اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > مسرح > شواهد المحنة في مسرحية "انتظرتهم"

شواهد المحنة في مسرحية "انتظرتهم"

نشر في: 27 أكتوبر, 2015: 12:01 ص

مثلما شاهدنا وتابعنا أعماله منذ أكثر من عقد مضى ، قدم الفنان ثائر هادي جبارة عملاً مسرحياً جديداً. العمل الذي عرض على خشبة نقابة الفنانين في بابل في الأول من شهر محرم من هذا العام ، جاء بعنوان (انتظرتهم)، وهو من تأليف الكاتب (علي عبد النبي الزيدي) ،

مثلما شاهدنا وتابعنا أعماله منذ أكثر من عقد مضى ، قدم الفنان ثائر هادي جبارة عملاً مسرحياً جديداً. العمل الذي عرض على خشبة نقابة الفنانين في بابل في الأول من شهر محرم من هذا العام ، جاء بعنوان (انتظرتهم)، وهو من تأليف الكاتب (علي عبد النبي الزيدي) ، واخراج وتمثيل الفنان (ثائر) ذاته. ولعل ثيمة العمل كما شاهدناه انطوت على الاداء (المونودرامي)، ومثل هذا اللّون يظهر في اداء شخصية واحدة . وقبل الدخول الى تفاصيل العرض المسرحي هذا ، لابد من الاشارة الى ان الفن (المونودرامي) جاء بتعريفات عدة ، منها ما يعرفه بأنه (مسرحية متكاملة العناصر يقوم بأدائها ممثل واحد ، ويؤدي فيها دوراً واحداً او ادواراً متعددة .. ينتقل بسرعة كبيرة من دور الى آخر ) ، ومنها ما يعرفه (باختين) بأنه (نص راشح من الجنس الدرامي الأكبر (المسرحية)، وتجاوز الكثير من النصوص والأجناس الادبية الأخرى (سيرة، شعر، سرد، قصة،..)، ومنها ايضا ما يطلق عليه (نص تفاعل الأجناس)، ( عن مقالة للدكتورة زينة كفاح الشبيبي/ جريدة المدى).
(انتظرتهم)، عمل هيمن عليه صوت الفنان (الفونيم) العالي ، وطريقة المونولوج من خلال النبرة الشجية الحادة ، ولعل ذلك يساعد المتلقي في ايصال المعنى . ولكن المتلقي المختص يبحث عن لمسات دقيقة في الاداء والايماءة وتقاسيم الجسد عبر حركات مكملة للحوار ، وكانت جميع وقفاته وتحولاته اخذت بشكل واضح عبر تراتبية سياقية لموضوعات كبرى ، بمعنى ان العمل المسرحي يقف بجوار النصوص الابداعية التي تقرأ الواقع ومحنته عبر خطاب الأزمة ، وقراءة مضامينها ، ثم تقديمها بالشكل الذي كانت عليه ..
بدأ العرض بعبارة (انتظرتهم يأتون كي اشتري قميصاً للعيد) ، مع صعود هارموني لصوت الموسيقى ، ثم صعود حدّة الحدث وتكرار اللازمة (سيأتون)، كل ذلك أوضح الملامح الاطارية لوحدة العمل ، حيث نمسك بكينونة الاداء من نافذة النص ذاته ، إذ كانت هناك عبارات وظفت من خلال استحضارها من النص المقدس (بعض الايات القرانية والحديث) ،وغيرها من ابداعات فنية اخرى كـ(يا حريمة / بس تعالو/ موطني) ، ومع استثمار (السينوغرافيا) بطريقة متماهية مع تحولات الاداء لدى الفنان ، أمسك ثائر هادي جبارة بجوهر العمل المسرحي بقوله ( أحكي عن وطن روحي الذي باعوه في سوق النخاسين) ، ثم يقوم بنثر اوراق لعب القمار على الجمهور. هذه وغيرها كشفت عن بنية اختزالية لواقع مشحون بالأزمات والاضطرابات ، اجدها قد ولدت اسئلة اخرى ، اسئلة انطوت على كشفت شعاراتنا التي ما عادت تمسك بهويتنا وتاريخنا ، فكانت العبارة (اين الشمس في بلادي من سواها) ، استنطاق النص السيابي الذي بقي في خانة المثل ، ايضا العبارة الاخرى (أيمكن ان نكون بلا حضارة ولا أولياء ولا .. ايمكن يا علي )، شكلت اعادة قراءة عميقة لوقائع لا تتناظر مع محنة الأزمة الآن ..
ثائر هادي جبارة ، فنان مولع بالتجريب البرختي ، لكنه في مسرحيته (انتظرتهم) ، حافظ على حدود خشبة المسرح ، ربما لأن مواصفات العمل واحكامه خضعت لذلك ، فكانت وحدة الاشتعال المسرحي ككل ، وحدة كاشفة عن تفاصيل نعيشها في فضاءاتنا العامة ودقائقنا اليومية ، فعندما نفقد هويتنا ، ما قيمة شعاراتنا إن لم تحقق توازناً في الواقع ، او ( ما كنت أعلم ماذا يكون العلم ) كما يسترسل الفنان في نهاية العرض . وعندما تظهر موضوعة العمل عن حقيقة الأزمة التي تكشف عن خيوط المحنة (تحديداً الخطاب الديني المتطرف)، يصرخ الفنان بصوته الحاد (باعوك يا علي في سوق النخاسة) ، ثم يمسك بماكنة الحلاقة ليحلق لحيته ، لتكون قصدية العمل واضحة وهادفة ..
(عرضت مسرحية "انتظرتهم" ضمن فعاليات نادي المسرح في بابل يوم الخميس 15/10 /2015)، وسط حضور كبير من الوسط الثقافي البابلي وغيره.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

بالصور| تظاهرات حاشدة أمام وزارة التخطيط للمطالبة بتعديل سلم الرواتب

805 قتلى وجرحى بأعمال شغب مستمرة في بنغلاديش

مجلس النواب يعقد جلسته برئاسة المندلاوي

خبراء يحذرون: أغطية الوسائد "أقذر من المرحاض" في الصيف

القبض على 7 تجار مخدرات في بغداد وبابل  

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

مسرحية رائحة حرب.. كايوسية التضاد بين الحرب ورائحته
مسرح

مسرحية رائحة حرب.. كايوسية التضاد بين الحرب ورائحته

فاتن حسين ناجي بين المسرح الوطني العراقي ومهرجان الهيئة العربية للمسرح في تونس ومسرح القاهرة التجريبي يجوب معاً مثال غازي مؤلفاً وعماد محمد مخرجاً ليقدموا صورة للحروب وماتضمره من تضادات وكايوسية تخلق أنساق الفوضوية...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram