الأربعاء، 16 إبريل 2025

℃ 17
الرئيسية > أعمدة واراء > الصدر والمدنيين.. ابعد من لقاء

الصدر والمدنيين.. ابعد من لقاء

نشر في: 26 أكتوبر, 2015: 09:01 م

مرة اخرى يتعرض المثقفون الى هجمة (من الجمهور العلماني) بسبب لقائهم زعيم التيار الصدري. حتى ان السيد جاسم الحلفي وباقي الاصدقاء اضطروا لكتابة توضيحات شتى تبرر اللقاء. وكأن ممثلي التيار المدني دخلوا حوارا مع اسرائيل، لا مع طرف عراقي كان قريبا جدا من احتجاجات الاصلاح التي اندلعت الصيف الماضي.
ان ما حصل يشير الى غياب العقلانية عن معظم مواقفنا، كما يشير الى ازمة تمر بها العقلانية السياسية في العراق والتي وجهت لها النقد في المقال السابق. لا الضحية تحسن التعبير عن مظلوميتها. ولا الطرف الذي يرتكب الظلم قادر على تعديل المسار قبل ان ينهدم المعبد فوق رؤوسنا.
ورغم تباين المواقف بشأن امور مهمة، الا ان التقييم السياسي لمجمل الاوضاع، كان متقاربا جدا بين ممثلي الاتجاهات المدنية، وتيار الصدر وممثليه السياسيين والثقافيين، وكلا الطرفين، طبقا لاتصالات دائمة، يدركان الحاجة للعمل المشترك، لا في اطار حماية التظاهرات من المتربصين بمآلاتها، ولا فيما يتصل بمتطلبات تنضيج مفهوم الاصلاح واوراقه وحسب، بل يتعلق الامر بضرورة انتقال الجانبين الى مرحلة جديدة من التعاون، الذي لا يعني اندماجا وتطابقا، بقدر ما يعني اكتشاف ممكنات مشتركة، والتشارك في مستوى الجرأة في الدفاع عن الدولة، والايمان بضرورة بناء تسوية سياسية وثقافية كبيرة، ينتجها الداخل لقطع الطريق على تدخلات الخارج الصارخة وفوضى الداخل المنفلتة، او تخفيف ذلك وكبح جماحه على الاقل.
عبر مراحل مختلفة من التاريخ كان نقص الحوار المصمم بعناية بين مراكز القوى المحلية، عاملا يضيع قيمة التضحيات، ويبدد الفرص، ويورط البلاد في هزائم غير مبررة، ويمنح الخصوم المشتركين فرصة للتلاعب بمقدراتنا.
ومن هنا بدأ ممثلون بارزون عن التيارين، يتحدثون بوضوح خلال السنوات الاخيرة، عن ضرورة ملحة في تطوير مستويات الحوار، لجملة اهداف، منها تعزيز الشراكات السابقة الناجحة، وتطوير اشكال الثقة التي يفترض ان تطلق مرحلة تعايش واعدة تحتاجها بلادنا، كما يمكن ان نوفر حوارا على مستوى الخبراء، يمكنه المساهمة في تنضيج الخطط التشريعية والتنفيذية والسياسية، التي تمس ملف الاصلاح الاداري، او المصالحة الوطنية، او تطبيع علاقتنا مع الدنيا، واعادة العراق على خارطة المصالح العالمية كشريك موثوق ومسؤول، له مكانته واستحقاقه وعليه واجباته والتزاماته.
ويمكن لاي نجاح يحققه التعاون بين الجانبين، ان يقدم على الساحة الوطنية، قصة نجاح عراقية نادرة ستترك اثرها في التقريب بين كل الاطراف، دينية وعلمانية، عابرة للمذاهب والقوميات.
لا يمكن لتيار الصدر ان يؤثر سلبياً على مواقف العلمانيين المقتنعين بالعمل المشترك معه. كما لا يمكن للعلمانيين ان يتركوا "اثرا انحرافيا" في سياسات الصدريين. لكن يمكن بناء ثقة تشجع الطرفين معا على ان يصبحا معتدلين اكثر في قضايا مشتركة كثيرة. ولذلك فان الامر هو ابعد من مجرد لقاء. ويمكن ان يؤدي لبناء تقاليد وقواعد عمل جديدة تحرك الجمود ونقص المبادرة في كواليس السياسة العراقية

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 2

  1. khalid

    يفرحني النفس الذي ينتظم كتاباتك. ويفرحني حراك الشباب أيضا لأنه البشارة بالضوء في آخر النفق

  2. khalid

    يفرحني النفس الذي ينتظم كتاباتك. ويفرحني حراك الشباب أيضا لأنه البشارة بالضوء في آخر النفق

يحدث الآن

التربية تصدر إعلاناً بشأن دوام غداً الأحد

ما سبب تغاضي "إدارة الدولة" عن تعديل قانون الانتخابات؟

الكشف عن نسب إنجاز مشاريع ميناء الفاو

وزير الصناعة: منافسة المنتج المحلي للبضائع المستوردة صعبة

انتهاء المفاوضات بين إيران وامريكا

ملحق معرض اربيل للكتاب

الأكثر قراءة

قناطر: الزبير والمُستزْبِرون

من يونيتاد الى المحكمة الجنائية الدولية..العدالة الدولية تحت المطرقة

سيكولوجية تجنيد العقول في الجماعات الارهابية الدينية

هلال العيد.. جدل متجدد بين الفقه والعلم وثقافة الاختلاف

العمود الثامن: من يحاسب ضباط الداخلية ؟

العمود الثامن: اربيل تقرأ

 علي حسين صبيحة كل يوم يجد المواطن العراقي المسكين نفسه محاصرا بأخبار الصراع على السلطة، بين الذين يجلسون على كراسي السلطة.. حالة غريبة وعجيبة. هذا المواطن بعد تجربة مريرة لن يصدق أكذوبة أن...
علي حسين

كلاكيت: "ندم" وعودة الفيلم الجماهيري

 علاء المفرجي الانتاج السينمائي الموجه للجماهير العريضة بهدف جني الارباح من شباك التذاكر، هو الظاهرة التي لازمت الانتاج السينمائي في كل مكان، وربما كانت السبب الأساس في تراكم خبرة السينمات التي أزدهرت فيما...
علاء المفرجي

مرور نصف عقد على رحيل رفعة الجادرجي 10 نيسان 2020

بلقيس شرارة منذ خمسة اعوام فارق رفعة الحياة، وترك فراغاً كبيراً في حياتي. فقد كان رفيق فكر منذ ان تعّرفتُ عليه، وارتبطت حياتنا بذلك التقارب الفكري الذي ثبّت الأسس التي بنيت عليها تلك الرفقة...
بلقيس شرارة

الحاكم بمنظور إمام سلطة الحق

د. قاسم حسين صالح يعدّ الأمام علي اول خليفة وأول رجل دين في الأسلام ينتبه وينّبه الى صفة غاية في الأهمية يشترط توافرها في الحاكم هي ان يكون متمتعا ( بصحة نفسية وعقلية!).. وتعني...
د.قاسم حسين صالح
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram