كنا نتعرض للسخرية وتلاحقنا اوصاف الجبن، حين نطالب بتجنب التصعيد بين الطوائف. وواجهتنا ولاتزال، صعوبة بالغة في اقناع الناس بأن الحرب ليست مجرد رصاص وقذائف، بل نكسات اقتصادية وويلات انسانية وخراب سمعة دولية.
وقد استمعنا باهتمام لرئيس الحكومة وهو يتحدث عن النكسات. ويصعب على مثله ان يكون بهذه الصراحة لولا ان السيل قد بلغ الزبى.
وفي بداية السنة انتبهنا عن طريق الصدفة الى ان هناك اموالا كبيرة جدا في الموازنة من حصة شركات النفط الاجنبية، وحين سألنا اكتشفنا ان الحكومة السابقة لم تسدد ديونها للشركات العملاقة لنحو ١٧ شهرا، ايام كان النفط غاليا وثمينا. فتوجب على العبادي ان يسدد نيابة عن المالكي، مبالغ طائلة في عام الانهيار. وفي وقتها حاولت الحكومة ان تنفي ما كتبناه، الا ان العبادي اضطر للاعتراف بأنه سيدفع ٢٠ مليار دولار، من اصل ٦٠ هي كل ما بعناه من البترول هذه السنة، لصالح شركات النفط العملاقة، ونبقى بعجز ١٠ للمرتبات فقط. ولا ادري كم سحبنا من الاحتياطي النقدي على وجه الدقة.
ولن يتوقف السؤال: اين اختفت عوائد النفط لعام ٢٠١٤، مع ملاحظة ان المالكي لم يدفع فلسا لكردستان، ولا لعمالقة النفط، ولم يدفع نحو ٣ مليارات دولار مخصصة لبترودولار البصرة؟ كان المفروض ان نحصل على فائض لكن حصل العكس. وفوق هذا وذاك، فان المالكي، اجج فتيل التماس الطائفي واطلق العنان للحرب، والحروب هي ام الجوع وأبوه.
وهل ننتظر ازدهارا اقتصاديا ونحن نتحارب؟ هل يمكن ان يتشجع رجال الاعمال على تحريك الصناعة والزراعة في شوارع تغص بالسلاح والمجانين؟ من هو الضامن لرأس المال وأمنه، حين تعجز الحكومة عن بسط هيبتها حتى في قلب بغداد؟ ولماذا لا يزدهر الجوع حين يزداد عدد المجانين عن المعدل المتعارف؟
لقد ازدهرت التجارة الدولية حين تطورت وسائل النقل وربطت بين الشعوب والامم، اذ لا ازدهار بلا تواصل وقواعد استقرار، ولذلك فان الامم الشاطرة تتجنب الحرب الا بمقدار ما تدافع عن مصالحها. اما نحن فلدينا تعريف بدائي للشجاعة وللدين والوطن، يجعلنا نحرق ثيابنا ونخرب تجارتنا ثم نجلس نولول ونلطم.
ان الكراهية والعناد السياسي ظلا يتسببان في تخريب العراق مرات كثيرة. وكل من يعاند في السياسة بلا دراية كافية عليه ان يتخيل الاف القتلى شهريا، وملايين الايتام الجائعين وسط الافلاس وانعدام الثقة وسمعتنا كأمة فاشلة.
ومن يعاند في السياسة عليه ان لا يستغرب ولا يغضب من تصريح المخابرات الفرنسية بشأن اختفاء محتمل لحدود العراق وسوريا. فالعناد يخرب هذه الاوطان. والتعايش بين الشعوب لن يعود الا بنبذ التعصب. ولاننا ايها المتشددون، نراكم تغالون في التعصب فاننا نرى الفرصة تبتعد او تضمحل وتكاد تنطفئ
جوع وتقسيم وعناد
[post-views]
نشر في: 28 أكتوبر, 2015: 09:01 م
جميع التعليقات 2
خالد غني
الاستاذ سرمد الطائي تحياتي وهذا العناد الذي يتبجح به الأغبياء أمثال المالكي شدافعين بيه جير بسامير
خالد غني
الاستاذ سرمد الطائي تحياتي وهذا العناد الذي يتبجح به الأغبياء أمثال المالكي شدافعين بيه جير بسامير