انتقد فيها وسخر من السلوك الاجتماعي الذي يتميز بهِ المخدومون حيث صوّر لنا قطّاعا اجتماعيا هاما في ذلك الوقت وهو قطاع الخدامين وعلاقتهم بالمخدومين ومدى استغلالهم لهم. لذا أتى هذا العمل المسرحي مليئا بالرموز الساخرة التي تشير إلى معاناة طبقة اجتماعية لاتمتلك حتى حق قول كلمة نعم أو لا. لذا جاءت سخرية محمد عثمان جلال سخرية تهكمية. حيث تهكم بلسان شخصياتهِ التي رغم بساطتها استطاعت ان تبين لنا تلك العادات الاجتماعية المغلوطة والسائدة رغم كونها مغلوطة حيث يعامل الإنسان معاملة أشبه بالحيوان من قبل أخيهِ الإنسان فقط لأنه يقع تحت سيطرة المخدوم.
لذا جاءت رسالتهُ المسرحية حاملة معها أهدافا عدة منها التأديب والتهذيب والتربية .وبما كان يملكهُ من لهجة ساخرة وقدرة على النقد والكشف على انحرافات الأخلاق يعد محمد عثمان جلال من الذين جعلوا لرسالتهم المسرحية هدفا ذا ابعاد محددة يحاول ان يسمو بهذا الهدف بجميع الوسائل ومن تلك الوسائل السخرية كما يصفها محمد يوسف نجم في ان محمد عثمان جلال كان يمتلك لهجة ساخرة وفكاهة عذبة وقدرة على اختيار الحوادث والمفارقات اللطيفة والكشف عن بعض الاخلاق المنحرفة ونقدها نقدا لاذعا. لذا فالضحك عند محمد عثمان جلال كان لهُ هدف خاص وغرض مقصود وهذا مانجدهُ في خطبتهِ حيث يقول (وما الضحك إلا من باب الهزل المقصود به الجد).

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

بالصور| تظاهرات حاشدة أمام وزارة التخطيط للمطالبة بتعديل سلم الرواتب

805 قتلى وجرحى بأعمال شغب مستمرة في بنغلاديش

مجلس النواب يعقد جلسته برئاسة المندلاوي

خبراء يحذرون: أغطية الوسائد "أقذر من المرحاض" في الصيف

القبض على 7 تجار مخدرات في بغداد وبابل  

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

مسرحية رائحة حرب.. كايوسية التضاد بين الحرب ورائحته
مسرح

مسرحية رائحة حرب.. كايوسية التضاد بين الحرب ورائحته

فاتن حسين ناجي بين المسرح الوطني العراقي ومهرجان الهيئة العربية للمسرح في تونس ومسرح القاهرة التجريبي يجوب معاً مثال غازي مؤلفاً وعماد محمد مخرجاً ليقدموا صورة للحروب وماتضمره من تضادات وكايوسية تخلق أنساق الفوضوية...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram