في مطلع شهر تشرين الاول ، صدرت الرواية الجديدة لمؤلف رواية ( النمل ) برنار ويربر وهي الرواية الحادية والعشرين له ..ورغم قلة اهتمام السينما الفرنسية بافلام الخيال العلمي فمن المتوقع ان يتم اقتباس رواية ويربر الى الشاشة الكبيرة.
في مقابلة اجرتها

 في مطلع شهر تشرين الاول ، صدرت الرواية الجديدة لمؤلف رواية ( النمل ) برنار ويربر وهي الرواية الحادية والعشرين له ..ورغم قلة اهتمام السينما الفرنسية بافلام الخيال العلمي فمن المتوقع ان يتم اقتباس رواية ويربر الى الشاشة الكبيرة.

في مقابلة اجرتها صحيفة الفيغارو الفرنسية معه ، قال ويربرعن روايته الاخيرة ( النوم السادس) ان تناول فكرة الحلم واتته بعد ان كتب تحقيقا علميا حول المؤمنين بالاحلام حين كان صحفيا ، اذ اكتشف حينها ان هذه الشريحة مستوحاة من قبيلة تدعى سينوي في ماليزيا وكان قد التقى بهذه القبيلة ووجد بان لدى ابنائها نهجا مثيرا للاهتمام بالنسبة للنوم فهم يعتبرون ان مايجري خلال الليل اهم بكثير مما يجري خلال النهار ، وهكذا فالنوم بالنسبة لهم اكثر اهمية من احتوائه على الاحلام الجيدة وليس كما نراه نحن كابسط طريقة لاعادة شحن بطارياتنا خلال اليوم ..انهم يعتقدون ان مايجري فيه مهما جدا لأننا نقضي ثلث حياتنا في النوم ...
وعن سؤاله عما يحدث بالدقة خلال النوم قال ويربر انه يعيد ربطنا باللاوعي ويذكرنا بهويتنا . فعلى سبيل المثال ، كان يحرم السجناء خلال عمليات التطهير الستالينية من النوم لضمان سرعة السيطرة عليهم ، فمادام يمكن للناس ان يناموا ويحلموا فلا يمكن التلاعب بهم والهيمنة عليهم بسهولة ، فالمرء قد يصاب بالجنون اذا لم يحصل على النوم ومعاناة المصابين بالارق تثبت ذلك ...كما يرى ويربر ان الحلم يسمح بالتواصل بين هوية الماضي والحاضر والمستقبل ولأن هذا مستحيل في العالم الذي يحيط بنا بسبب قوانين فيزيائية تمنعنا من السفر خلال الزمن فالحلم هو الذي يحقق لنا هذه القدرة وهو بالضبط موضوع روايته الاخيرة التي تحمل عنوان (النوم السادس ) والتي تغوص الى حد ما في ظاهرة ( النيرفانا ) في الثقافة الهندية التي تعني الفناء المطلق ...
وعن سؤال الفيغارو له عن رواية ( النوم السادس ) وفيما اذا كانت وسيلة للوصول الى هويته الشخصية ، قال ان الموضوع الحقيقي للكتاب يدور عما سيحصل للمرء اذا تمكن من محاورة الطفل الذي كان عليه والشيخ الذي سيكون عليه مستقبلا ؟...ويوضح ويربر ان هذه الفكرة واتته عندما شارك قبل سنتين في برنامج تلفزيوني يحمل عنوان (غير متوقع ) وطلب منه مقدم البرنامج فريدريك لوبيز ان يتصل رمزيا بالطفل الصغير الذي كان عليه ويتحدث معه فاعجبته الفكرة ووجدها رائعة وهنا خطرت له فكرة ان يتصل بطل روايته بالطفل الذي كان عليه والرجل العجوز الذي سيكونه مستقبلا ولهذا السبب ايضا قدم كلمات شكر الى مقدم البرنامج في خاتمة كتابه ..
وتقول له الفيغارو ان بطل روايته يكتب احلامه في مفكرة ويقوم هو بدوره بتسجيل قصصه على جهاز الكومبيوتر ثم تسأله عن آخر احلامه فيقول ويربر بأنه يسجل احلامه بالتأكيد وكأنها قصص ويحرص على عدم اغفالها بل تنسيقها والاحتفاظ بمعناها الحقيقي ..أما عن تناوله الحلم في روايته فهي تجربة خاصة جدا بالنسبة له لأن الانسان يمكنه السفر خلال احلامه دون ان تحدث تاثيرات جانبية عليه كما يحصل عند تناوله للمخدرات مثلا التي تنقله الى عالم آخر ايضا لكنها تترك اثارا ضارة بينما يمكن للحلم ان يكون شيئا جيدا اذ يؤثرايضا على الابداع الفني ...
وسألته الفيغارو عن رأيه فيما يقوله سيغموند فرويد من ان " الواقع النفسي اهم من الواقع المادي " ما يعني باننا نعيش على تفسيراتنا ، قال ويربر ان الواقع النفسي مهم ايضا كالواقع المادي لأن الواقع النفسي هو اصلا مجرد وهم فكل عمل وكل احساس ليس الا تفسير يمكن تسجيله ضمن نظام ذاتي طالما تخدعنا حواسنا ، اما في الاساس فالحلم ليس غير واقعي ايضا كما يظن البعض والواقع ليس حقيقيا ايضا ، فعلى سبيل المثال ، يمكن ان نرى فيه المعلومات التي فاتتنا في الواقع والتي تعود الى الظهور في المنام اذ ان فائدة الحلم يمكن ان تكون كوسيلة لتعويض اخطائنا ...
اما عن امكانية اقتباس روايته الجديدة (النوم السادس ) الى السينما واي مخرج سيختار له فقال:
- كان فيلمي الوحيد (اصدقاء الارض ) قد واجه صعوبات عديدة لذا اذا كان علي اختيار مخرج سيكون تيم بيرتون دون تردد فهو قادر على السيطرة على السينما التي تحتاج الى خيال قوي واعتقد ان اولئك الذين يقاومون الزمن هم الذين يمتلكون خيالا متطورا بشكل خاص ، والمخرج تيم بيرتون يمكن ان ينفذ الفيلم بوسائل ضخمة ومع مؤثرات خاصة.