سياسي من فئة اصحاب الخدمة الجهادية ضد النظام الديكتاتوري، عبر عن استيائه من اندلاع التظاهرات الاحتجاجية المطالبة بالإصلاح عبر لقاء متلفز، فقال ان تنظيمه السياسي قادر على تحريك الملايين من قاعدته الشعبية، في اشارة الى ان اعضاء حزبه بإمكانهم فرض سيطرتهم على الشارع، لتعليم الاخرين الاسلوب الحضاري في تنظيم التظاهرات الاحتجاجية. حديث المجاهد السابق تجاهل دعم المرجعية الدينية في النجف للتظاهرات السلمية، لان المحتجين رفعوا اصواتهم للمطالبة بمحاسبة جميع المسؤولين المفسدين بلا استثناء للمتورطين بسرقة المال، والاستحواذ على عقارات الدولة، بتحويلها الى مكاتب حزبية تقيم محاضرات اسبوعية لاطلاق وعود رفع المظلومية عن الايتام والارامل، فضلا عن توفير فرص العمل لفيلق العاطلين من خريجي الجامعات.
مصطلح "اقبض حسابك من دبش" مع مرور الايام اختزل الى اطلاق قول "جوه الجسر" تحت الجسر في اشارة الى ان وعود زعماء القوى السياسية المشاركة في الحكومة الحالية مجرد بالونات اعلامية، ترددها وسائل اعلام التنظيم، والجسر في القول العراقي الشائع، لا يحمل اية دلالة مكانية، قد يثير من جعل الجسر ومقترباته ملكية حزبية، بقدر ما يشير الى جهود دبش وسلفه عرقوب صاحب القصة المعروفة بالتنصل عن الوعود والمواعيد.
منذ فشل محاولة كلكامش في العثور على عشبة الخلود، اقتنع بنو البشر بحقيقة ان الموت مصير كل شخص، فواجهوا قدرهم المحتوم بترتيب اوضاع حياتهم حتى يأخذ الله امانته. مع مرور الزمن شهدت الكرة الارضية حروبا وصراعات ساعدت عزرائيل في انجاز مهمته. مقابل هذه الحماقات، برزت دعوات تتبنى الحب والسلم، تحولت الى حركات سياسية استجابة لحاجة اجتماعية، استطاعت في بقاع من الارض ان تنظم حياتها بإقامة مؤسسات حكم تعتمد العدل والمساواة، وعن طريق الحب "بحرفيه مش اكثر" على حد تعبير الراحل وديع الصافي بنيت الأمم.
ربما يكون الحب دليلا لكشف حجم القاعدة الشعبية للتنظيمات السياسية، والتاريخ العراقي الحديث يحتفظ بشواهد تشير الى ان آلاف الاشخاص فقدوا حياتهم لتمسكهم بالمبادئ، ربما يفسر هذا الموقف، بانه نوع من الحب يصل الى التضحية بالنفس للدفاع عن معتقد بقناعة راسخة لن يزعزعها التعذيب الجسدي.
مزاعم التنظيمات السياسية بامتلاكها قواعد شعبية واسعة بأعداد تتجاوز الملايين جاءت نتيجة اطلاق وعود في سنوات سابقة بتوفير وظائف للأعضاء والاتباع، لكنها سجلت في دفاتر دبش وعرقوب، بمعنى آخر اصبحت تحت الجسر بحسب التعبير العراقي المتداول هذه الايام على نطاق واسع حتى بين جماهير القوى السياسية.
الكشف عن حجم القواعد الشعبية للقوى السياسية من المحرمات، الامر مؤجل لحين تطبيق قانون تشكيل الاحزاب لكشف الاعداد ومصادر التمويل، وقتذاك سيصل العراقيون الى قناعة بان من الحب ما كذب، كسر بجمع احزاب جوه الجسر.
ومن الحب ما كذب
[post-views]
نشر في: 27 أكتوبر, 2015: 09:01 م