TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > مذاق العسل المر !!

مذاق العسل المر !!

نشر في: 28 أكتوبر, 2015: 09:01 م

ما طعمها؟ السلطة؟؟
ما سر السحر الغامض الخفي الكامن بين ثناياها؟
لحسة العسل تلك التي يستبسل السياسي ــ عموما ــ ليذوقها، ويستقتل للحفاظ على التلمظ بحلاوتها - لو تحقق إنجاز —ويستعذب مرارتها، لو تلبدت السماوات بالغيوم وأنذرت برعود وبروق،
لا جدال.. إن كرسي السلطة - أية سلطة - ملغوم، ملغوم، حشيته من شوك وعاقول مغلفة بالقطيفة! مسانده من إبر ومسامير مزنرة بخشب الصاج والصندل.
ما هو السر؟؟ ها..
يقولون: الحصول على الثروة هو المهماز الرئيس المحرك للمتسابقين في لعبة الكراسي.. لا شك انه ادعاء مدحوض، فما بال فاحشي الثراء يشاركون في لعبة الكراسي وهم في غنى؟؟
يقولون: ابتغاء النفوذ.. ان تأمر فينفذ أمرك في الحال.
يقولون: الجاه والأبهة والهيبة التي يضفيها الكرسي على الجالس عليه!!
يقولون: الاحتماء بخيمة السلطة ابتغاء حصانة وعدم مساءلة عما كان، درءا لما سيكون.
يقولون: الشعور الطاغي بالتفوق والامتياز على من حول الحاكم من رجال الصف الثاني.
يقولون الرغبة الحقيقية العارمة بالإصلاح ورتق ما تفتق في جلباب الوطن ونفوس المواطنين … قيل، وقيل، اقاويل كثيرة، وكثير من الحقائق تدحض وتفند تلك الأقاويل،،
أسراب الذين تذوقوا عسل السلطة وغصوا بمرارته. اكثر من أن يضمها مقال في صحيفة، منذ أقدم الأزمنة ولحد اليوم، منذ زمن الإسكندر المقدوني ويوليوس قيصر، وعهد نيرون، مرورا بهتلر وغاندي وإنديرا وراجيف وضياء الحق والشيشكلي والملك فيصل الأول وحفيده فيصل الثاني ومن توسط العقد، الملك غازي، وملك الأردن عبد الله، ونوري السعيد، وعبد الكريم قاسم وصدام حسين والسادات،وعبد الناصر. و…و…
……….
أستحضر من الأرشيف، مقابلة قديمة اجراها صحفي عربي مع الراحل رفيق الحريري،قبل مقتله إثر التفجير الذي اودى بحياته :
— ماذا تبغي من تسنم السلطة، وقد ملكت المال الوفير والأسرة والولد والنفوذ و،،و
فوجئ الصحفي بجواب على هيئة سؤال : — هل جربت يوما الجلوس على عرش السلطة؟
أجاب الصحفي مأخوذا:— لا.
رد عليه المرحوم الحريري: — جرب الجلوس على كرسي الحكم ـ زمنا - بعدها اتحداك لو جئت لتسألني نفس السؤال!!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

 علي حسين منذ أيام والجميع في بلاد الرافدين يدلي بدلوه في شؤون الاقتصاد واكتشفنا أن هذه البلاد تضم أكثر من " فيلسوف " بوزن المرحوم آدم سميث، الذي لخص لنا الاقتصاد بأنه عيش...
علي حسين

كلاكيت: مهرجان دهوك.. 12 عاماً من النجاح

 علاء المفرجي يعد مهرجان دهوك السينمائي مجرد تظاهرة فنية عابرة، بل تحوّل عبر دوراته المتعاقبة إلى أحد أهم المنصات الثقافية في العراق والمنطقة، مؤكّدًا أن السينما قادرة على أن تكون لغة حوار، وذاكرة...
علاء المفرجي

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

لطفيّة الدليمي هناك لحظاتٌ تختزل العمر كلّه في مشهد واحد، لحظاتٌ ترتفع فيها الروح حتّى ليكاد المرء يشعر معها أنّه يتجاوز حدود كينونته الفيزيائية، وأنّ الكلمات التي كتبها خلال عمر كامل (أتحدّثُ عن الكاتب...
لطفية الدليمي

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

رشيد الخيّون حصلت أكبر هجرة وتهجير لمسيحيي العراق بعد 2003، صحيح أنَّ طبقات الشعب العراقي، بقومياته ومذاهبه كافة، قد وقع عليهم ما وقع على المسيحيين، لكن الأثر يُلاحظ في القليل العدد. يمتد تاريخ المسيحيين...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram